بدأ موقع يوتيوب في تبني استراتيجيات جديدة للحد من استخدام برامج حجب الإعلانات التي يستخدمها العديد من المشاهدين لتجنب الإعلانات المتزايدة على المنصة.
والجدير بالذكر أن هذه الإعلانات تمثل مصدر دخل رئيسي لخدمة البث الشهيرة، ويبدو أن الشركة قد لجأت إلى تقنيات أكثر صرامة لحماية تلك الإيرادات.
أبرز هذه التقنيات تتمثل في بطء ملحوظ يطرأ على الموقع بأكمله عند استخدام برامج حجب الإعلانات، حيث يصفه المستخدمون بأنه “تجربة مشاهدة دون المستوى الأمثل”.
وقد لاحظ العديد من المستخدمين، كما ورد في منشورات عدة على منصة ريديت، أن الموقع أصبح بطيئًا وغير مستجيب بشكل مفاجئ، مما يشير إلى استراتيجية جديدة وأكثر فعالية للمنصة.
على صعيد آخر، تقدم يوتيوب للمستخدمين رسالة منبثقة تحثهم على تعطيل برامج حجب الإعلانات، مشيرةً إلى أن استخدام هذه البرامج يعد انتهاكًا لشروط الخدمة. ولا يُسمح للمستخدمين بمتابعة المشاهدة دون الإذعان لهذه التعليمات.
في تجربة قمنا بها بأنفسنا، تبين أن مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب تتأثر سلبًا بشكل واضح عند تفعيل برامج حجب الإعلانات، حيث يُلاحظ تحميل الفيديوهات ببطء شديد، وعدم تحميل المعاينات بشكل صحيح، بالإضافة إلى مشكلات في الدخول إلى وضع الشاشة الكاملة أو وضع المسرح دون إعادة تحميل الصفحة.
قد يهمك > 8 أسئلة تشرح لك طريقة الإعلان والترويج لفيدوهاتك في اليوتيوب
يُعتقد أن السبب وراء هذه المشاكل يعود إلى توقيت اصطناعي مدمج ضمن شفرة يوتيوب، مما يُحاكي تجربة اتصال إنترنت بطيء بشكل مصطنع. ورغم أن هذه الخطوة ليست بالجديدة كليًا، إلا أن المزيد من المستخدمين بدأوا يلاحظون تطبيقها مؤخرًا.
تواجه الخطوات التي اتخذتها يوتيوب بعض الجدل، حيث يُجبر المشاهدون على الاختيار بين دفع الاشتراك الشهري البالغ 10 دولارات أو تحمّل مشاهدة الإعلانات التي قد تصل إلى 10 دقائق من الإعلانات غير القابلة للتخطي لكل مقطع فيديو.
ويبدو أن الخيارين الرسميين المتاحين، وهما تعطيل برنامج حجب الإعلانات أو الترقية إلى يوتيوب بريميوم، ليسا في صالح معظم المستخدمين.
بهذه الإجراءات، تعتمد يوتيوب الضغط على المستهلكين لتجنب استخدام برامج حجب الإعلانات، مما يعكس سعي المنصة للحفاظ على نموذج أعمالها المعتمد بشكل كبير على الإعلانات.
ومع ذلك، تثير هذه السياسات تساؤلات حول التوازن بين رغبة الشركة في تحقيق الربح وتجربة المستخدم النهائي، والتي تشكل جوهر نجاح أي منصة رقمية.