مقالات

الدروس المستفادة من نجاح الشبكة الإجتماعية Yammer

Yammer_logo

استحوذت شركة مايكروسوفت العام الماضي على الشبكة الإجتماعية الموجهة لقطاع الأعمال Yammer في صفقة كبيرة بلغت 1.2 مليار دولار، لاشك أن المبلغ الذي دفعته مايكروسوفت كبير، حيث يبلغ ضعف قيمة الشركة تقريباً خلال أشهر قليلة من إطلاقها و حصولها على تمويل. لكن ما الذي يمكننا أن نتعلمه من نجاح Yammer ؟

تعريف بـ Yammer

إن لم تكن قد سمعت بهذه الشبكة الإجتماعية بعد فمعك حق لأنها شبكة موجهة للموظفين والشركات وقطاع الأعمال وليس الأفراد والناس العاديين.

تأسست شبكة Yammer عام 2008 لتكون بديل شبكة تويتر لكن للشركات، وفي هذه الأثناء كانت شبكة فيس بوك تنمو وتزيد من خصائصها و مزاياها، بالتالي تحولت الشبكة إلى تقليد فيس بوك حتى اقتبست منها تصميم الواجهة.
تقدم الشبكة إمكانية الإشتراك المدفوع بجانب المجاني، وفيها أكثر من 4 ملايين مستخدم ( موظف ) منها حوالي 800 ألف مستخدم مدفوع، وتخدم الشبكة أكثر من 200 ألف شركة حول العالم من بينها عدد كبير من الشركات العملاقة مثل فورد، إيباي، شيل، دي اتش ال وغيرها حتى أن 70% من الشركات الأمريكية في قائمة Furtune 500 تستخدمها.

حتى يتمكن المستخدم من الإنضمام إلى الشبكة، عليه إستخدام بريده الإلكتروني المهني حصراً، أي أن يكون على نطاق موقع الشركة ولا يمكن استخدام بريد إلكتروني عادي تابع لمزودي البريد الإلكتروني.

كما وتخصص صفحة فرعية لكل شركة تفتح حساب لها على الشبكة، ويتم تواصل كل الموظفين ( الأعضاء ) من خلالها، ويسمح لهم بإنشاء مجموعات خاصة وعامة، وتوفر كل إمكانيات التواصل والتفاعل الإجتماعي كالتعليق و الإعجاب.

ونلاحظ التشابه بين تويتر و Yammer، مثلاً يسألك تويتر في مربع كتابة التغريدة ” ما الذي تفعله ” بينما يسألك Yammer ” ما الذي تعمل عليه ” أي يفترض أن ما يجري حولك هو عمل وليست أنشطة الحياة اليومية.

وفي تويتر تدعى التغريدات tweets بينما في Yammer تدعى Yams. كما وهناك إمكانية متابعة الأشخاص Following بشكل مشابه لتويتر أيضاً.

الدروس المستفادة

المفيد أفضل من الرائع

ارتكبت العديد من شركات الإنترنت أخطاء كثيرة في طريقة عملها بعد فقاعة الإنترنت ، حيث يملك مؤسسيها أفكار رائعة يعجبون بها لكنهم يتوقعون أن يبادلهم المستخدمين هذا الإعجاب وهو قد يتحقق بالفعل كما حصل مع إنستغرام الشبكة التي استحوذت عليها فيس بوك بمليار دولار. أو قد لا يتحقق نهائياً.

لكن انستغرام لا يحقق أية أرباح بعد، ولا أحد يدفع مليار دولار ليحصل على فكرة رائعة يحبها مؤسسها والناس، بالنهاية هناك مستثمرين يبحثون عن عوائد لأموالهم، وهذا ما قد لا تحققه الفكرة الرائعة.

وهنا جاء David Sacks مؤسس شبكة Yammer بفكرة شبكته الإجتماعية عندما كان يعمل على موقع Geni الذي قد أطلقه للتو، حيث لاحظ أن موظفيه بحاجة للتواصل فيما بينهم ومشاركة المعلومات، لذا قاموا بإنشاء هذه الأداة، ثم وجد Sacks أنه طالما هذه الأداة مفيدة جداً لشركته، فإن باقي الشركات أيضاً قد تحتاجها وتستفيد منها، وبالفعل كان محقاً حيث تجاوز عدد مستخدمي الشبكة خمسة ملايين موظف من مختلف الشركات حول العالم.

فكّر بالربح منذ البداية

يلح المستثمرين دائماً على معرفة متى سيبدأ المشروع بإستعادة رأس ماله ليحصلوا على تمويلهم إضافة للأرباح. وإن كنت محظوظاً ولديك فكرة شركة ناجحة ومطلوبة فإنك قد تسرع نحو ما يدعى إستراتيجية الخروج exit strategy عن طريق بيع الشركة و قبض المال الوفير و توزيعه على المستثمرين مع الأرباح و تضع الباقي في جيبك.

وكانت لشبكة Yammer فكرة جاهزة مسبقاً عن طريقة إستثمار المشروع وتحقيق الأرباح منه منذ البداية. حيث يمكن للناس إستخدام الشبكة مجاناً، كما ويمكن حتى إنشاء شبكات إجتماعية فرعية خاصة بالشركات مجاناً، لكن إن أرادت الشركات المزيد من التحكم و إدارة هذه الشبكات يجب عليها أن تدفع رسوم مقابل ذلك.

إذاً لا ينبغي عليك بالضرورة أن تطلق شركتك ومنتجاتك المدفوعة جاهزة على الرف بإنتظار من يدفع لك، لكن من المهم جيداً أن تعرف أهم مكونات مصادر الدخل، وتعيد النظر فيها بعد جس نبض السوق فيما إذا رفض الدفع وفق هذه الظروف.

استمع للجميع

يعرف Sacks جيداً أنه لإطلاق المنتج بشكل أفضل، عليك أن تحيط نفسك بالأشخاص المهمين في مجالك و تسمع لهم جيداً فهؤلاء سيساعدونك حتماً بما تطوره. وهنا كان Sacks يشرف على مصممي المنتجات بشكل لصيق، وعندما أخبروه أن هذا التدقيق الإداري يزعجهم، تقبل ذلك برحابة صدر و حاول الإبتعاد قليلاً من إشرافه عليهم. الآن يرسلون له المراجعات الأسبوعية للإطلاع على تفاصيل العمل على المنتجات بشكل عام بدون تدخله اليومي وهو ما يقلل من إزعاج الأشخاص المسؤولين عن نقل الشركة ومنتجاتها لمستوى أفضل وتطويرها.

لا يقف الإستماع للناس الموظفين في الشركة فحسب، بل لا يقل أهمية عنهم مستخدمي المنتجات وخدمات الشركة. حيث يتواصل Sacks شخصياً مع المستخدمين عبر تويتر بشكل متواصل، ولا يخفي ذلك عندما يقول ” أريد أن أعرف ما يقوله الناس عن Yammer حتى أقوم بتطوير المنتج و الشركة بشكل أفضل”.

قويّ نقاط ضعفك

لا أحد يعرف كل شيء وما يدور حوله، لذا على الريادي الذكي أن يسعى دائماً للتعلم بسرعة لأن التغييرات حوله أسرع منه.

واجه Sacks نقاط الضعف في شركته والتي كانت في المبيعات، حيث يعترف أنه عندما أطلق الشركة كان يعتقد بأنه لا داعي للقلق حول المبيعات، حيث توقع أن الناس سيدفعون من ميزانيات الشركات بإعتبارها الزبون الرئيسي في الشبكة الموجهة لقطاع الأعمال.

لكن ما أدركه لاحقاً أن الشركات لاسيما الكبيرة منها بحاجة لأن تتفاوض مع شخص ما بشأن شراء مثل هذه الخدمات، حيث تكون لديهم مخاوف دائمة بشأن الأمان على الشبكة و إعتبارات الخصوصية، لذا كان من الضروري أن يكون هناك فريق مبيعات يعمل في الشركة للتواصل مع الزبائن والرد على أسئلتهم. ولم يكن هناك أي موظف يعمل في قسم المبيعات في Yammer واليوم هناك أكثر من 30 موظف يشكلون القسم.

ولا يعتمد Sacks كلياً على فريق المبيعات وحده، حيث في كثير من الاحيان يذهب شخصياً إلى الإجتماعات مع الزبائن ليسمع مباشرة اسئلتهم و إحتياجاتهم فهي تشكل فرص مهمة لتطوير منتجات الشبكة لاحقاً، فلا شيء أفضل من هذه الهدية من الزبون لأن الحاجة للمنتج هي أساس تطويره و بيعه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى