جائزة نوبل في الفيزياء تذهب لرواد الذكاء الاصطناعي
فاز عالمان بارزان في مجال الذكاء الاصطناعي بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024، تقديرًا لإسهاماتهما في وضع أسس التعلم الآلي الحديث. الفائزان هما جيفري هينتون، الأستاذ الفخري بجامعة تورنتو، وجون هوبفيلد، أستاذ بجامعة برينستون.
أشادت لجنة نوبل في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم باكتشافات العالمين واختراعاتهما، معتبرة أنها مهدت الطريق للعديد من الاختراقات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي. فمنذ الثمانينيات، ساهمت أعمالهما في إنشاء الشبكات العصبية الاصطناعية، وهي هندسة حاسوبية تحاكي بنية الدماغ البشري.
وبمحاكاة طريقة عمل أدمغتنا في إنشاء الروابط، تسمح الشبكات العصبية لأدوات الذكاء الاصطناعي بـ”التعلم من خلال الأمثلة”. ويمكن للمطورين تدريب شبكة عصبية اصطناعية على التعرف على الأنماط المعقدة من خلال تغذيتها بالبيانات، مما يدعم بعض أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي اليوم، من توليد اللغة إلى التعرف على الصور.
عبر هينتون، الملقب بـ “عرّاب الذكاء الاصطناعي”، عن مفاجأته بالجائزة قائلاً: “لم أتوقع هذا على الإطلاق. أنا مندهش للغاية ويشرفني أن أكون من بين الفائزين”.
في العام الماضي، أعرب هينتون عن ندمه جزئيًا على عمل حياته، وترك منصبه في جوجل عام 2023 ليتمكن من تسليط الضوء على المخاطر المحتملة للتقنية التي ساهم في تطويرها.
وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: “من الصعب رؤية كيف يمكن منع الجهات السيئة من استخدامها لأغراض سيئة”.
اشترت جوجل شركة الشبكات العصبية التي أسسها هينتون مع طالبين عام 2013، من بينهم إيليا سوتسكيفر الذي أصبح لاحقًا كبير العلماء في OpenAI قبل مغادرتها هذا العام.
وكرمت لجنة نوبل هينتون لتطويره ما يسمى بآلة بولتزمان، وهو نموذج توليدي، مع زملائه في الثمانينيات. كما أشادت بعمل هوبفيلد على شبكة هوبفيلد، وهي شبكة عصبية اصطناعية قادرة على إعادة إنشاء الأنماط.
يواصل هينتون التعبير عن مخاوفه بشأن الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك في مكالمة مع الصحفيين اليوم، حيث قال: “ليس لدينا خبرة في التعامل مع أشياء أذكى منا. سيكون رائعًا من نواحٍ كثيرة، لكن علينا أيضًا أن نقلق بشأن عدد من العواقب السيئة المحتملة، خاصة خطر خروج هذه الأشياء عن السيطرة”.