هل انفجرت فقاعة الذكاء الاصطناعي؟ دروس من وادي السيليكون
في وادي السيليكون، من السهل ملاحظة علامات الفقاعات التقنية كلما ظهرت. اليوم، تقودك اللوحات الإعلانية على الطرق الرئيسية في منطقة خليج سان فرانسيسكو إلى عالم المنتجات “المدعومة بالذكاء الاصطناعي”. قبل خمس سنوات، كانت تلك اللوحات تتحدث عن “البلوكتشين”، وقبل عشر سنوات عن “البيانات الضخمة”، وقبل خمسة وعشرين عامًا عن كل شيء مرتبط بـ”دوت كوم”.
لم تكن المشكلة في تقنية بعينها، بل في السرعة التي يسعى بها المستثمرون ورواد الأعمال لتحقيق نتائج فورية. هذا الصيف، ظهرت إشارات واضحة على تراجع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. فقد شهدت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، مثل شركة Nvidia، تراجعًا كبيرًا بعد تأجيلها لإطلاق رقائق جديدة وتأثيرات أخرى على السوق.
فقدت أسهم Nvidia تريليون دولار من قيمتها منذ ذروتها في عام 2024، مما يعكس تراجعًا بنسبة 30%. هذا الانهيار يعيد إلى الأذهان تجارب سابقة مع فقاعة “دوت كوم”، عندما انهارت العديد من الشركات بعد فترة من التوسع السريع.
هناك عدة أسباب وراء هذا التغير في النظرة للذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت دراسة حديثة أن المستهلكين أصبحوا ينفرون من المنتجات التي ترتبط بمصطلح “الذكاء الاصطناعي”. كذلك، أشارت تصريحات من شركات استثمارية كبرى إلى أن منتجات الذكاء الاصطناعي لن تكون فعالة من حيث التكلفة أو الموثوقية.
وتلقت الشركات الكبرى تحذيرات من انهيار قادم. حيث أعلنت شركة Meta عن إنفاق 5 مليارات دولار على الذكاء الاصطناعي، لكن أسهمها تراجعت بنسبة 15% في اليوم التالي. في المقابل، خفضت شركة Intel نفقاتها بمقدار 10 مليارات دولار، مما أدى إلى تراجع أسهمها بنسبة 25%.
وتوقّع غاري ماركوس، أحد المشككين في الذكاء الاصطناعي، أن يحدث الانهيار في عام 2025 لكنه يرى الآن أنه قد بدأ بالفعل. حيث تسعى الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي للاستحواذ من قبل الشركات الكبرى. مثال على ذلك، شركة Character.AI التي استحوذت عليها Google، وشركة Adept التي استحوذت عليها Amazon، وInflection التي استحوذت عليها Microsoft.
الوعود الكبيرة للذكاء الاصطناعي لم تختفِ تمامًا، ولكنها قد تتطلب وقتًا أطول لتحقيقها. المهام البسيطة والروتينية هي ما قد تبرز فيها هذه التقنية بشكل رئيسي. لكن التطور السريع والمبالغ فيه قد يكون جزءًا من الماضي، ويبدو أن المستقبل سيكون أكثر استقرارًا وواقعية.