ناسا تطلق مهمة «كيوري» لفك لغز الإشارات الراديوية الشمسية
في خطوة علمية جريئة، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مهمة جديدة تهدف إلى كشف أسرار الإشارات الراديوية الغامضة المنبعثة من الشمس.
تحمل المهمة اسم «تجربة التداخل الراديوي للأقمار الصناعية المكعبة» أو اختصارًا «كيوري» (CURIE)، وتعتمد على إطلاق قمرين صناعيين صغيرين في مدار حول الأرض لرصد هذه الإشارات ودراستها عن كثب.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة لفهم الظواهر الشمسية المعقدة، مثل الانبعاثات الكتلية الإكليلية والتوهجات الشمسية، والتي تؤثر بشكل كبير على الغلاف المغناطيسي للأرض وبنيتها التحتية الإلكترونية.
وصرح ديفيد سوندكفيست، الباحث الرئيسي للمشروع من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، قائلاً: «إنها المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مقياس تداخل راديوي في الفضاء بطريقة منظمة، مما يجعلها رائدة في مجال الفلك الراديوي بشكل عام».
وتتميز الأقمار الصناعية المستخدمة في المهمة بحجمها الصغير، إذ لا يتجاوز حجم كل منها حجم علبة الأحذية. وقد تم إطلاقها على متن صاروخ أريان 6 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لتستقر على ارتفاع 580 كيلومتر فوق سطح الأرض.
ويحمل كل قمر صناعي هوائيًا بطول 2.4 متر، مما يتيح له رصد الموجات الراديوية بين 0.1 و 19 ميجاهرتز، وهي ترددات لا يمكن التقاطها من الأرض بسبب امتصاصها في الغلاف الجوي العلوي.
وتكمن أهمية المهمة في قدرتها على تحديد مصدر الإشارات الراديوية بدقة عالية، وذلك من خلال قياس الفروق الدقيقة في وقت وصول الإشارات إلى كل قمر صناعي، حيث سيتم نشر القمرين على مسافة 3.2 كيلومتر من بعضهما البعض.
ويأمل العلماء أن تساهم هذه المهمة في تعميق فهمنا للعلاقة بين الانبعاثات الكتلية الإكليلية والتوهجات الشمسية، وتأثيرها على النظام الشمسي ككل، مما قد يساعد في تحسين قدرتنا على التنبؤ بالعواصف الشمسية وحماية البنية التحتية الأرضية من آثارها الضارة.