الذكاء الاصطناعي لا يُحقق للشركات الكثير من الأرباح
أثارت تقنيات الذكاء الاصطناعي ضجة كبيرة في الأوساط التقنية والاستثمارية، مشابهة لحمى الذهب التي اجتاحت كاليفورنيا في القرن التاسع عشر. لكن تقرير حديث من بنك جولدمان ساكس يكشف حقيقة مفاجئة: هذه التقنية الواعدة لم تحقق بعد الأرباح المتوقعة.
وفقًا للتقرير، فإن الشركات التي راهنت على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتها، بدءًا من شركات الخدمات المالية وصولًا إلى عمالقة التجزئة، شهدت تراجعًا في أداء أسهمها مقارنة بالسوق العام منذ أواخر عام 2022.
ومن المثير للدهشة أن نسبة تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال لا تزال منخفضة للغاية.
فوفقًا لتقرير مكتب الإحصاء الأمريكي، فإن 5% فقط من الشركات تستخدم هذه التقنية حاليًا، مع توقعات بارتفاع طفيف إلى 6.6% بحلول خريف هذا العام.
ويبدو أن المخاوف المتعلقة بأخطاء الذكاء الاصطناعي، مثل توليد معلومات خاطئة، إضافة إلى قضايا الأمان والخصوصية، تشكل عوائق أمام تبني هذه التقنية على نطاق أوسع.
وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن الشركات الوحيدة التي تحقق أرباحًا ملموسة من الذكاء الاصطناعي هي تلك التي تبيع الأجهزة اللازمة لتشغيله، مثل شركة إنفيديا.
وقد علق جيم كوفيلو، المحلل في جولدمان ساكس، على هذا الوضع قائلاً: «تقنية الذكاء الاصطناعي باهظة التكلفة، ولتبرير هذه النفقات، يجب أن تكون قادرة على حل مشكلات معقدة، وهو ما لم تُصمم له في الأساس».
وفي المقابل، يبدو أن المجرمين الإلكترونيين هم المستفيدون الوحيدون من هذه التقنية حتى الآن، حيث يستخدمونها في عمليات الاحتيال والسرقة، مما دفع الشركات لزيادة إنفاقها على تدابير الأمن السيبراني.
وفي ظل هذه التحديات، يتساءل الخبراء عن مدى صبر قادة الأعمال قبل أن يتحولوا إلى الاستثمار في تقنيات أخرى أكثر ربحية.
اقتراح المُحرر