مقالات

هل يكفي Windows Defender لحماية نظامك من الاختراق؟

أصبحت الهُجمات السيبرانية ظاهرةً منتشرة في الوقت الراهن، إذ يتعرّض ما يُقارب 4000 جهاز يوميًا لمثل هذا النوع من الاختراقات، الأمر الذي يُلقي بظلاله على أهمية توفير الحماية اللازمة لملفاتنا الرقمية المُخزّنة على أجهزتنا الحاسوبية. لذا، تُعتبر تطبيقات الحماية من الفيروسات والبرامج الخبيثة ضرورةً ملحّة لا غنى عنها في زمننا الحالي، ولا سيما أنّ معظم أجهزة الكمبيوتر تأتي مُجهّزة مسبقًا ببرنامج حماية مُدمج. إلا أنّ السؤال المطروح هو: هل بات Windows Defender كافيًا لتأمين أجهزتنا من تلك التهديدات؟

في البداية، لا بدّ من التعريف ببرنامج Windows Defender، حيث يُعتبر هذا البرنامج أداة مجّانية مُدمجة في جميع أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز الحديث، وتعمل في الخلفية كخط دفاع أول ضد البرامج الضارة والفيروسات.

وعلى الرغم من أنّ هذا البرنامج لم يكن يُعتبر في السابق من أقوى حلول الحماية، إلا أنّ شركة مايكروسوفت عملت على تحسين قدراته وإمكانياته، الأمر الذي جعله خيارًا جديرًا بالاعتبار.

من الجدير بالذكر أنّ مختبرات البحث المستقلة مثل AV-Test تقوم باختبار برامج مكافحة الفيروسات بشكل دقيق، وفي تقريرها الصادر في ديسمبر 2023، حصل Windows Defender على نتائج مُميزة تفوقت على المعدلات السائدة في العديد من المجالات الحيوية، حيث حقق درجة كاملة في اكتشاف وحجب الهجمات الصفرية، أي التهديدات التي لم يتم رصدها من قبل. كما تمكّن البرنامج من تحديد والتصدي للبرامج الخبيثة المعروفة بشكل فعّال.

أما على صعيد الأداء، فقد أظهر Windows Defender تأثيرًا ضئيلًا على موارد النظام، متفوقًا مرة أخرى على المعدلات السائدة في هذا المجال. ومع ذلك، فقد أخفق في تقييم تثبيت بعض التطبيقات الشهيرة، وهي وظيفة تُعتبر أقل أهمية.

ومن النقاط الإيجابية الأخرى لهذا البرنامج، هي عدم إصداره إنذارات كاذبة تصنّف التطبيقات الآمنة أو المواقع الإلكترونية على أنها خبيثة، مما يضمن تجربة مستخدم سلسة خالية من المضايقات غير الضرورية.

بالرغم من أنّ بعض المستخدمين قد يجدون واجهة Windows Defender أقل جاذبية مقارنةً بالخيارات الأخرى من الشركات الخارجية، إلا أنّ أداءه يُعتبر جيدًا جدًا بالنسبة لكونه برنامج مجّاني ومُدمج مسبقًا.

ذو صلة | كيف تتقدم السعودية بقوة في قطاع الأمن السيبراني على المستوى العالمي؟

مميزات Windows Defender

يتميّز Windows Defender بمجموعة من المميزات التي تُعزز أمن جهاز الكمبيوتر الشخصي، والتي قد تكون مفيدة بشكل خاص للأسر التي لديها أطفال يستخدمون الجهاز.

حيث يوفر البرنامج إعدادات الرقابة الأبوية التي تتيح للآباء السيطرة على تجربة أبنائهم على الإنترنت، بالإضافة إلى حماية الأجهزة من البرامج الضارة، ولكن من المهم الإشارة إلى أنّ البرنامج لا يتضمن حماية للكاميرات، وهي ميزة يفضلها البعض لمزيد من الأمان.

كما يستفيد Windows Defender من أبحاث مايكروسوفت المكثفة في مجال الأمن السيبراني، والتي تغذي الحماية المتقدمة ضد التهديدات المتطورة باستخدام التعلم الآلي وتحليل البيانات والبنية التحتية السحابية.

لكن على عكس بعض برامج مكافحة الفيروسات الأخرى، لا يقوم Windows Defender بإجراء فحوصات دورية مجدولة افتراضيًا، حيث يتعين على المستخدمين إعداد هذه الفحوصات من خلال جدول مهام ويندوز، وينبغي الإشارة إلى أنّه لا يمكن ضمان إجراء فحوصات منتظمة للنظام دون ذلك.

كذلك، يحتوي Windows Defender على ماسح فيروسات قوي ضمن حزمة أمان ويندوز، حيث يقوم هذا الماسح بالبحث عن البرامج والملفات الضارة بشكل منتظم، ويمكنه اكتشاف العديد من أنواع الملفات بما في ذلك برامج الفدية والبرامج التجسسية، وذلك عبر التطبيقات والبريد الإلكتروني والتخزين السحابي وحتى أثناء تصفح الإنترنت.

وفي حال اكتشاف ملف مشبوه، سيقوم Windows Defender بعزله، حيث يمكنك بعد ذلك اختيار إزالة الملف أو استعادته إذا كان آمنًا.

إلى جانب ذلك، يوفر Windows Defender حماية فورية ضد محاولات المتسللين غير المشروعة باستخدام تقنيات مثل السيطرة غير المصرح بها أو استخدام أساليب القوة البرمجية لاختراق كلمات مرور الشبكات.

حيث يعمل على حماية بياناتك من مثل هذا النوع من الاختراقات، وفي حالة اشتباه وقوع هجوم ما، يمكنك حتى عزل الجهاز لضمان أمان معلوماتك بشكل أكبر. ولكن من المهم تذكُّر أنه لا يوجد حل أمني مضمون بنسبة 100%.

بناءً على ما سبق، يمكننا القول إن Windows Defender يُعتبر خيارًا مجانيًا قويًا لمكافحة الفيروسات ويوفر حماية فعالة، ولا تحتاج إلى برنامج طرف ثالث إذا كانت ميزاته تفي باحتياجاتك الأمنية.

فهو يؤمّن حماية فعّالة مع تأثير ضئيل على أداء النظام، بحيث لا تشعر بأي تراجع في الأداء. كما يأتي مزودًا بالعديد من ميزات الرقابة الأبوية.

ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى بعض نقاط الضعف التي يجب أخذها بعين الاعتبار، كعدم إجراء فحوصات مجدولة، وعدم كونه برنامجًا مفتوح المصدر وهو ما قد يكون عائقًا لدى البعض، بالإضافة إلى تركيزه على مميزات الحماية الأساسية مع افتقاره لبعض الميزات الأخرى المريحة كشبكة افتراضية خاصة أو حماية كلمات المرور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى