طحلب صحراوي قد يمهد الطريق لاستعمار المريخ
كشف علماء صينيون عن اكتشاف مثير قد يغير مستقبل استكشاف الفضاء، فقد عثروا على نوع من الطحالب الصحراوية يُدعى Syntrichia caninervis، والذي أظهر قدرة استثنائية على التكيف مع الظروف القاسية، بما في ذلك بيئة كوكب المريخ.
في الدراسة، أجرى الباحثون تجارب محاكاة لظروف المريخ القاسية. وأظهرت النتائج أن هذا الطحلب تمكن من البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في درجات حرارة تصل إلى 112 درجة فهرنهايت تحت الصفر.
كما أظهر قدرة مذهلة على مقاومة الجفاف الشديد والإشعاعات القوية، بل إنه نما تحت جرعات معينة من أشعة جاما.
يرى العلماء أن هذا الاكتشاف قد يكون خطوة هامة نحو استعمار الفضاء الخارجي باستخدام نباتات متكيفة طبيعيًا مع ظروف الإجهاد الشديدة.
فزراعة النباتات الأرضية تعد جزءًا أساسيًا من أي مهمة فضائية طويلة الأمد، حيث تقوم بتحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى أكسجين وكربوهيدرات، وهي العناصر الأساسية لبقاء البشر على قيد الحياة.
ذو صلة > ناسا تطلق صورة بانورامية بدقة أكثر من مليار بكسل لكوكب المريخ
رغم أن هذا الطحلب غير صالح للأكل، إلا أن الخبراء يرون أنه قد يوفر خدمات هامة أخرى في الفضاء. فقد يساعد في تهيئة البيئة لنمو نباتات أخرى، مما قد يسهم في جعل سطح المريخ أكثر قابلية للحياة.
ومع ذلك، يحذر بعض العلماء من المبالغة في تفسير هذه النتائج. فرغم أهمية هذه التجارب كخطوة أولى، إلا أنها لا تثبت بعد قدرة الطحلب على إنتاج كميات كبيرة من الأكسجين في ظروف المريخ، أو التكاثر والانتشار في بيئة الكوكب الأحمر.
يرى الخبراء أننا نقترب من إمكانية زراعة النباتات في البيوت الزجاجية خارج كوكب الأرض، وأن للطحالب دورًا هامًا في هذا المجال. ومع ذلك، فإن الادعاء بأن هذا الطحلب جاهز لتغيير بيئة المريخ يعد مبالغة في الوقت الحالي.
تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة في مجال استكشاف الفضاء وإمكانية استعمار الكواكب الأخرى. ومع استمرار البحث والتطوير، قد نشهد في المستقبل القريب تقدمًا ملموسًا في قدرتنا على إنشاء مستعمرات بشرية خارج كوكبنا الأم.
اقرأ أيضًا > حكايات الإعلانات في الفضاء