الوظائف المهددة بالاختفاء بحلول 2030 بسبب الذكاء الاصطناعي
في عصر التقدم التقني السريع، يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز المحركات الرئيسية للتغيير في سوق العمل.
ومع تطور قدرات الآلات على التعلّم والتحليل واتخاذ القرارات بكفاءة، هناك مخاوف متزايدة من أن العديد من الوظائف التقليدية ستكون عرضة للاختفاء أو التغيير الجذري في السنوات القادمة.
في هذا التقرير، سنستكشف أهم الوظائف التي من المتوقع أن تتأثر بشكل كبير بتقدم الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مستندين على تحليلات وتوقعات من مصادر موثوقة في هذا المجال.
الوظائف الإدارية والمكتبية
إحدى المجالات التي ستشهد تأثيرًا كبيرًا من الذكاء الاصطناعي هي الوظائف الإدارية والمكتبية التقليدية.
وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة ماكينزي العالمية، من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على ما يصل إلى 30% من مهام الوظائف الإدارية والمكتبية بحلول عام 2030.
فالبرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستكون قادرة على إنجاز مهام روتينية مثل إدارة المواعيد، وإعداد التقارير، والمعالجة الإدارية للمستندات بكفاءة أعلى وسرعة أكبر من البشر.
هذا سيؤدي إلى تقليص الحاجة إلى بعض الوظائف المكتبية التقليدية كالسكرتارية والموظفين الإداريين.
الوظائف التنفيذية
حتى الوظائف التنفيذية الرفيعة المستوى قد تتأثر بتقدم الذكاء الاصطناعي. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد، من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على ما يصل إلى 14% من الوظائف التنفيذية بحلول عام 2030.
فالنظم القائمة على الذكاء الاصطناعي ستكون قادرة على تحليل البيانات الضخمة وصنع القرارات الاستراتيجية بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر في بعض المجالات. وهذا قد يؤدي إلى تقليص الحاجة إلى بعض المناصب القيادية التقليدية.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في اتخاذ قرارات استثمارية أو تسويقية بناءً على تحليل البيانات بطريقة أكثر موضوعية وسرعة من البشر.
وهذا قد يؤثر على الحاجة إلى بعض المناصب التنفيذية في المجالات المالية والتسويقية.
ذو صلة > مجالات الذكاء الاصطناعي تفتح آفاق جديدة تُعيد تشكيل عالمنا
الوظائف الصناعية والإنتاجية
من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الوظائف الصناعية والإنتاجية.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على ما يصل إلى 20% من الوظائف الصناعية والإنتاجية بحلول عام 2030.
فالروبوتات والآليات المتطورة ستكون قادرة على القيام بالعديد من المهام الصناعية والإنتاجية بدقة وكفاءة أعلى من البشر.
على سبيل المثال، يمكن للروبوتات المتطورة أن تقوم بمهام التجميع والتصنيع بسرعة وجودة أعلى من العمال اليدويين.
هذا التطور سيؤدي إلى تقليص الحاجة إلى بعض الوظائف الصناعية التقليدية كالعمال اليدويين وعمال المصانع.
ومع ذلك، قد تظهر وظائف جديدة مرتبطة بتصميم وبرمجة وصيانة هذه الآليات المتطورة.
ذو صلة > توقعات قادة الأعمال: الذكاء الاصطناعي سبب محتمل لتقليص عدد الموظفين
الوظائف الروتينية والتكرارية
الوظائف التي تنطوي على مهام روتينية وتكرارية هي الأكثر عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد، من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على ما يصل إلى 47% من الوظائف الروتينية والتكرارية بحلول عام 2030.
فالبرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستكون قادرة على إنجاز هذه المهام بسرعة وكفاءة أعلى من البشر.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بمهام مثل المعالجة الآلية للمدفوعات، وإدخال البيانات، وإعداد التقارير الروتينية بشكل أكثر دقة وكفاءة من البشر.
هذا التطور سيؤدي إلى تقليص الحاجة إلى بعض الوظائف التي تعتمد بشكل كبير على المهام الروتينية والتكرارية.
ذو صلة > الذكاء الاصطناعي يقترب من محاكاة الدماغ البشري باستخدام الماء والملح
الخلاصة
في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تشهد العديد من الوظائف التقليدية تغييرات جذرية أو حتى الاختفاء بحلول عام 2030.
وهذا يتطلب من الأفراد والمؤسسات التكيف مع هذه التغييرات من خلال اكتساب المهارات المطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي والتركيز على الوظائف التي تتطلب قدرات إبداعية وتحليلية متقدمة.
فقد تزداد الحاجة إلى وظائف في مجالات البرمجة والتحليل البيانات والتصميم الإبداعي. كما قد تظهر وظائف جديدة مرتبطة بتصميم وبرمجة وصيانة الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
في النهاية، إن التكيف مع هذه التغييرات والاستعداد لها سيكون أمرًا حاسمًا لضمان نجاح الأفراد والمؤسسات في عصر الذكاء الاصطناعي.
المصادر: ماكنزي – منظمة العمل الدولية