القراء قلقون من استخدام الذكاء الاصطناعي في تحرير الأخبار
كشفت دراسة جديدة صادرة عن معهد رويترز لدراسة الصحافة عن مخاوف متزايدة لدى القراء حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار ونشر المعلومات المضللة.
استطلعت الدراسة آراء ما يقارب 100 ألف شخص من 47 دولة، وأشارت إلى قلق القراء من هيمنة الذكاء الاصطناعي على إنتاج الأخبار، حيث أعرب أكثر من نصف المشاركين الأمريكيين و 63% من البريطانيين (استطلع رأي 2000 شخص في كل بلد) عن عدم ارتياحهم لفكرة الاعتماد الكلي على الروبوتات لإنتاج الأخبار.
رغم ذلك، أبدى المشاركون تقبلا أكبر لاستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة للصحفيين، مثل تحليل البيانات والمساعدة في التحقيقات الصحفية.
وعلّق نيك نيومان، الباحث الرئيسي في الدراسة، على هذه النتيجة قائلاً:
“كان من المدهش رؤية مستوى الشك تجاه تأثير الذكاء الاصطناعي على الأخبار، إذ يخشى الناس تأثيره على مصداقية المعلومات وعلى ثقتهم بالمصادر الصحفية”.
وتعتبر المصداقية والثقة من أهم عوامل نجاح المؤسسات الصحفية، إذ لا يمكن لأي جهة إعلامية الحفاظ على جمهورها من دون ضمانهما، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة.
تحديات جديدة تواجه صناعة الصحافة
تواجه المؤسسات الصحفية التقليدية صعوبات في الحفاظ على نموذجها المعتمد على الإعلانات، وتشير الدراسة إلى أن نسبة من يدفعون مقابل الحصول على الأخبار عبر الإنترنت لا تتجاوز 17% من إجمالي المشاركين من 20 دولة، وهي نفس النسبة المسجلة خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويعود جزء من هذه المشكلة إلى منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تقدم بدائل للأخبار، مثل فيسبوك وإكس وتيك توك، الذي يواجه هو نفسه تحديات خاصة في الولايات المتحدة.
وأظهرت الدراسة أن مشاهير التواصل الاجتماعي يلعبون دورا متناميا في مجال الأخبار حيث أكد أكثر من 5600 مستخدم لتيك توك أنهم يستخدمون التطبيق للحصول على الأخبار.
كما أشار 57% إلى أنهم يعتمدون على شخصيات معينة للحصول على المعلومات مقابل 34% يعتمدون بشكل أساسي على الصحفيين أو المؤسسات الإخبارية.
ويشدد نيومان على ضرورة أن تبني المؤسسات الصحفية علاقات مع القراء المعاصرين مع “الاستخدام الاستراتيجي لمنصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى فئات معينة من الجمهور، مثل الشباب”، مع الاعتراف بأن “للمؤثرين دورا أكبر على هذه المنصات”.
ذو صلة > 5 توجهات تقنية في الذكاء الاصطناعي يجب متابعتها في عام 2024
مشهد إعلامي متغير ومتعدد
استعرض تقرير عام 2024 “إعادة ضبط المنصات” التي تقوم بها شركات التواصل الاجتماعي، حيث تم التركيز على تأثير تيك توك وإنستقرام ريلز ويوتيوب، واستكشاف أسباب تفضيل المستخدمين للمحتوى المرئي، وكذلك تحديد القنوات والأفراد الأكثر نجاحا في إنتاج ونشر الأخبار.
وأشارت الدراسة إلى تزايد تفتيت المشهد الإعلامي، حيث وصل عدد المنصات الإخبارية التي تصل إلى 10% على الأقل من المشاركين في الدراسة إلى ستة، مقارنة باثنين فقط قبل عشر سنوات.
كما أظهرت النتائج أن 31% من المشاركين عالميًا يستخدمون يوتيوب للحصول على الأخبار أسبوعيًا، بينما يستخدم 21% واتساب و 13% تيك توك لأول مرة بنسبة تفوق إكس (10%).