لماذا تستخدم الأفلام السينمائية مُعدّل 24 إطار في الثانية؟
هل تساءلت يومًا عن السبب وراء ذلك الشعور السينمائي الفريد الذي يغمرك عند مشاهدة الأفلام؟ السر يكمن في معدل عرض الإطارات في الثانية، أو ما يُعرف اختصارًا بـ FPS. وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن ارتفاع معدل الإطارات يعني جودة أفضل، إلا أن ذلك لا ينطبق على عالم السينما.
فمنذ قرن من الزمان، اعتمد صنّاع الأفلام على معدل 24 إطار في الثانية كمعيار أساسي، وذلك لخلق تلك الجمالية السينمائية المميزة.
ففي الأفلام، يُعد كل عنصر، بدءًا من الإضاءة وصولًا إلى زوايا التصوير والمؤثرات الصوتية ومعدل الإطارات، خيارًا فنيًا مدروسًا.
قد يبدو تصوير فيلم بمعدل إطارات أعلى أكثر «حداثة»، لكنه سيفتقر إلى ذلك السحر السينمائي الذي اعتدنا عليه. تخيل لوحة فنية تبدو تمامًا كصورة فوتوغرافية، قد يكون ذلك مثيرًا للإعجاب، لكن هل ستظل تُشعرك بكونها لوحة فنية؟ يكمن سرّ الفن في تلك «العيوب» التي تُضفي عليه طابعًا مميزًا، تمامًا كما يُضفي معدل 24fps على الأفلام تلك الروح السينمائية.
تاريخ طويل وتقليد راسخ
يعود استخدام معدل 24 إطار في الثانية إلى أسباب تاريخية واقتصادية وتقنية تعود إلى بدايات صناعة الأفلام. ففي أوائل القرن العشرين، كانت الأفلام الصامتة تُصوّر بمعدل يتراوح بين 16 و 18 إطار في الثانية، وذلك لتوفير تكاليف شريط الفيلم.
ومع ظهور الأفلام الصوتية في أواخر العشرينيات، أصبح من الضروري توحيد معدل الإطارات لتسهيل مزامنة الصوت.
ووقع الاختيار على معدل 24 إطار في الثانية لأنه كان كافيًا لمزامنة الصوت مع الصورة، مع الحفاظ على التكاليف في حدود المعقول.
ذو صلة > موقع Subscene الشهير لتحميل ترجمات الأفلام والمسلسلات يغلق أبوابه نهائيًا
لماذا لا نزال نستخدم 24 إطار في الثانية؟
شهدت تقنيات صناعة الأفلام تطورًا هائلاً في السنوات الأخيرة، وأصبحت الكاميرات قادرة على تصوير تريليونات الإطارات في الثانية.
ومع ذلك، لا تزال هوليوود تعتمد على معدل 24 إطار في الثانية كمعيار أساسي، حتى أن الأفلام التي تُصوّر بمعدلات إطارات أعلى تُعرض في النهاية بمعدل 24 إطار في الثانية.
يعود ذلك إلى عاملين أساسيين: التقليد والراحة. لقد أصبحنا نُقرن معدل 24 إطار في الثانية بالشعور السينمائي، وأي معدل آخر قد يبدو غريبًا وغير مألوف للمشاهدين.
هل هناك أفلام شهيرة لم تُصوّر بمعدل 24 إطار في الثانية؟
هناك بعض المخرجين الذين اختاروا استخدام معدلات إطارات أعلى من 24 إطار في الثانية، مثل بيتر جاكسون في سلسلة أفلام «الهوبيت» (48 إطار في الثانية)، وجيمس كاميرون في فيلم «أفاتار: طريق الماء» (24 و 48 إطار في الثانية)، وأنج لي في فيلم «رجل الجوزاء» (120 إطار في الثانية).
وقد لاقت هذه الأفلام ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض تُفقد الفيلم ذلك الطابع السينمائي وتُضفي عليه مظهرًا أقرب إلى ألعاب الفيديو.
يبقى مستقبل معدلات الإطارات العالية في السينما غير واضح المعالم، لكن العديد من المخرجين المخضرمين لا يزالون متمسكين بمعدل 24 إطار في الثانية للحفاظ على ذلك السحر السينمائي الذي يأسر قلوب وعقول المشاهدين.