الصين تُطلق مركبة تشانغ إي-6 لاستكشاف الجانب البعيد من القمر
في خطوة علمية هامة، أطلقت الصين مركبة الهبوط القمرية «تشانغ إي-6» على متن صاروخ «لونغ مارش-5» من مركز وينتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية.
وتهدف هذه المهمة الطموحة إلى الهبوط على الجانب البعيد من القمر وجمع عينات من تربته وصخوره، لتكون بذلك أول مهمة في التاريخ تحقق هذا الإنجاز.
يُطلق على الجانب البعيد من القمر أحيانًا اسم «الجانب المظلم»، ليس لأنه مظلم بالفعل، بل لأننا نعرف القليل جدًا عنه.
فالقمر مُقيد مديًا بالأرض، مما يعني أننا نرى دائمًا نفس الجانب منه، مع فوهاته المألوفة وسهوله البركانية مثل «محيط العواصف».
وستساعد عودة «تشانغ إي-6» بعينات من الغبار والصخور من الجانب البعيد في كشف بعض الألغاز المُحيّرة حول كيفية تشكل القمر وما يمكن أن يتوقعه البشر عند بناء محطات أبحاث طويلة الأمد عليه.
من المتوقع أن تهبط «تشانغ إي-6» في حوض أيتكين بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في أوائل يونيو.
وتُعد هذه المنطقة ذات أهمية كبيرة للعلماء لاحتوائها على رواسب كبيرة من الجليد المائي داخل الفوهات المُظللة بشكل دائم.
كما ستساعد العينات من هذه المنطقة في فهم كيفية تأثير أحداث الاصطدام المبكرة على تشكيل القمر ولماذا يبدو الجانب البعيد مختلفًا تمامًا عن الجانب المواجه للأرض.
ولأن «تشانغ إي-6» تتجه إلى الجانب البعيد من القمر، فإنها تعتمد على مركبة «كيوكياو-2» التي تدور حول القمر لتبقى على اتصال مع الأرض.
ذو صلة > وكالة ناسا تدعو الجمهور لإرسال أسمائهم إلى القمر على متن مركبة فضائية جديدة
وتجدر الإشارة إلى أن «تشانغ إي-6» بُنيت في الأصل كنسخة احتياطية لمركبة «تشانغ إي-5» التي نجحت في عام 2020 في إعادة أول عينات قمرية من الجانب القريب من القمر منذ سبعينيات القرن الماضي.
وستستخدم مركبة تشانغ إي-6 نفس الأجهزة التي أثبتت كفاءتها في مهمة تشانغ إي-5 لجمع أول عينة من الجانب البعيد.
وبعد وصولها إلى القمر، ستنفصل تشانغ إي-6 عن المركبة المدارية وتهبط على سطح القمر. وستستخدم حفارًا وجهازًا خاصًا لجمع ما يصل إلى 2 كيلوغرام من المواد من عمق مترين تحت السطح.
وبعد تخزين العينة، ستقلع مركبة صعود لتعود إلى المركبة المدارية، ومن هناك ستنطلق كبسولة العينة عائدة إلى الأرض.