بعد نجاح PlayStation Portal .. هل تتجه أجهزة الألعاب نحو عصر جديد؟
حقق جهاز PlayStation Portal الصادر عن شركة سوني نجاحًا مفاجئًا، حيث تصدّر قائمة أكثر إكسسوارات ألعاب الفيديو تحقيقًا للمبيعات في شهر فبراير 2024 وفقًا لتقرير محلل الصناعة مات بيسكاتيلا.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه عند إطلاقه بسبب سعره (200 دولار) ووظائفه المحدودة، إلا أن مبيعاته تجاوزت حتى جهاز Dual Sense Edge الذي يتصدر قائمة أكثر الإكسسوارات مبيعًا من حيث عدد الوحدات المباعة خلال عام 2024.
جهاز PlayStation Portal عبارة عن أداة تحكم لاسلكية مزودة بشاشة مدمجة، تسمح للاعبين بتشغيل ألعاب PlayStation 5 عبر اتصال واي فاي. وعلى الرغم من إمكانية استخدامه نظريًا عبر شبكات واي فاي متنوعة، إلا أن وظيفته الأساسية تكمن في منح اللاعب حرية ممارسة الألعاب في أي مكان داخل المنزل دون الحاجة لاستخدام الشاشة الرئيسية المتصلة بالجهاز.
واعترفت شركة سوني نفسها بأنّها تفاجئت من شعبية جهاز PlayStation Portal، حيث صرح هيرومي ووكاي، نائب رئيس إدارة المنتجات في قسم بلاي ستيشن، بأن الشركة توقعت ردود فعل متباينة تجاه الجهاز، إلا أن الطلب عليه “تجاوز توقعاتنا”.
ذو صلة > سوني تستعد لإطلاق بلاي ستيشن 5 برو بمعالج رسومي أقوى بثلاث مرات
نجاح أجهزة الألعاب المحمولة
وربما يمثل نجاح PlayStation Portal مؤشرًا جديدًا على أن الأجهزة المحمولة هي مستقبل ألعاب الفيديو. وقد يتبادر إلى الأذهان على الفور جهاز Nintendo Switch الذي أثبت نجاحه الباهر كجهاز محمول هجين.
لكن مفهوم بلايستيشن بورتال يختلف عن نينتندو سويتش، فبينما يتيح اللعب عن بعد عبر شبكات واي فاي، إلا أنه في جوهره أداة بقيمة 200 دولار لتشغيل بألعاب بلايستيشن 5 في المنزل دون الحاجة لاستخدام الشاشة الرئيسية.
الأهمية تكمن في مقارنة PlayStation Portal، ليس بالأجهزة المحمولة الناجحة، وإنما بجهاز Wii U الذي فشل تجاريًا. وعلى الرغم من اختلاف طبيعة تقنيات اللعب عن بعد، إلا أن نجاح PlayStation Portal يفوق بكثير التوقعات التي أحاطت بجهاز Wii U، مشيرًا إلى رغبة متنامية لدى اللاعبين بتجربة معظم ألعابهم المفضلة دون الحاجة للجلوس أمام التلفزيون.
وبينما توفّر تقنية الألعاب السحابية خيارًا للعب عن بعد منذ فترة، إلا أنه يبدو أن اللاعبين يفضلون تجربة تقليدية أكثر على أجهزة مخصصة للألعاب بدلاً من الاعتماد كليًا على البث عبر الأجهزة المحمولة.
بعض اللاعبين يفضلون الإحساس الذي توفره أجهزة التحكم المحمولة، فيما لا يرغب آخرون باحتكار الشاشة الرئيسية، ويسعى البعض الآخر للعب في أماكن أخرى.
هذه هي الفكرة التي راهنت عليها شركة نينتندو قبل سنوات، قبل أن تدرك الحاجة إلى تطويرها بشكل أوسع. ويثبت نجاح بلايستيشن بورتال أن عددًا متزايدًا من اللاعبين راضون حاليًا باقتناء نسخة محمولة أقل تطورًا، طالما تتيح لهم حرية اللعب في أي مكان.
كيف يبدو المستقبل؟
لكن هل يستمر هذا الاتجاه؟ من المحتمل أن تكون شريحة كبيرة من المهتمين بجهاز PlayStation Portal قد اقتنته بالفعل. كما أن مدى تأثير تقييمات المستخدمين على المبيعات على المدى الطويل ما زال غير واضح.
وفي الوقت الذي يتساءل فيه البعض عن مستقبل أجهزة الألعاب التقليدية، وجدت شركات الألعاب في هذه الأجهزة المحمولة المرافقة لأجهزتها الرئيسية بديلًا مجديًا وغير تقليدي.
فإلى جانب نينتندو سويتش ونجاح بلايستيشن بورتال المحدود، أشارت تقارير إلى رغبة شركة إكس بوكس بدخول مجال الألعاب المحمولة بشكل أكبر.
مع كل عام، تزداد الأدلة على أن مستقبل ألعاب الفيديو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأجهزة المحمولة. والسؤال المطروح الآن: إلى أي مدى يمكن لشركات صناعة الألعاب الكبرى الاستمرار في تطوير هذا المفهوم؟
