الأخبار

ناسا ترسل رسالة إلى المجهول على متن مركبة قمر المشتري “أوروبا”

في رحلتها المرتقبة إلى قمر كوكب المشتري “أوروبا” والمقررة في أكتوبر 2024، لن تقتصر مهمة مركبة الفضاء “كليبر أوروبا” على استكشاف هذا الجرم السماوي فحسب، بل ستحمل المركبة أيضًا لوحة تذكارية فريدة تكرّم رموزًا وإنجازات بشرية ملهمة.

تُعد هذه اللوحة، التي يبلغ طولها وعرضها حوالي 18×28 سم، بمثابة رسالة إلى الفضاء الخارجي تحمل معاني عميقة لا تستهدف بالضرورة التواصل مع كائنات فضائية، وإنما تجسد روح المغامرة الإنسانية في استكشاف الكون.

وبالرغم من صِغر مساحة اللوحة، إلا أنها ستضم تحفة فنية إلى جانب أسماء شخصيات مُلهمة تم اختيارها من قِبل الجمهور عبر مسابقة عامة.

لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأسماء المشاركة، لن يتمكن المنظمون من نقشها جميعًا على سطح اللوحة، بل سيتم تخزين بعضها على شريحة دقيقة مدمجة ضمن تصميم اللوحة.

ويُعد قمر “أوروبا” أحد أهم أهداف بعثات الفضاء الحالية، وذلك بسبب وجود بخار الماء في غلافه الجوي، وإمكانية احتوائه على محيط سائل تحت سطحه الجليدي. ولهذا السبب، تحظى مهمة “كليبر أوروبا” باهتمام كبير، إذ يُنظر إليها كفرصة للبحث عن إمكانية وجود حياة على هذا القمر الغامض.

وفي معرض حديثها عن مغزى هذه اللوحة، صرّحت لوري جلايز، مديرة قسم علوم الكواكب في ناسا، بأن “تصميم ومحتوى لوحة كليبر أوروبا يحملان دلالات عميقة، فهي تجمع أفضل ما يقدمه الجنس البشري للكون، مثل العلوم والتكنولوجيا والتعليم والفن والرياضيات. كما تُجسّد رسالة التواصل من خلال الماء، وهو العنصر الأساسي لجميع أشكال الحياة كما نعرفها، صلتنا الوثيقة بهذا العالم المحيطي الغامض الذي ننطلق لاستكشافه”.

ذو صلة > وكالة ناسا تدعو الجمهور لإرسال أسمائهم إلى القمر على متن مركبة فضائية جديدة

ماذا تقول الرسالة؟

تحتل القصيدة المكتوبة بخط يد بعنوان “في مديح الغموض: قصيدة لأوروبا”، والتي ألفتها الشاعرة الأمريكية آدا ليمون، المركز الرئيسي للوحة. تتغنى القصيدة بحب البشرية للغموض والنجوم، والرهبة التي نشعر بها عند النظر إلى الأجرام السماوية البعيدة، وخاصة تلك التي تتمتع بـ”بِحار مغرية” مثل قمر “أوروبا”.

وتختتم القصيدة بهذه الأبيات:

“نحن أيضًا مصنوعون من العجائب، من حكايات الحب العظيمة والبساطة، من عوالم صغيرة غير مرئية، ومن حاجة للمناداة عبر الظلام”.

بلا شك، تُعد هذه الكلمات رسالة ملائمة لهذه المهمة الفضائية، ولتطلعات وكالة ناسا واستكشافاتها للفضاء.

بالإضافة إلى القصيدة، تزين اللوحة صورة للنظام الكوكبي للمشتري وأقماره المحيطة بزجاجة. وكانت وكالة ناسا قد دعت الجمهور للمشاركة في هذه الحملة بإرسال أسمائهم لتُنقش على اللوحة، وقد تجاوز عدد المشاركين 2.6 مليون شخص، وتم تخزين أسماؤهم على شريحة سيليكون دقيقة مدمجة في وسط الزجاجة المصورة.

كما تحتوي اللوحة على إشارات أخرى تتعلق بالبحث عن الحياة خارج الأرض. فعلى رأسها نجد معادلة دريك الشهيرة، التي ابتكرها عالم الفلك فرانك دريك عام 1961، والتي تسعى إلى تقدير عدد الحضارات المتقدمة المحتملة في مجرة درب التبانة.

وعلى افتراض وجود كائنات فضائية ترغب في التواصل معنا، توضح اللوحة الترددات اللاسلكية التي يستخدمها البشر للاتصال، حتى يتمكنوا من معرفة كيفية التواصل معنا.

اقرأ > ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية: جيمس ويب يلتقط صورًا خيالية لمجرة عجلة العربة

أهمية الماء

تشمل الجهة الأخرى من اللوحة، إلى جانب صورة العالم رون جريلي الذي عمل لسنوات على تشجيع مهمة إلى قمر “أوروبا”، تصميمًا يصوّر أهمية الماء لمهمة “كليبر أوروبا” وللإنسانية ككل.

يُظهر التصميم كلمة “ماء” بشكل مرئي في 103 لغة مختلفة. وقام علماء اللغة بجمع هذه البيانات وتحويل الأصوات إلى أشكال موجية تُوضّح كيفية نطق الكلمات.

ستُوضع جميع هذه المعلومات على مركبة الفضاء “كليبر أوروبا” التي ستنزل على سطح قمر “أوروبا” عام 2030.

ستقوم المركبة بعد ذلك بفحص القمر للتأكد من إمكانية وجود حياة عليه.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى