حلم سيارة آبل ذاتية القيادة يتضاءل: هل يرى مشروع تايتان النور حقًا؟
لأكثر من عقد، ظلت أحاديث مشروع تايتان، سيارة آبل ذاتية القيادة، تتصدر عناوين الأخبار وتشعل مخيلة محبي الشركة العملاقة. لكن مع كل تقرير جديد، يبدو الحلم البراق أكثر ضبابيةً وأبعد من المتناول.
آخر التطورات، التي كشف عنها الصحفي مارك جورمان من بلومبيرج، تشير إلى تراجع كبير في طموحات آبل بالنسبة لسيارتها المنتظرة.
فبدلاً من مركبةٍ مستقلةٍ تمامًا كما تصور البعض، تخطط آبل الآن لإطلاق سيارة كهربائية تعمل بنظام مساعدة سائق متقدم من المستوى الثاني، وهو ما يشبه أنظمة مساندة القيادة الموجودة في سيارات تسلا الحالية.
هذا التحول يمثل نقطةً محوريةً بالنسبة لمشروع تايتان، إذ سيضع حداً لطموحاته «الثورية» ويجبر الشركة على تقديم منتجٍ تقليديٍ إلى حدٍ كبير.
ووفقًا لجورمان، ستصل هذه السيارة، في أحسن الأحوال، عام 2028، أي ثلاث سنواتٍ متأخرةً عن آخر موعدٍ متداول.
قد يهمك > في السيّارات ذاتية القيادة، الاتصال بالإنترنت أهم من الذكاء الصُنعي والمُستشعرات
ولم يعز هذا التقرير الأخير سوى مشاعر الشك التي تلاحق مشروع تايتان منذ بدايته. ففي مارس الماضي، أشار المحلل مينغ-تشي كو إلى تفكك الفريق الأساسي خلف المشروع، مما استغرق ستة أشهر لإعادة ترتيب الأولويات. والآن، بعد انقضاء تلك الفترة، لا يزال مستقبل السيارة غامضًا.
أسباب التراجع متعددة. فقد عانى المشروع من تقلباتٍ إدارية، وتغييرات جوهرية في أهدافه، ورحيلٍ عددٍ من كبار المديرين. كما واجه تحديات تقنية معقدةٍ تتعلق بأنظمة القيادة الذاتية.
ورغم التراجع المعلن، يترك جورمان بابًا مفتوحًا أمام إمكانية تطوير نظام المستوى الثاني إلى نظام المستوى الرابع الأكثر تقدمًا في مرحلة لاحقة. لكن حتى ذلك الحين، يبقى الطريق أمام سيارة آبل طويلاً وشاقًا.
وفي مواجهة هذه العثرات، يتساءل البعض عما إذا كانت آبل بحاجة للبحث عن مصادر دخل جديدة غير سوقي الواقع المعزز والسيارات الكهربائية، خصوصًا مع تراجع عائداتها.
اقرأ > آلية تدريب نظام القيادة الذاتية في سيّارات وايمو Waymo، سيّارة غوغل سابقًا
يبقى إذن سؤالٌ واحدٌ معلقًا: هل سترى سيارة آبل ذاتية القيادة النور يوماً ما؟ الإجابة، بكل أسف، ما زالت بعيدة المنال.