ماذا يعني تصميم قواعد البيانات؟
لا يختلف اثنان على أن البيانات أصبحت جزءًا مهمًا من حياتنا في القرن الحادي والعشرين، ومع النمو المتسارع في البيانات التي تم إنشاؤها (ما يقدر ب 2.5 كوينتيليون بايت كل يوم) يجب أن تكون هناك طريقة فعّالة لفرز البيانات الأساسية ومعالجتها واستخراج المعلومات منها، ومن هنا ظهرت أهمية قواعد البيانات التي تعد جزءًا مهمًا من حلول البرامج، والإدارة فهي تساعد في تخزين البيانات، وتنظيمها، وإدارتها بطريقة علمية ومنهجية.
ماذا تعني قاعدة البيانات؟
قاعدة البيانات هي في الأساس مجموعة من المعلومات التي يتم تنظيمها في بنية معينة بحيث يسهل قراءتها، أو تحريرها، أو إضافتها، أو حذفها، على سبيل المثال تتضمن قاعدة البيانات قائمة عملاء الشركة مثل اسم العميل، ورقم هاتفه، وأي معلومات أخرى تعتبر بيانات. قاعدة البيانات المصممة بشكل جيد تعد أمر بالغ الأهمية لأي شركة، أو مؤسسة، وذلك لأن قاعدة البيانات تخزن جميع التفاصيل ذات الصلة بالشركة مثل سجلات الموظفين، وسجلات المعاملات، وتفاصيل الرواتب وما إلى ذلك.
يؤدي استخدام نظام قاعدة البيانات هذا إلى التغلب على العديد من عيوب تخزين البيانات في ملفات منفصلة، حيث تساعد قواعد البيانات على:
- تقليل المعلومات المكررة، وضمان اتساق البيانات وسلامتها.
- السماح باسترداد البيانات بعدد من الطرق المختلفة، ومن خلال عدد من المستخدمين، والتطبيقات.
- زيادة القدرة على مشاركة المعلومات.
لماذا نحتاج إلى قاعدة بيانات؟
في الحياة اليومية ربما تكون قد استخدمت نظام إدارة قواعد البيانات دون أن تشعر، على سبيل المثال إذا كنت دخلت إلى متجر إلكتروني بحثًا عن منتج ما لشرائه سيتم تخزين معلوماتك والبيانات التي أدخلتها ضمن قاعدة بيانات الموقع لاستخدامها لاحقًا للإعلان عن منتجات جديدة قد تهمك، حيث تحتاج الشركات والمؤسسات إلى قواعد البيانات لأسباب عدة أهمها.
إدارة كميات كبيرة من البيانات
تقوم قاعدة البيانات بتخزين وإدارة كمية كبيرة من البيانات التي يتم إضافتها يوميًا، ولن يكون هذا ممكنًا باستخدام أي أداة أخرى مثل جداول البيانات (إكسل) لأنها ببساطة لن تجدي نفعًا.
سهولة تحديث البيانات
في قاعدة البيانات من السهل تحديث البيانات باستخدام العديد من لغات معالجة البيانات المتاحة مثل SQL.
أمن البيانات
قواعد البيانات لها طرق مختلفة تضمن حماية البيانات، حيث يتوجب على المستخدم تسجيل الدخول باستخدام كلمة مرور قبل الوصول إلى القاعدة، مما يسمح فقط للمستخدمين المصرح لهم بالوصول إلى قاعدة البيانات.
سلامة البيانات
يتم ضمان سلامة البيانات باستخدام قيود مختلفة، والتأكد من أنها دقيقة ومتسقة في قاعدة البيانات.
سهولة البحث عن البيانات
من السهل جدًا الوصول إلى البيانات، والبحث فيها من خلال قاعدة البيانات، حيث يتم ذلك باستخدام لغات استعلام البيانات DQL التي تسمح بالبحث عن أي بيانات في القاعدة، وإجراء عمليات حسابية عليها.
ما هي إدارة قواعد البيانات؟
نظام إدارة قواعد البيانات هو نظام مصمم لإدارة قواعد البيانات بشكل تلقائي ومنظم، ويشمل أنشطة الإدارة، والتحرير، والحذف، والحفظ، والبحث في مجموعة من المعلومات، وباختصار نظام إدارة قواعد البيانات هو نظام آلي يساعد المستخدم على التحكم في المعلومات، وإنشاء قاعدة البيانات، وتحديثها، وصيانتها، حيث يوجد جزئين أساسيين من نظام إدارة قواعد البيانات هما، معالج الاستعلام، ومدير البيانات.
تطور نظم إدارة قواعد البيانات
تم تقديم نظام إدارة قواعد البيانات إلى العالم لأول مرة في عام 1960، سمح نظام إدارة قواع البيانات للمستخدمين المصرح لهم بمعالجة البيانات عبر الإدراج، والحذف، والإنشاء، والتحكم، والتعريف، والمراجعة، بالإضافة إلى تخزين واستخراج مجموعات البيانات.
مع مرور الوقت، أصبحت البيانات أكثر تعقيدًا، وتخصصًا، لهذا ظهرت الحاجة إلى نظام إدارة قاعدة البيانات الذي يمكنه التعامل مع المتطلبات المتطورة، وخلال السبعينيات حصل العالم على نظام لإدارة قواعد البيانات العلائقية (RDBMS) الذي يستطيع تخزين البيانات في صفوف، وأعمدة، ويمكن الوصول إليها باستخدام لغة استعلام قاعدة بيانات مثل SQL. بعد ظهور RDBMS بدأت تظهر أنواع عديدة من أنظمة إدارة قواعد البيانات مثل قواعد بيانات المستندات، وقواعد البيانات الهرمية، وقواعد بيانات NoSQL، وقواعد البيانات الموجهة للكائنات.
يمكنك الاطلاع على كافة أنواع أنظمة إدارة قواعد البيانات والكثير من المعلومات الأخرى حولها من خلال كتاب تصميم قواعد البيانات.
أهمية نظام إدارة قواعد البيانات
كما ذكرنا سابقًا تعمل أنظمة إدارة قواعد البيانات كحل يُنظم تدفق البيانات التي يتم إنشاؤها يوميًا، وهناك العديد من الفوائد المرتبطة بالقدرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات بكفاءة والتي أذكر لك أهمها فيما يلي:
تحسين الكفاءة
تعد أنظمة إدارة قواعد البيانات ضرورية للشركات لأنها توفر طريقة فعّالة للتعامل مع كميات كبيرة، وأنواع متعددة من البيانات، حيث تتيح القدرة على الوصول إلى البيانات بكفاءة للشركات التي تريد اتخاذ قرارات بشكل أسرع.
إمكانية الوصول
أنظمة إدارة قواعد البيانات مرنة للغاية حيث يمكنك الوصول إليها من أجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية، وحتى الأجهزة المحمولة، كما أنها تتيح إمكانية وصول العديد من المستخدمين المصرح لهم إلى نفس قاعدة البيانات من أماكن مختلفة، وبطرق مختلفة لتحقيق أهداف مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لمسؤول الموارد البشرية تقييم الزيادات السنوية في الرواتب من خلال الوصول إلى رواتب الموظفين الحالية، وإضافة الزيادة التي يقررها مديرهم لتحديد هذا المبلغ، وفي الوقت نفسه يمكن لفريق التطوير الوصول إلى نفس قاعدة البيانات لتعيين موظف مؤقت ليحل محل الموظف في حال كان في إجازة، وكل ذلك يتم باستخدام أي جهاز إلكتروني.
السماح بتصنيف وهيكلة البيانات
تسمح قواعد البيانات للمؤسسات والأفراد بتصنيف وهيكلة البيانات المتاحة، على سبيل المثال، يمكن لقاعدة بيانات إحدى الجامعات تخزين معلومات قبول الطلاب (مثل الاسم، وسنة التخرج المتوقعة، والجنسية، وما إلى ذلك)، ويمكنها أيضًا حفظ درجات الطلاب، ومعدلهم التراكمي، لاستخدامها لاحقًا إن دعت الحاجة.
إنشاء بيئة عمل منظمة
يوفر نظام إدارة قواعد البيانات إمكانية إنشاء بيئة عمل سلسة وأكثر تنظيمًا، كما توفر لغة استعلام قاعدة البيانات مثل SQL طريقة سهلة للوصول إلى البيانات المخزنة في قواعد البيانات، وتحديثها ومعالجتها، كما تأتي معظم أنظمة إدارة قواعد البيانات مجهزة مسبقًا بالبرامج التي تحتوي على Microsoft SQL Server، واستعلامات MYSQL لتمكين الأجهزة الخارجية الأخرى من الوصول إلى البيانات.
طرق أحدث وأفضل لإدارة البيانات
لا يسمح نظام إدارة قواعد البيانات للمستخدمين المصرح لهم فقط بإضافة بيانات جديدة إلى قاعدة البيانات، وتحديث البيانات الحالية، وحذف البيانات القديمة، بل هناك إضافات مستمرة لطرق جديدة وأفضل للقيام بجميع الأشياء المتعلقة بنظام إدارة قواعد البيانات، مثلًا سمح التعلم الآلي في إنشاء اقتراحات يمكن أن تساعد صانعي القرار، أو مسؤولي إدارة قاعدة البيانات على اتخاذ قراراتهم بشكل أفضل.
الكاتب: فراس أشرم
المصدر: 1, 2, 3