الفرق بين البرامج مفتوحة المصدر والبرامج المغلقة
تتواجد البرمجيات مفتوحة المصدر اليوم كقوة مهيمنة في صناعة التكنولوجيا، فلا يوجد شركة في العالم إلا وتعتمد على برمجيات مفتوحة المصدر، إذا سبق لك تصفح الويب باستخدام جوجل كروم، أو قمت بإرسال رسائل نصية على هاتف سامسونج فأنت بذلك تعتمد على برمجيات مفتوحة المصدر أيضًا، فما هي البرامج مفتوحة المصدر؟ ولماذا يجب علينا دعمها واستخدامها؟ وما هو الفرق بينها وبين البرامج الاحتكارية (مغلقة المصدر)؟
تاريخ البرامج مفتوحة المصدر
نشأت فكرة إتاحة الكود المصدري مجانًا في عام 1983 من حركة أيديولوجية أسسها بشكل غير رسمي ريتشارد ستالمان، وهو مبرمج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. اعتقد ستالمان أن البرمجيات يجب أن تكون متاحة للمبرمجين كي يتمكنوا من تعديلها كما يحلوا لهم، كي يتعرفوا عليها، ويفهموها جيدًا، ثم يعملون على تحسينها. بدأ ستالمان بإصدار كود مجاني يحمل رخصته الخاصة، والتي تسمى رخصة جنو العمومية. هذا النهج الجديد أدى في النهاية إلى تشكيل مبادرة المصدر المفتوح في عام 1998.
ما هي البرامج مفتوحة المصدر؟
البرامج مفتوحة المصدر هي برامج يمكن معاينتها، وتعديلها، وتحسينها، وإعادة نشرها دون قيود. وهي برمجيات يتم توزيعها مع كود المصدر الخاص بها، مما يجعلها متاحةً للاستخدام، والتعديل، والتوزيع بحقوقها الأصلية.
شيفرة المصدر هي جزء من البرنامج لا يراه معظم مستخدمي الحواسيب، إلا أن المبرمجين يستطيعون تعديلها للتحكم في سلوك البرنامج، أو التطبيق. يمكن للمبرمجين الذين يمتلكون حق الوصول إلى التعليمات البرمجية تغيير البرنامج عن طريق إضافة التعليمات إليه، أو تغييره، أو إصلاح أجزاء منه لا تعمل بشكل صحيح. تتضمن البرمجيات مفتوحة المصدر ترخيصًا يسمح للمبرمجين تعديل البرنامج بما يتلاءم مع احتياجاته، والتحكم في كيفية نشر ومشاركة البرنامج.
الفرق بين البرامج مفتوحة المصدر والأنواع الأخرى
تحتوي بعض البرامج على كود مصدر لا يمكن إجراء التعديلات عليه إلا عبر الشخص، أو الفريق، أو المؤسسة التي أنشأتها، حيث تحتفظ المؤسسة بالسيطرة الحصرية عليها. يسمي الناس هذا النوع من البرامج الاحتكارية، أو مغلقة المصدر، يمكن فقط لمنشئي البرامج الاحتكارية الأصليين نسخ تلك البرامج، وفحصها، وتعديلها.
من أجل استخدام البرامج مغلقة المصدر يجب أن يوافق مستخدمو الكمبيوتر على أنهم لن يفعلوا أي شيء بالبرنامج لم يسمح به منشئو البرنامج. تعد برامج مايكروسوفت اوفيس، وفوتوشوب أمثلة على البرامج الاحتكارية.
البرامج مفتوحة المصدر مختلفة، حيث يجعل منشئ كود المصدر الخاص به متاحًا للآخرين الذين يرغبون في عرض الكود، أو نسخه، أو التعلم منه، أو تعديله، أو مشاركته. كما هو الحال مع البرامج مغلقة المصدر، يجب على مستخدمي البرمجيات مفتوحة المصدر قبول شروط الترخيص عند استخدامهم لها، لكن تختلف الشروط القانونية لتراخيص البرامج مفتوحة المصدر بشكل كبير عن تلك المغلقة.
تعزز البرامج مفتوحة المصدر التعاون، والمشاركة، لأنها تسمح لأشخاص آخرين بإجراء تعديلات على الشيفرات البرمجية، ودمج هذه التغييرات في مشاريعهم الخاصة. مثل هذه البرمجيات تشجع مبرمجي الكمبيوتر على الوصول إلى البرامج مفتوحة المصدر، وعرضها وتعديلها متى أرادوا، طالما أنهم يسمحون للآخرين بفعل الأمر ذاته عند مشاركة عملهم معهم.
من الأمثلة على البرمجيات مفتوحة المصدر نذكر، لينوكس، موزيلا فايرفوكس، ليبر أوفيس، بايثون، والمزيد.
لماذا البرمجيات مفتوحة المصدر مفيدة لنا جميعًا؟
يفضل الكثيرون البرامج مفتوحة المصدر على البرامج الاحتكارية لعدد من الأسباب سنذكرها الآن، هذه الأسباب توضح لنا أيضاً لماذا يجب علينا دعم هذه البرمجيات ولماذا يجب أن نستخدمها.
المراقبة
يفضل العديد من الأشخاص البرامج مفتوحة المصدر لأن لديهم سيطرة أكبر على هذا النوع من البرامج. يمكنهم فحص الأكواد للتأكد من أنها لا تفعل أشياء لا يريدون القيام بها، كما يستطيعون تغيير أجزاء من الأكواد لا يحبونها. يستفيد المستخدمون الذين ليسوا مبرمجين أيضًا من البرامج مفتوحة المصدر لأنهم يتمكنون من استخدام هذه البرمجيات لأي غرض يريدونه.
قابلية التعلم
يحب الكثيرون البرامج مفتوحة المصدر لأنها تساعدهم على أن يصبحوا مبرمجين محترفين، نظرًا إلى أن التعليمات البرمجية مفتوحة المصدر وبالتالي يمكنهم الوصول إليها متى أرادوا. يمكن للطلاب دراستها بسهولة أثناء تعلمهم كيفية صنع البرمجيات، ويمكنهم أيضًا مشاركة عملهم مع الآخرين.
الحماية
البرمجيات مفتوحة المصدر مفضلة لدى بعض الأشخاص لأنهم يعتبرونها أكثر أمانًا، واستقرارًا من البرامج الاحتكارية. حيث يمكن لأي شخص استعراض البرامج مفتوحة المصدر، وإجراء تصحيح للأخطاء التي ربما وقع فيها المؤلفون الأصليون للبرنامج دون إذن مسبق منهم، وبالتالي تعزيز الحماية للمستخدمين الآخرين عبر إصلاح هذه البرمجيات، وتحديثها، وترقيتها بسرعة أكبر مقارنةً مع ما تفعله البرامج الاحتكارية.
الاستقرار
يفضل العديد من الأشخاص البرامج مفتوحة المصدر على البرامج الاحتكارية عند العمل على المشاريع طويلة الأمد، وذلك نظرًا إلى أنّ المبرمجين الأساسيون يقومون بتوزيع الكود المصدري للبرامج مفتوحة المصدر على الجميع، وبالتالي يمكن للمستخدمين الذين يعتمدون على هذه البرمجيات أداء المهام طويلة الأمد، لأنهم متأكدون من أن أدواتهم لن تتعطل، أو تختفي إذا توقف المنشئون الأصليون عن العمل عليها.
ما هي مبادرة المصدر المفتوح؟
تم إنشاء مبادرة المصدر المفتوح لتعزيز وحماية البرمجيات مفتوحة المصدر. حيث تعمل المبادرة كمستودع معلوماتي، وحاكم مركزي للبرامج مفتوحة المصدر، يوفر قواعد وإرشادات حول كيفية استخدام هذه البرمجيات والتفاعل معها، فضلًا عن توفير معلومات ترخيص الكود، والدعم، والتعريفات. توفر مبادرة المصدر المفتوح تعاونًا مجتمعيًا يساعد في جعل استخدام ومعالجة البرمجيات مفتوحة المصدر مفهومًا، وأخلاقيًا.
مميزات البرمجيات مفتوحة المصدر
· البرمجيات مفتوحة المصدر مجانية.
· مرنة، حيث يمكن للمطورين فحص كيفية عمل الكود، وإجراء تغييرات كي تصبح البرمجيات متلائمة مع احتياجاتهم.
· المصدر المفتوح مستقر وذلك لأن شفرة المصدر تكون موزعة علنًا حيث يمكن للمستخدمين الاعتماد عليها في مشروعاتهم طويلة الأمد، لأنهم يعلمون أن منشئي الكود لا يمكنهم إيقاف المشروع مهما كان.
· يعزز المصدر المفتوح البراعة فهو يساعد المبرمجين على تحسين البرامج، ويدفعهم نحو المزيد من الابتكارات.
· تأتي البرمجيات مفتوحة المصدر مع إمكانية تعديل وتحسين كود المصدر.
· يوفر المصدر المفتوح فرصًا تعليميةً رائعةً للمبرمجين الجدد.
مستقبل البرمجيات مفتوحة المصدر
في الوقت الحاضر، تتطلع المزيد، والمزيد من الشركات إلى التطبيقات المفتوحة المصدر، حيث يوفر المصدر المفتوح بشكل عام ميزات أساسية بدون رسوم ترخيص. حيث تأتي البرمجيات مفتوحة المصدر مع ميزات مؤسسية إضافية عالية الأداء، لهذا من المتوقع أن يرتفع استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر بشكل ملحوظ خلال العامين المقبلين.
خاتمة
تعتبر البرمجيات مفتوحة المصدر مهمة للمطورين فهي تساعدهم على بناء حياتهم المهنية مع السماح لهم بالعمل على أكبر الأنظمة الأساسية حول العالم. تفتح هذه البرامج الأبواب للمبتكرين الذين يرغبون في المساهمة في مشاريع مفتوحة المصدر. أخيرًا وليس آخر، تجعل البرمجيات المفتوحة المصدر عمل الأفراد، والشركات أسهل من خلال تزويدهم بحلول مخصصة.
الكاتب: فراس أشرم
المصادر