كيف تتقدم السعودية بقوة في قطاع الأمن السيبراني على المستوى العالمي؟
لم يعد اهتمام المملكة العربية السعودية الشديد بمجال الأمن السيبراني خافيًا على المهتمين بالمجال؛ حيث أصبحت وجهة للمهتمين ورواد هذا المجال حول العالم، ومحفزة للمهتمين به محليًا. ويأتي هذا الاهتمام في ظل توجه المملكة نحو التحول الرقمي؛ لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، والتي بدورها تسعى لحماية وأمن الرقميين على أعلى المستويات تزامنًا مع هذا التحول؛ وهو ما زاد من قيمة الأمن السيبراني فيها، وحفز شركات عالمية مثل (دراجوس) على التوسع في المملكة؛ لتكون نقطة البداية لها في المنطقة.
توسع الشركات الكبرى في مجال الأمن السيبراني إلى السعودية وعلى رأسها (دراجوس)
تُعد شركة (دراجوس) من الشركات الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني، ويقع مقرها الرئيس في الولايات المتحدة، كما أنها توفر خدماتها في كثيرٍ من دول العالم، حيث أنها قررت التوسع في المملكة العربية السعودية.
ويؤكد روبرت إم لي -الرئيس التنفيذي لشركة دراجوس- أن توسع شركته في السعودية جاء لتلبية الطلب المتنامي في المملكة، ومنطقة الشرق الأوسط للتقنيات وخدمات الأمن السيبراني الصناعي في قطاعات: الطاقة، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية، حيث ستتم حماية هذه القطاعات من خلال تزويد الشركاء بأنظمة التحكم الصناعي التي توفر مراقبة فورية، وموثوقة.
كما أوضح الرئيس التنفيذي لشركة دراجوس في تصريحات لموقع عالم التقنية أن حماية تلك القطاعات ستكون بتزويد الشركات والمؤسسات بأنظمة التحكم الصناعي التي توفّر مراقبة فوريّة، وموثوقة، مع القدرة على الاستجابة للحوادث السيبرانية في أنظمة التحكم الصناعي، والتقنيات التشغيلية.
رصد ميزانيات ضخمة للاستثمار في الأمن السيبراني
أسهم اهتمام المملكة بتقنيات وخدمات أنظمة التحكم الصناعي والتقنيات التشغيلية والأمن السيبراني في المملكة العام الماضي 2020 في رصد ميزانية تصل إلى 102 مليار ريال (27.8 مليار دولار) للأمن والمناطق الإدارية بما في ذلك الأمن السيبراني. وتشير التوقعات العالمية إلى نمو سوق الأمن السيبراني السعودي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 16.5% بين عامي 2018 و2023؛ ليصبح بذلك السوق الأكبر للأمن السيبراني في الشرق الأوسط.
ويشير روبرت إم لي بقوله: “إن المملكة تنبهت لمخاطر الأمن السيبراني؛ بسبب الانتعاش الذي تشهده في شتى المجالات؛ ما جعلها عرضة لجميع أساليب التهديدات السيبرانية مثل: برامج الفدية الخبيثة، بالإضافة إلى التهديدات التي تؤثر على أمن المعلومات، وبيئات التقنيات التشغيلية في المنطقة”.
ضرورة للشركات التي تعتمد على العمليات الصناعية
يمكن القول إن الأمن السيبراني الصناعي يعد حجرًا أساسيًا للشركات التي تعتمد على العمليات الصناعية في إجراء أعمالها الأساسية؛ لتكون قادرة على التصدي للمخاطر الإلكترونية. ويعود ذلك لكون الرؤساء التنفيذيين في هذا العصر الرقمي يدفعون مؤسساتهم وشركاتهم لاعتماد التكنولوجيا المتقدمة؛ لزيادة الإنتاجية، والكفاءة، والجودة، والسلامة؛ ما يزيد المخاطر السيبرانية، ويفاقمها.
وتؤكد الاحصائيات العالمية على الأهمية المتزايدة للأمن السيبراني الصناعي، وخاصة مع وجود 90٪ من الشركات برؤية محدودة للغاية، أو معدومة في بيئات التقنيات التشغيلية الخاصة بها، بما في ذلك شبكات أنظمة التحكم الصناعي، والأصول، وتدفق المعلومات فيما بينها. كما تُوضح الإحصائيات أن 88٪ من الشركات ضعيفة المحيط الأمني في شبكات أنظمة التحكم الصناعي؛ ما يجعلها هدفًا سهلًا للهجمات السيبرانية.
ويعلق رئيس دراجوس التنفيذي عن ذلك بقوله: “إن لدينا مهمة لحماية الحضارات من أولئك الذين يحاولون تعطيل البنية التحتية الصناعية التي نعتمد عليها كل يوم، ونحن نزود شركاءنا بتقنيات وخدمات في أنظمة التحكم الصناعي، والتقنيات التشغيلية، ونساعد زبائننا على الحماية من الهجمات السيبرانية، واكتساب رؤى ثاقبة في بيئتهم الخاصة بأنظمة التحكم الصناعي والتقنيات التشغيلية للرصد والمراقبةـ والمحافظة على المرونة”.
أما عن القيمة التي ستجلبها دراجوس للمملكة، فيقول: “إن التقنية والخبرة على المستوى العالمي لا تقتصر على مساعدة الشركات الصناعية على تلبية متطلبات وتحديات الأمن السيبراني في المستقبل فحسب، بل تضمن معرفة المواطنين السعوديين لرؤيتنا الثاقبة، ليتسنى لنا التعامل مع هذه التحديات بصفتنا شركاء”.
أخيرًا، ستعمل (دراجوس) على تطوير وتدريب المواهب والكفاءات المؤهلة على بيئة أنظمة التحكم الصناعي، والتقنيات التشغيلية؛ لتعزيز حضورها في السعودية والمنطقة، وستكون جهودها التدريبية في شكل دروس منظمة، ونقل المعرفة بين خبرائها وعملائها، فبالخبرة التعليمية والجهود العملية المبذولة في المجال؛ ستتمكن من تأهيل قوة عاملة من الخبراء؛ لتلبية متطلبات الأمن السيبراني الصناعي على حد وصف رئيس الشركة.