عدم التسويق لنفسك : أكبر خطأ مهني يرتكبه المطور
إذا لم تنسب الفضل في عملك إلى نفسك، فسيقوم شخص آخر بنسبه لنفسه!.
واحد من أكبر الأخطاء التي يرتكبها المطورون في حقِ أنفسهم: هو الاعتقادُ بأن الآخرين سيلاحظون مجهودهم الشاق. إذا كنت تريد الحصول على سمعةٍ من عملك الجيد، فأخبر الناس بما فعلته وقم دائماً بافتراض أن لا أحد خارج مشروعك ينتبه لما تفعله. إذا لم تخبر الناس عن العمل الذي تقوم به والطرق التي تتحسن بها، فسيفترض الناس أن مستوى عملك متوسط وأنك لا تتعلم شيئًا جديدًا.
السيناريو التالي يتكرر كثيرًا:
- يعمل المطور بجد في مشروعٍ ما، ويقضي العديد من الساعات الإضافية الشاقة و يبذل كامل جهده وعرقه فيه.
- لا يقضي المطور أي وقت في إخبار مشرفيه بعمله، ويَفتَرض أن المدراء يميزون العمل الجيد.
- يحصل المطور على تقييم متوسط.
- فيشعر المطور بالإحباط ويغادر.
أعظم خطأ يرتكبه المطور خلال بناءة لمسيرته المهنية، إهماله الترويج لنفسه والتحدث بإنجازاته ليحصل على التقدير الذي يستحقه نتيجة مجهوده. سيعتقد البعض بعد قراءتهم للسطر السابق أن المطور لا يجب عليه الحديث عن نفسه ولا الترويج لها، ولكن هذا خطأ فادح. بل على العكس من ذلك، على الجميع في كل المجالات والوظائف الترويج لأعمالهم واستعراض إنجازاتهم، لأسباب ثلاثة رئيسية:
- يمتلئ مكان العمل بالعديد من الأشخاص الذين يسعون للإنجاز و لنسب الفضل لأنفسهم في أي عملٍ جيد حتى ولو كان دورهم فيه صغيراً جدًا.
- بطبيعة الحال، الجميع مشغول ببناء مسيرته المهنية ويصب تركيزه عليها ولا يهتم لك كما سيهتم لنفسه، بالنسبة للمدير أنت مجرد مطور من مجموعة مطورين يعملون تحت إمرته.
- لا يمكنك الاعتماد على مصادر معلومات رؤسائك في توصيل إنجازاتك، بل يجب عليك إخبارهم عن عملك الجيد بنفسك.
لدى مطوروا البرامج عادةٌ سيئةٌ في ترك مهمة الحديث عن عملهم وتوضيح انجازاتهم لمدرائهم. فباعتقادهم أن بيئةَ العملِ بيئةٌ عادلة ستقوم بمكافأةِ العمل الرائع بمزيدٍ من الأجر، و تفتح أمامهم أبواب فرصٍ أفضل. بينما حقيقة الأمر على النقيض من ذلك تمامًا، حيث يعمل المطور مع مجموعة من زملائه، المنتشرين في العديد من المشاريع الموزعة على العديد من المناطق، و وجود مثل هذا العدد الكبير لا يُعطي المدير الوقت الكافي للالتفات لوظائفهم و إعطائها اهتمامًا ( باستثناء عندما يغادر المطور العمل ). فيحتاج المطور إلى رفع صوته بالحديث عن إنجازاته، وعدم لفت الانتباه إلى إخفاقاته.
القصة القديمة ذاتها !!
العديد من المطورين ذوي الخبرة يتركون وظائفهم، ليس بسبب المادة أو نوعية الوظيفة إنما بسبب شعورهم بنقص التقدير وعدم الإحساس بأهميتهم. يتبادر إلى الذهن سؤالٌ مهم : لماذا لم يتم تقدير أو مكافأة عضو فريق العمل الفعال والقيم.. مما دفع به إلى ترك العمل؟. لا يظن عدد كبير من المطورين أن جزءًا من وظيفتهم الترويج لعملهم أو توسيع دائرة معارفهم أو التسويق لأنفسهم فيكلفهم ذلك خسارة الترقيات و عدم الفوز بأجور أفضل. عدم تحقيق تقدم أو إنجاز على الصعيد المهني من الأمور المحبطة للمطور خصوصًا الذي لا يفهم قوانين اللعبة التي يلعبها، حيث أن قيامك بكتابة أكواد رائعة لم يعد كافياً لتكون مطوراً ناجحًا. يتجرأ الكثير من المطورين ويترك العمل بينما يتخذ البعض الآخر المسار الآمن ويفضلون البقاء في وظائفهم أملاً بأن تكون السنة المقبلة أفضل حالًا لهم.
جزء من مهام وظيفتك : الترويج لنفسك
تحدث عن إنجازاتك بمكبرات الصوت واهمس بإخفاقاتك! بالطبع لا يعني ذلك أن تخفي أخطاءك، بل قم بالتعلم منها، وسلط الضوء على إنجازك. قد لا ترغب كمطور بفعل ما قد يكون مقارباً لعمل مندوب المبيعات، والترويج لنفسك كسلعة والتفاخر بإنجازاتك، ولكن ينبغي أن تطرح على نفسك التساؤل التالي: إن لم تقم أنت بذلك فلماذا سيقوم به غيرك نيابة عنك؟.
الإشادة بالإنجاز والإعلان عن النجاحات المحققة أمر مألوفٌ جدًا فانظر بين الإدارات والأقسام من حولك لترى ماذا يقومون به :
يقوم المدراء والمستشارون وقادة الفرق بنسب الفضل لأنفسهم في المشاريع الناجحة. جميع الإدارات والأقسام تعلن أخبار نجاحاتها وإنجازاتها. إذا لم تُوضح دورك ومجهودك بما قمت به من عمل فلن تحصل على تقديرٍ عليه وقد يأخذ ذلك التقدير شخص آخر نيابة عنك. فليكن هدفك دائماً التأكد من معرفة مديرك وزملائك الآخرين بحجم عملك وما حققته فيه.
كيف يتخذ المدراء القرار؟
الترقيات و الفرص الوظيفية ، والعمل على المشاريع الكبيرة والمهمة كل ذلك يقوم المدراء بتحديده بناءًا على ما يتوافر لديهم من معلومات عن طاقم العمل الذي يكون مشغولاً بالعمل التقني. فيحددون الترقيات، توزيعات المشاريع، أدوار المطورين في المشاريع، الموافقة على التدريب و من يستحق أن يأخذ الفرصة. فمن المهم جدًا أن يتأكد المطور أن من بيده اتخاذ القرار يعرف عنه وعن مستوى أداءه جيدًا.
العمل الجماعي في تطوير البرامج بيئة سهلة وخصبة للمطور المتوسط أو السيء بأن يأخذ الفضل في إنجاز العمل الذي بالغالب قام به المطورون الجيدون، بناء وتطوير البرامج يحتاج إلى مساهمة من الجميع ليدفعوا عجلة المشروع ويأخذون به إلى الأمام من خلال حل مشكلاته وإتمام إنجازه بالشكل اللائق. قد تضم الشركة ما بين 10 إلى 500 مطور يعملون فيها، فكيف سيتم التفريق بينهم لمعرفة من هو الجيد ومن هو غير ذلك، بالطبع سيتم مراجعة أعمالهم وتقييم مستوى أدائهم و مقارنته بأداء المطورين الجيدين، ليقوموا بإعطائهم التقييم النهائي و الترقيات والزيادات في الرواتب تبعًا لنتيجة التقييم. فاحرص كل الحرص أن تتم هذه العملية في صالحك بإعطاء مرؤوسيك كل المعلومات الكافية عن عملك ومدى براعتك وأسباب استحقاقك للترقية أو زيادة الراتب. إن الحقائق والإنجازات تعلبً دورًا كبيرًا في اتخاذ القرار، لكن عندما تكون النتائج متقاربة ففي غالب الأمر ستكون النتيجة في صالح من يعرفه متخذو القرار و يميزون وجوده. تمامًا مثلما تفعل عند ذهابك إلى السوبر ماركت فأنت تأخذ العلامة التجارية التي تعرفها وتعتقد أنها أفضل من غيرها لا لسببٍ محدد بل لأنك عرفت بوجودها من إعلانٍ رأيته عنها.
كيف يقوم مختلف الموظفين بالترويج لأنفسهم؟
حينما ينظر المطور للموظفين من الأقسام الأخرى، سيرى بشكلٍ جلي حجم الوقت الذي يقضونه في الإعلان عن أنفسهم والحديث عن أفضل إنتاجاتهم، و وضوح خطتهم في صعود سلم تقدمهم الوظيفي. حيث أنه نشاطٌ يجب على الجميع القيامُ به مهما اختلفت وظائفهم. سؤالنا للمطور الآن : باعتقادك كيف يتأكد الموظفون الآخرون من حصولهم على ما يستحقونه من تقدير وعرفان لعملهم؟
لننظر إلى مندوبي المبيعات فهم يقومون بإرسال العديد من الإيميلات والإعلان عن أي مبيعات جديدة يقومون بها ويستعرضون أرقام مبيعاتهم و يشاركونها مع الآخرين. أيضاً موظفي مكتب المساعدة يقومون بحصر عدد المشكلات التي قاموا بحلها ويرفعون تقارير بإنجازاتهم لمدرائهم و يشاركون التقييمات وردود الأفعال الإيجابية على عملهم مع الجميع. أخيرًا وليس آخرًا، موظفوا المبيعات فدائمًا ما يقومون بحملاتٍ تسويقيةٍ جديدة يتتبعون فيها تأثير عملهم على الآخرين.
لماذا لا يروج المطورون لعملهم؟
يجب عليك أولاً أن تحصر ما حققته من إنجاز، وأفضل طريقة لذلك أن تتمسك بالحقائق والنتائج التي لايمكن أن ينفيها أحد، مثل :
- مساهمتك في إنجاز مشروع أساسي ناجح.
- إنشاء 40 تطبيقاً مهماً.
- إصلاح 50 خطأ في البرامج،.
- حضور عدد من اجتماعات المطورين.
- النجاح في الحصول على شهادة.
- تَعلُم تقنية جديدة.
- القيام بدور كبير في أحد المشاريع بمسؤوليات كبيرة.
قيامك بهذه الأعمال يُعد خطوةً أولى، يجب عليك بعدها التأكد من أنك أعلنت عنها للآخرين وأشرت إلى ماقمت به من انجاز من خلالها. من السهل أن تضيع حياتك المهنية في روتين الأعمال اليومية المتكررة التي تبقيك مشغولاً دائما بعملك فتقع في دوامة حلقة مستمرة من العمل، عليك أن تتراجع قليلاً إلى الوراء وتحرص أن تكون حياتك المهنية تسير في الاتجاه الصحيح.
الكاتب : نوف المنيف