المنتجات الرقمية: كيف تبدأ البيع وتحقق دخل إضافي؟
يقوم العديد من رواد الأعمال والأفراد بالتفكير في إنشاء مشروع صغير يساهم في بناء ثروة مالية وإنشاء العلامة التجارية المتميزة، قد تكون المنتجات الرقمية أحد أفضل الخيارات المتاحة التي تقف أمامهم. فهي سهلة الإعداد، سريعة التوزيع، عظيمة الفائدة، وبالإمكان أن ينتجها الشخص مرة واحدة فقط ويتداولها بشكل متكرر لأكثر من عميل دون الحاجة إلى الاستيراد أو تجديد المخزون.
مثل هذا النوع من المنتجات الرقمية يستفيد منها المدونوّن والكُتّاب والعاملين في المجالات الأخرى: كالتصوير، والتصميم، والبرمجة، والتطوير، وحتى الاستشاريون الذين يقدمون خدمات استشارية للعملاء والمستفيدين. كما تلقى رواجًا وقبولًا كبيرًا من قِبَل مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الباحثين عن المتعة والفائدة والتطور والعلم.
المنتجات الرقمية . . ماهي؟
هي أي منتج غير ملموس، يمكن الاستفادة منها أكثر من مرة دون الحاجة إلى صنع المزيد منها. تتعدد أنواعها واستخداماتها، من أبرزها:
1- الكتب الإلكترونية والمجلات الرقمية
2- الدورات التدريبية عبر الإنترنت
3- المدونات الصوتية “البودكاست”
4- تصميم الصور، والأيقونات، وقوالب مواقع الويب
5- كتابة المحتوى مثل: التقارير، والمقالات، والتدوينات
6- إنتاج وتصوير الأفلام والبرامج
7- تصميم تطبيقات للهواتف الذكية
8- تصميم وتطوير المواقع
وغيرها من المنتجات الرقمية التي يستطيع إنشاءها وصنعها رواد الأعمال والأفراد المبتدئين لدخول عالم التجارة والمشاريع الصغيرة.
لماذا المنتجات الرقمية بالذات؟
تتميز المنتجات الرقمية بكونها منخفضة التكلفة، إذ أن إمكانياتها بسيطة وتستطيع إنتاجها باستخدام المعدات القليلة، فمثلًا إذا أردت أن تنشئ مقاطع تعليمية لصنع الوصفات الصحية فإنك ستحتاج فقط إلى آلة تصوير ومايكرفون. كما تتميز بكونها مرنة وسهلة التداول بإمكانك إرسالها من خلال البريد الإلكتروني، أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المنصات المهيأة لاستقبال المنتجات الرقمية وتوفيرها مثل منصة سلة ومنصة زد ومنصة شوبيفاي العالمية المتخصصة في إنشاء المتاجر الصغيرة الافتراضية وعرض المنتجات المادية والرقمية وتوفيرها للعملاء.
فيما يسهل الاحتفاظ بالمنتجات الرقمية دون الحاجة إلى مخزون أو مستودع لحفظِها وتخزينها مثلما يحصل مع المنتجات المادية التي تتطلب منك الاحتفاظ بكميات كبيرة منها في مخازن ومستودعات ضخمة تحت معايير محددة تضمن سلامتها من التلف أو الضياع ! وتختلف عن المنتجات المادية في سهولة استلام العميل لها وسهولة شرائها دون الحاجة إلى الانتظار لعدة أيام.
وإذا كنت تسعى لأن تصنع منتجات رقمية عالية الجودة، فاستعدّ لأن تصبح عالميًا، فالمتاجر الإلكترونية والمنتجات الرقمية عالمية، فأنت لن تتعامل مع مدينتك أو حيّك الصغير فقط !
حوّل مهاراتك إلى منتج رقمي !
توجد العديد من المهارات الشخصية والتقنية التي تساعد الأفراد على تحويلها لمنتجات رقمية يستفيد منها العملاء المحتملين ويتمتعون بمزاياها. فمثلًا، إذا كنت تحبّ الكتابة وتلتزم بمعايير الكتابة الدقيقة، والتأكد من سلامة اللغة والتراكيب النحوية فبإمكانك صنع منتجات رقمية تعتمد على مهاراتك الكتابية كأن تكتب كتابًا وتنشره إلكترونيًا، أو إنشاء دورات إلكترونية تعلّم فيه الآخرين كيف تكتب بشكل جيّد، مع الحفاظ على سلامة اللغة. أو قم ببيع أفكارك واصنع مجلة رقمية هادفة تتناول موضوعات عدّة وطبّق مهاراتك الكتابية فيها بسلاسة.
هل تمتلك هواية الطهي وابتكار الوصفات؟
إذًا جرّب التدريس، أنشئ محاضرات ودورات إلكترونية بالاستعانة بالمنصات التي تسمح لك بإنشاء دوراتك الإلكترونية الخاصة ونشرها للعالم، علّم الآخرين كيف يكتسبون مهارة الطهي، وابتكار الوصفات، أو طريقة الخَبزِ الصحيحة، وصنع الشوكولاتة البلجيكية مثلًا.
ومن أمثلة قنوات تعليم الطبخ على اليوتيوب؛ قناة سنة أولى مطبخ، تتميز بكونها من أفضل القنوات العربية على اليوتيوب المهتمة بمجال الطبخ وإعداد الوجبات بأبسط المكونات، وهناك قناة منال العالم، وهي من أكبر القنوات المتخصصة لفنون الطبخ في الشرق الأوسط، وذلك من خلال مقاطع فيديو قصيرة واحترافية.
لا يقتصر الأمر على الطبخ فقط، إذا كنت تحترف أي مهارة فحوّلها إلى دورة تدريبية إلكترونية شاملة، مثل تعليم اللغات الأخرى، أو الفنون والحِرّف اليدوية، وحتى احتراف البرامج التقنية كتطبيقات الأدوبي، ومايكروسوفت أوفيس وغيرها، وفي تعليم اللغة الإنكليزية لدينا حساب englishpt1، الذي يساعدك على تعلم اللغة الإنجليزية من أفواه الناطقين بها بطريقة مبتكرة، عبر مقاطع قصيرة من الأفلام الأجنبية، كما يقوم حساب learnandtry، فيديوهات لجمل وحوارات قصيرة باللغة الإنجليزية وكيفية النطق بها.
تعتمد فكرة تحويل مهاراتك إلى منتج رقمي على المعدات الأساسية والبسيطة:
- ضرورة وجود إضاءة ذات جودة عالية.
- آلة تصوير.
- لاقط صوتي “ميكروفون”.
- ساحة أو مكتب للعمل.
- بعض الديكورات والإضافات واللمسات اللطيفة مثل: شموع، النباتات الخضراء، اللوحات والصور الجميلة التي تعطي انطباعًا مريحًا.
وأبدأ في مشروعك بالتدريس وتحويل مهاراتك في إيصال المعلومة إلى منتجات رقمية عالية الجودة.
أما إذا كنت تهوى التصميم، ومطلع دائمًا على الصور والتصاميم الجرافيكية، فمن الممكن أن تبدأ بصنع منتجاتك الرقمية وإنتاج الأدوات والقوالب الرقمية، مثل إنشاء:
- قوالب سيرة ذاتية جاهزة.
- قوالب لتصميم مواقع الويب.
- أيقونات وخطوط لمصممي الويب.
- تطبيقات للهواتف الذكية.
- خدمات لتقديم الاستشارات والتدريب الشخصي.
يتمتع البعض بطبقة صوت هادئة وواضحة المخارج، إذا كنت واحدًا منهم فقمْ بمشاركة خبراتك وتجاربك وأفكارك من خلال تقديم نفسك كمؤدٍّ صوتي للإعلانات التجارية أو المقاطع التجارية، فالمؤسسات تسعى لاستقطاب المؤديين الصوتيين المحترفين لاستخدام أصواتهم في التسويق.
سوّق بشكلٍ أفضل !
المنتجات الرقمية كالمنتجات المادية بطبيعتها تحتاج إلى استراتيجيات ناجحة، وطرق فعّالة لإقامة الحملات التسويقية بشأنها من أجل ضمان انتشارها، ووصولها إلى عملاء جُدد، فبالتالي تحقيق المنفعة لدى الطرفين.
ماهي الطرق التسويقية التي يصلح استخدامها مع المنتجات الرقمية؟
1- الاستخدام المجاني:
تحظى بعض المنتجات المادية بإقبال كبير عليها بسبب استخدام خطة توزيع العيّنات، كالعطورِ مثلًا. بإمكانك اللجوء إلى هذه الطريقة عند إنتاجك للمنتجات الرقمية، قدّم بعض الدورات التدريبية، الكتب الرقمية، الأدلة الإرشادية، قوالب التصميم بشكل مجاني. ولكن لا تعرضها كلها، اختر واحدة أو اثنتين حتى يستوعب العملاء طريقة عملك، وفكرة مشروعك، ويتعرف عليك بشكل أكبر، ومن بعدها انطلق واعرض المجموعة الأخرى والتي تكون بمقابل مادي مربح.
2- التسويق بالمحتوى:
يعدّ التسويق بالمحتوى طريقة شائعة لجذب العملاء، فبدلًا من أن تستخدم الإعلانات التجارية، واللافتات الإعلانية، جرّب مرة أن تكتب منشورًا، أو مقالًا قصيرًا تتحدث فيه عن مدى أهمّية الدورات التدريبية التي تقدمها للأشخاص الباحثين عن فرص وظيفية مثلًا ! أو تحدّث عن قدرة السيرة الذاتية على تشكيل فكرة واضحة ورؤية ثاقبة لصاحب العمل عن الأفراد الراغبين في الحصول على عمل، ثم أعرض القوالب التي صممتها للعملاءِ بحيث يلجأون إليها برغبتهم دون ضغط منك.
3- المعارف والأصدقاء:
تساعد العلاقات الاجتماعية على انتشار أفكارك ومنتجاتك بشكل أسرع وأفضل. ولكن حاول دائمًا أن تستخدم الطرق التي تجلب لك المزيد من العملاء. مثل الخصومات، والعينات المجانية، وتقديم خدمات ما بعد البيع.
4- الإعلانات المدفوعة:
وهي طريقة دارجة ومنتشرة، مثل الإعلانات في التلفزيونات والصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
تذكر . . المنتجات الرقمية غير ملموسة !
تحتاج إلى اتباع الخطوات وتنفيذ الإجراءات التي تساعدك على الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين من منتجاتك الرقمية مهما كانت. فالمنتجات الرقمية غير ملموسة، لذلك يعتبر المظهر والتصميم الحسن مهم جدًا، كيف؟ نقصد بذلك إذا أردت أن تصمم مجلة رقمية أو كتاب إلكترونية فاحرص على تصميم غلاف جذاب، وكتابة محتوى يدفع الجمهور لاقتناء الكتاب وشرائه ومتابعة منتجاتك الرقمية والوثوق بها.
نفس الأمر ينطبق على البودكاست الذي أنشأته، اختر اسمًا رنانًا وشعارًا خلاقًا وركّز على انسيابية عباراتك ورقّة صوتك، وتأكد من أن العنوان ملفتًا ومشوّقًا، خصوصًا إذا كنت تناقش موضوعاتِ متخصصة وثقيلة. يحتاج الجمهور دائمًا إلى دافع قوي يجعلهم يمضون قدمًا للاستماع وإظهار ردة فعل مرضية.
إنّ سهولة الدفع، وحماية بيانات العملاء هو أمر شديد الأهمية، فتوفير هذه الخصوصية التامّة تمنح العملاء شعورًا بالطمأنينة والأمان، وفّر وسائل الدفع المختلفة وأخبر العملاء بأنّ معلوماتهم الشخصية محفوظة بأمان ولا داعي للقلق، وكن صادقًا فيما تقول.
إذا كنت تعرض منتجاتك الرقمية على منصة اجتماعية، أو موقعك الخاص، فقم بالتركيز على شرحِ مزايا منتجاتك الرقمية وفوائدها بالنسبة للعميل، واستخدم المهارات الإقناعية المختلفة من خلال مقطع مصور، أو كتابة نص تسويقي مقنع.
اصنع منتجك الرقمي الآن
تمامًا مثل المنتجات المادية، فإنك ستأخذ وقتك في التفكير بما يحتاجه السوق، وما يمرّ به الأفراد من مشاكل في أيامهم ويحتاجون إلى حلّ مفيد لهم يساعدهم في التخلّص من معضلة ما، أو وضع حدّ لها والتقليل منها.
وحتى تقوم بصناعة منتجك الرقمي، عليك أن:
1- ولّد أفكارًا متعددة، حتى لو كانت أفكارًا سيئة، لا بأس قد تقودك إلى فكرة جيّدة وإبداعية. اسأل نفسك بعض الأسئلة التي تحدّد لك نوع المنتج الرقمي الذي يفيد عملاءك، وتستمتع أنت بصنعه. مثلًا، هل لديك القدرة على إيصال المعلومة وتعليم الآخرين مهارة التصميم الجرافيكي باستخدام تطبيقات الأدوبي؟ إذاً من الممكن أن تنشئ دورة تدريبية.
قد يعاني صديق لك بعد انتقاله إلى منزله الجديد من عدم قدرته على تصميم ديكور يتماشى مع ذوقه مثلًا، جرّب وقتها أن تنشئ تطبيقًا يصمم لك المنزل بشكل إلكتروني على الهاتف الجوال، فقط تضع الصورة على غرفةِ المعيشة، ثم باستخدام الخيارات المتعددة تختار الألوان، والستائر، والأثاث، والسجاد، وورق الحائط، مع وجود توصيات لمتاجر محلية توفّرها.
1- ركّز على ما تجيده وما تحترفه، فإذا كنت تحب إعادة تدوير الملابس فعلّم الآخرين طرق إعادة التدوير الصحيحة!
2- تحقق من صلاحية فكرتك ومدى اهتمام عملائك بها، بإمكانك الاستعانة بـ Google Trends، أو القيام باستطلاعات رأي للعملاء المحتملين، واطلب ردود أفعالهم.
3- أنشئ متجرك على الإنترنت، مثلًا على منصة سلة أومنصة زد أومنصة شوبيفاي، أو أنشئ موقعك الخاص. واعرض منتجاتك الرقمية فيها – بعد صناعتها والانتهاء منها -.
4- ابدأ بتشكيل جمهورك على صفحتك الخاصة أو من خلال رسائل البريد الإلكتروني واعرض محتواك المجاني وأبرِز الأسباب التي تدفع العملاء المحتملين والمؤثرين على الانتقال إلى متجرك واختيار منتجاتك الرقمية.
5- لاحظ ردود الأفعال وتنبّه لها، ثم عدّل على منتجاتك بالاستعانة بملاحظات العملاء واقتراحاتهم.
6- لا تنسَ استخدام الحملات والاستراتيجيات التسويقية المكثفة للوصول إلى أكبر عدد من العملاء.
الكاتب: سماهر باسيف