مقابلة عالم التقنية مع أحمد عبدالجبار مدير عام إنتل في السعودية للحديث عن الذكاء الاصطناعي
أجراها ضياء محمود
تستعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لاستضافة ورشة عمل افتراضية بالشراكة مع إنتل للحديث عن الذكاء الاصطناعي وما تقدمه معالجات الشركة في هذا الإطار، لذا حصلنا في عالم التقنية على فرصة مقابلة المدير العام لإنتل السعودية، أحمد عبدالجبار ، لتسليط الضوء أكثر على ورشة العمل بشكل خاص والذكاء الاصطناعي بشكل عام.
هلا أخبرتنا بالمزيد عن الحدث الذي تعتزمون تنظيمه؟
نظمت كلٌ من شركة إنتل ومختبر كور لاب سوبركومبيوتنغ في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ورشة عملٍ افتراضية (عن بُعد) بعنوان “ورشة عمل إنتل للذكاء الاصطناعي”، وذلك بهدف تقديم رؤية متعمقة للمرحلة الراهنة من منظومة الذكاء الاصطناعي باستخدام المعالجات المركزية التي تنتجها إنتل.
تواكب تقنية الذكاء الاصطناعي بسرعة متنامية مع الأدوات والتقنيات والتطبيقات الجديدة التي تتطلب مهارات جديدة يجب تعلمها كل يوم. ومن جهتها، تلتزم إنتل بتوسيع الجاهزية الرقمية لتصل إلى 30 مليون شخص في 30 ألف منشأة في 30 دولة، وذلك ضمن الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها بحلول العام 2030، والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا، إلى جانب سعيها لمواجهة تحديات التأثير العالمي التي تعزز التزامها بتطويع التكنولوجيا بشكل شامل، وتوسيع الجاهزية الرقمية.
وتأتي مسؤولية إنتل وعملياتها ذات التأثير الإيجابي حول العالم في إطار مساعيها الرامية لتطوير تقنياتٍ من شأنها تغيير العالم، وإثراء حياة الناس على وجه الأرض. وتعمل إنتل على مساعدة ودعم عملائها، وشركائها لتحقيق تطلعاتهم الخاصة، وتسريع التقدم في المجالات الرئيسية لصناعة التكنولوجيا، مستندة لمكانتها الرائدة عالميًا في هذه المنظومة الحيوية.
وكيف تدعم إنتل تطوير الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية؟
في الواقع، أدى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى إطلاق عصرٍ جديدٍ من الابتكارات والإبداعات. واليوم، تدعم تقنيات إنتل مجموعة من الاستخدامات الأكثر ابتكارًا للذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية، والشؤون المجتمعية، والأبحاث كذلك، حيث تعمل إنتل على تحويل نماذج الذكاء الاصطناعي الواعد إلى واقعٍ يشهده العالم بأسره، من تقنيات السحابة العملاقة وحتى الأجهزة الذكية الصغيرة.
والذكاء الاصطناعي لا يعتبر قفزةً كبيرةً في مجال الحوسبة فحسب، بل يجسد أيضًا نقطة التحول الرئيسية التالية في تاريخ البشرية.
في الواقع، استطاعت المملكة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير العديد من المشاريع المهمة، خاصة تلك التي تتعلق بجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) والمتمثلة في التطبيقات الوطنية التي تعتمد على التقنية؛ مثل: توكلنا، وتباعُد، وصحتي، والتي أسهمت في دعم وتطوير عددٍ منها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا). كذلك، هناك العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التجارية والعلمية في مجالي الطاقة والطب.
هلا ذكرتم لنا بعض التحديات التي ما تزال تحول دون الاستفادة الكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة؟
بطبيعة الحال، يعد تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم أمرًا ضروريًا وملحًا بهدف توفير أفضل الخدمات التي تحقق أعلى مستويات الرضا لدى العملاء، وتوفير أبعادٍ تجاريةٍ جديدة، إلا أن نشر البنية التحتية اللازمة لدعم هذه التقنيات على نطاقٍ واسع ما يزال يشكل تحديًا هامًا للعديد من المنشآت، حيث يحتاج تحقيق مستوياتٍ عاليةٍ من الأداء والدقة إلى الكثير من العمليات المتشابكة، فضلاً عن صعوبة إدارة التكاليف والاستخدام.
ولعل أهم التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام هذه التقنيات تكمن في جاهزية الكوادر القادرة على التعامل مع هذه التقنيات، فضلًا عن الحاجة لإيصال هذه التكنولوجيا المهمة لغير المتخصصين، ونقص البرامج المتخصصة في المؤسسات التعليمية.
ما هي الصناعات التي يمكنها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
بشكلٍ عام، حقق عملاؤنا نجاحًا كبيرًا في عددٍ من الأجهزة: ولعل الاستخدام الواسع لوحدات المعالجة المركزية لدعم أنظمة توصية المحتوى الدلالي في العديد من مراكز البيانات، والكاميرات التي تتضمن وحدة المعالجة المرئية (VPU)، والتي تساهم في حماية الأنواع المهددة بالانقراض من الصيادين في الوقت الفعلي، بالإضافة إلى تقنية مصفوفة البوابات المنطقية القابلة للبرمجة (FPGA) التي تتيح مضاعفة سرعة الحصول على نتائج البحث. كذلك، هناك برمجيات وأجهزة إنتل الخاصة بالتعرف على الصور، والذكاء السيبراني، والصيانة التنبؤية، ومكافحة عمليات الاحتيال، وغيرها الكثير. وتعمل إنتل بالتناغم مع منظومتها ذات العلاقة على تسريع الوقت المستغرق من إطلاق المشروع التجريبي حتى تأسيس المشروع على أرض الواقع، وذلك من خلال حلولٍ جاهزةٍ للإنتاج يمكنها معالجة المشكلات الشائعة – بغض النظر عن مجال عملك، من تقنيات استراتيجية البيانات إلى النشر المؤسسي.
مجالات الذكاء الاصطناعي
تحدث أحمد عبدالجبار، المدير العام في إنتل السعودية، عن المجالات المستهدفة من الذكاء الاصطناعي بالتطرق لكل مجال على حدة. ونستعرض لكم تعليقاته على كل منها:
المدن والتحول: بإمكان الذكاء الاصطناعي تمكين الربط بين مرافق المدن الذكية، وبين مدينة وأخرى أيضًا رقميًا وماديًا، باستخدام وسائل النقل المُدارة جيدًا، وشبكات الاتصال المتاحة للمستخدمين على نطاقٍ واسع.
الصحة والعلوم الحياتية: حالات الاستخدام الحرج في الوقت الفعلي تتطلب تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتبر أساسية لتحقيق نتائج دقيقة في مجالات الصحة والعلوم الحياتية.
الصناعات: يُحدث الذكاء الاصطناعي حاليًا ثورةً في مجال إنترنت الأشياء الصناعي، من المعالجة والتحليلات في الوقت الفعلي إلى الصيانة التنبؤية.
المتاجر: يساعد الذكاء في سد الفجوة بين متاجر التجزئة الإلكترونية، والأخرى التقليدية الواقعية، حيث يلبي الحاجة إلى مستويات أعمق من البيانات لزيادة ولاء العملاء، ودفعهم نحو سلوكيات الشراء المتكررة.
الأمان والسلامة: عبر دمج تحليلات الفيديو الملتقط عبر الكاميرا، وإمكانيات التعلم العميق، يتيح الذكاء الاصطناعي مزيدًا من البيانات للتحليلات التنبؤية، ويعزز عمليات دعم القرار المستندة إلى النمذجة.
والمستقبل ما يزال يحمل المزيد. ونحن نستمر في العمل عن كثب مع مجتمع الذكاء الاصطناعي لتسريع الاكتشافات، وإحراز تقدمٍ ملموسٍ في كيفية استخدامنا للذكاء الاصطناعي لإثراء أعمالنا وحياتنا، سواء كانت الغاية العثور على الماء على سطح القمر أو تسريع التشخيص الحالات الطبية الحرجة أو رصد عيوب المنتجات بسرعة أكبر.
وفيما يتعلق بقطاع النفط والغاز، يتركز استخدام الذكاء الاصطناعي في تقنيات التعلم العميق للمعالجه السيزميه، وحقول النفط الرقمية، وعمليات التفتيش، والصيانة الوقائية، بالإضافة إلى برامج التحكم البيئي.
نشكر شركة إنتل ومديرها في المملكة العربية السعودية أحمد عبدالجبار على هذه الفرصة المثرية.