الأخبارالتقارير

إنتل تتحدث لعالم التقنية عن تقنيات الجيل الخامس وتأثيرها على العالم والمملكة بشكل خاص

مقابلة أجراها ضياء محمود

إنتل تتحدث لعالم التقنية عن تقنيات الجيل الخامس وتأثيرها على العالم والمملكة بشكل خاص

أصبحت تقنية الجيل الخامس وتقنيات الحوسبة المختلفة حديث العالم الفترة الماضية، لاسيما مع إطلاقها التجاري وبدء توفرها للجمهور على هواتفهم الذكية، حواسيبهم، وحتى أجهزة إنترنت الأشياء في المنازل الذكية. ولتقديم تفاصيل أكثر عن التقنية، كان علينا في عالم التقنية الحديث مع أحد أهم الشركات في تطوير الجيل الخامس والحوسبة بأنواعها؛ والمتمثلة في شركة إنتل.

وقد أجرينا مقابلة حصرية مع أحمد إبراهيم، مدير تمكين المبيعات ومزودي الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا في إنتل للحديث عما تضيفه التقنية للعالم بشكل عام وتأثيرها في المملكة العربية السعودية بشكل خاص، لاسيما وأن المملكة كانت من أوائل البلدان التي تبنت التقنية على نطاق واسع.

وحتى لا نطيل عليكم بالحديث، نستعرض لكم جولة حوارية أجريناها في عالم التقنية مع إنتل؛ حيث نسأل وضيفنا وممثل الشركة أحمد إبراهيم يجيب.

ماي هي الإمكانيات والمزايا التي تتمتع بها شبكة الجيل الخامس؟ 

تطرح شبكة الجيل الخامس للهواتف الذكية ثورة في عالم التقنية والشبكات الخلوية، حيث تتعدى قدراتها التصفح السريع ووضوح المكالمات، وتكمن أهمية الاستفادة من هذه التقنية بمدى استيعاب الميزات والإمكانيات التي يمكن أن تشكل الانطلاقة الحقيقية والتطبيق الصحيح لهذه التقنية على أرض الواقع.

تستخدم هذه الشبكة المتطورة للجوالات مجموعة من الترددات من عدة نطاقات، وذلك بهدف رفع حجم البيانات المنقولة. وبالإضافة إلى الأبراج الخلوية الكبيرة التقليدية، ستستخدم تقنية الجيل الخامس مجموعة كبيرة من الخلايا الدقيقة الأصغر حجمًا تسمى نطاقات الطيف الموجي الملليمترية، حيث تعمل هذه الترددات على ضمان تغطية ذات سرعات عالية جدًا. ووفقًا لما ذكرته شركة البيانات الدولية، لم يكن ثلثا بيانات العالم موجودًا منذ خمسة أعوام، ولكن بحلول 2025 سيتجاوز نطاق البيانات خمسة أضعاف حجمه الحالي على الشبكة العنكبوتية. حيث ستوفر لنا شبكات الجيل الخامس نطاق ترددي قابل للتوسع وقدرة حاسوبية يُمكن التحكم بها عن بعد والتي تُعد ضرورية لجمع البيانات المتزايدة ومعالجتها لتعزيز انتشار الذكاء الاصطناعي، ما سيساعد على توسيع الفائدة من هذه البيانات في جميع أنحاء العالم.

 

لماذا تعمل إنتل على تقنية الجيل الخامس؟

يعزى الموقع الاستراتيجي الذي تحتله شركة إنتل في هذه الصناعة للتاريخ العريق لها في صناعة معالجات البيانات. ونحن في إنتل نستخدم تجاربنا وخبراتنا التي بنيناها عبر السنوات الماضية في كل خطوة نقوم بها. وبذلك، فإننا قادرون بشكل فريد على مساعدة مقدمي الخدمات عبر تقديم حلول ذات كفاءة عالية وتوسيع نطاقهم الخاص بتقنية الجيل الخامس ليتجاوز الهواتف المحمولة في مختلف المؤسسات والقطاعات. نحن في إنتل قادرون بشكل فريد على مساعدة مقدمي الخدمات على تحقيق دخل أعلى، عن طريق تطبيقات وخدمات تتجاوز الهواتف الذكية السريعة في مختلف المؤسسات والقطاعات.

سيتم تقديم الرؤية الحقيقية للجيل الخامس من خلال شبكة متطورة واستخدامات جديدة مبتكرة، وليس بواسطة هاتف ذكي أسرع. حيث تعتبر منتجات التي تقدمها إنتل من معالجات البيانات ووحدات الذاكرة من العناصر الأساسية في أي شبكة جيل خامس 5G، بما في ذلك Network Core وشبكة الوصول العشوائي (RAN) وعُقَد الحوسبة الطرفية. وسوف تصبح تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وحوسبة الحافة مكونات أساسية لحياتنا على الأرض، وستكون هناك ثورة في عدد كبير من القطاعات مثل البيع بالتجزئة والتصنيع والرعاية الصحية والمدن الذكية.

وفي إنتل، تعتبر استثماراتنا في تقنيات الجيل الخامس هي استثمارات كبيرة في التحويل الرقمي ليس فقط على مستوى الشبكات، ولكن على مستوى الطرق والحلول والتقنيات الجديدة التي يتم بها نقل البيانات ومعالجتها. حيث نتطلع الى غرس الذكاء الاصطناعي من المصدر الأولي للمعلومات إلى السحابة الرقمية، وذلك لتمكين الأجهزة من جميع الأشكال والأحجام مع القوة الهائلة لمراكز البيانات.

 

ما هي مزايا تقنية شبكة الجيل الخامس وحوسبة الحافة؟

تتميز شبكات الجيل الخامس بزمن انتقال أقل للبيانات وقدرات أعلى وزيادة في النطاق الترددي مقارنةً بشبكات الجيل الرابع، وسوف يكون لهذه الشبكة بما تطرحه من إمكانيات كبيرة دورًا مهمًا وكبيرًا على طريقة أسلوب حياة الأشخاص وعملهم، فضلًا عن انتشارها في جميع أنحاء العالم.

وستمهد شبكات الجيل الخامس الطريق لوجود تطبيقات سحابية متطورة وتقديم الخدمات والحلول واتخاذ القرارات الرقمية بشكل أسرع وفي زمن أقل مما مضى، إذ أنها سوف تُحسن حياة الأشخاص من خلال المساهمة في تقديم مجتمع ذكي ومترابط يتمتع بمدنٍ ذكيةٍ وسيارات ذاتية القيادة وكفاءات صناعية جديدة. وفي سبيل تحقيق ذلك، يجب أن تُصبح هذه الشبكات أسرع وأكثر ذكاءً وقدرةً على التعامل مع الزيادة غير المتوقعة في سعة نقل البيانات المعقدة ومعالجتها، ويرجع ذلك للتوقعات الكبيرة بزيادة عدد الأجهزة المتصلة بالأنترنت أو ما يسمى بـ “إنترنت الأشياء” الامر الذي سيؤدي لطرح خدمات رقمية جديدة. وتلعب شركة إنتل دورًا مهمًا جدا في دفع هذا التحول للشبكات بغرض تطوير البنية التحتية للاتصالات، وإرساء الأسس لتقنية الجيل الخامس.

سوف تستحوذ تقنية الجيل الخامس على 10 تريليونات دولار من الناتج الاقتصادي العالمي بحلول عام 2035. وتعمل شبكات الجيل الخامس على تطوير وتحديث مختلف الصناعات؛ من تقنية التصنيع حتى وسائل الإعلام، مما يساعد على إطلاق مجموعة من المحفزات والوظائف التي توفر فرص عمل جديدة وتحقق نمو السوق المحلي للدول والاقتصاد العالمي على وجه العموم.

وتُطلق شبكات الجيل الخامس العنان لمجتمع ذكي ومترابط يتسم بالتكافؤ، وسيكون ذلك عبر تسهيل عمليات الذكاء الاصطناعي وحوسبة الحافة، ليساعد ذلك على إنشاء منصة للابتكار والقيام بتجارب مؤثرة جدًا وإتاحة فرص تجارية هائلة أمام جميع المؤسسات.

 

ماهي أكثر الصناعات في المملكة التي ستحظى بأكبر فائدة من تقنية شبكات الجيل الخامس؟

ستؤثر قوة التحول الخاصة بتقنية شبكات الجيل الخامس في كل الصناعات تقريبًا، حيث تم تعريف الصناعات التي ستتأثر بشكل كبير باستخدام تقنية الجيل الخامس ونذكر منها مجالات الرعاية الصحية، الزراعة، البيع بالتجزئة، والنقل والخدمات اللوجستية، فضلًا عن الصناعات التحويلية، وغيرها. وتفتح تقنية الجيل الخامس المجال أمام الاستخدام واسع النطاق لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل القادم الأخرى.

سيُوفر إنترنت الأشياء أكثر من نصف بيانات العالم بحلول عام 2025 وفقًا للبحث المقدم من شركة البيانات الدولية. وسيتطلب نقل هذه البيانات والاستفادة منها قدرة لاسلكية كبيرة مثل تقنية الجيل الخامس المُقدرة بــــــــــ 1000X أسرع من تقنية الجيل الرابع السابقة. وستؤدي اتصالات تقنية الجيل الخامس ذات زمن الانتقال السريع وعالي الموثوقية إلى عملية تحول رقمي عالِ المستوى في تطبيقات السلامة الحرجة مثل أنظمة البنية التحتية أو التصنيع، وتجعل عملية حوسبة الحافة (بيانات المصدر) التي تم تسريعها عن طريق تطبيق تقنية الجيل الخامس أشبه بتطبيقات إنترنت الأشياء وتقديم المعلومات في الوقت الحقيقي مع الحفاظ على البيانات المحلية.

وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة العربية السعودية مسيرتها في التحول الرقمي، تربط تقنية الجيل الخامس الكثير من أجهزة إنترنت الأشياء من خلال الشبكة بهدف تمكين الشركات من جمع كمية كبيرة من البيانات غير المستغلة سابقًا والعمل عليها. كما وتمنح تقنية الجيل الخامس والكاميرات المتصلة بأجهزة إنترنت الأشياء القدرة على الاستنتاج السريع عن طريق الذكاء الاصطناعي القائم على الرؤية مما يفتح الإمكانيات لوجود مدن أكثر أمانًا، وحلول متطورة في التصنيع الإنتاجي.

وستربط تقنية الجيل الخامس بين ثلاثة عناصر مهمة تتمثل في إنترنت الأشياء، وحوسبة الحافة (للتصرف في البيات في المصدر)، والحوسبة السحابية بشكل وثيق معًا، وتعمل في ذات الوقت علـى توزيع موارد الحوسبة لتلبية الطلب وتمكين تطبيقات إنترنت الأشياء المرتبطة بالوقت للتحسين بشكل مستمر. وتُقدم تقنية الجيل الخامس وإنترنت الأشياء عددًا من التطورات غير المسبوقة في قطاعات الخدمات، فعلى سبيل المثال سيصبح من الممكن الحصول على أخر تحديثات للبضائع الموجودة في المستودعات لقطاع التجزئة، وسيكون هناك تطور هائل في أمان المعلومات، ذلك فضلًا عن تجارب التسوق دون الحاجة إلى الانتظار في أدوار للدفع. كما تمنح تقنية الجيل الخامس وإنترنت الأشياء الآلات في قطاع التصنيع القدرة لتبسيط العمليات ومراقبة سلسلة التوريد ومعايرة المعدات وتحرير الموظفين من المهام المتكررة.

أما في القطاع الزراعي، فستوفر حلولًا ذكية للمزارعين والصناعة الزراعية بصفة عامة، وستصبح البنية التحتية في هذا القطاع قابلة للاستفادة من تقنيات إنترنت الأشياء المتقدمة لتعقب ومراقبة وأتمتة وتحليل العمليات الزراعية والصناعية، في حسن ستساهم سرعات تقنية الجيل الخامس بوضع المزيد من التطبيقات لتظهر مع إنترنت الأشياء في مجال الزراعة والعمل على تطويرها إلى مستويات جديدة.

وفي الوقت الذي تبذل فيه الحكومة الكثير من الجهد لتطوير البنية التحتية من خلال المدن الذكية، تعمل تقنية الجيل الخامس على توصيل المجتمعات ببعضها البعض، حيث تتواصل أنظمة المرور وخدمات البلدية وأجهزة إنترنت الأشياء بشكل مستمر من أجل تقديم خدمة أفضل. بينما ستتيح تقنية الجيل الخامس وإنترنت الأشياء تقنية التصوير التشخيصي التي تُدعم رؤية الحاسب الآلي الفعالة وتحليل الحوسبة السحابية لتحسين قطاع الرعاية.

وفي ذات السياق، تلعب تقنية الجيل الخامس دورًا رئيسيًا خلال موسم الحج والعمرة وذلك من خلال الجمع بين تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للحكومة إدارة الحشود والأماكن المزدحمة من خلال تحليل الصور ومقاطع الفيديو وخدمة نقل الطرود وتسهيل التواصل بين القطاعات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام شبكة الجيل الخامس أيضًا بهدف دعم الصور ثلاثية الأبعاد والطائرات بدون طيار وربط سيارات الإسعاف بالمراكز الصحية، بالإضافة إلى إثراء تجارب الواقع الافتراضي.

 

ماهي حلول تقنية الجيل الخامس المقدمة من إنتل؟

مع تحول صناعة الاتصالات إلى تقنية الجيل الخامس، ستُمثل الموجة التالية من التحول فرصة كبيرة في صناعة السيليكون (المعالجات) تقدر بحوالي 25 مليار دولار بحلول عام 2023. وللاستفادة من الفرصة المطروحة بشكل كبير بوجود تقنية الجيل الخامس للشبكات، والحوسبة الطرفية والذكاء الاصطناعي، فقد أعلنت إنتل عن إطلاق وتوسيع خطوط إنتاج على مستوى الأجهزة والبرامج والحلول الخاصة بالبنية التحتية للشبكة؛ بما في ذلك: تحسين البنية المرجعية لبرامج إنتل وفليكسران (FlexRAN) والمسرعات المخصصة لشبكة الاتصال العشوائية الافتراضية، فضلًا عن الجيل القادم من معالجات إنتل ذي الشبكة المحسنة Intel® Xeon® Scalable and D processors (والتي تحمل الاسم “Ice lake”)؛ وترقية حلول إنتل الخاصة بالبنية التحتية الافتراضية لوظائف الشبكة.

 

هل يُمكنك إخبارنا عن تأثير كوفيد-19 على شبكات الجيل الخامس؟ (خاصة المملكة العربية السعودية)

ستقوم العديد من القطاعات الصناعية بالإسراع في استثمارها في تقنية الجيل الخامس للتأكد من أن العالم سيكون جاهزًا لتبني الطرق الجديدة الخاصة بالتعاون والعمليات التشغيلية. ولقد أتاح التغيير المفاجئ في أماكن العمل العديد من السبل للتحول الرقمي والحاجة إلى اتصالات فائقة السرعة في منازل الموظفين والتعاون بين الموظفين عبر مكالمات الفيديو والتشغيل الآمن للعمليات التجارية الهامة عن بُعد. حيث تتم ملاحظة تبني تركيب أجهزة الفيديو/ الصوت المتقدمة في المنازل لتلبية احتياجات أماكن العمل الجديدة.

على سبيل المثال: أطفال المدارس الصغار الذين يكافحون ويسعون من أجل المشاركة في الحصص الدراسية بتقنية الفيديو. ولكن بوجود حلول جديدة لاستخدام تقنية الواقع المعزز/ الواقع الافتراضي، ستكون حياتهم أسهل في ممارسة الدراسة عن بعد بكفاءة وسهولة اعلى. وسيضيف الذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف على الوجه عناصر جديدة لمكالمات الفيديو الجماعية.

ومن الجدير بالذكر أن كل ما تم ذكره يعتبر فقط البداية. حيث انه من المتوقع أن يتم استخدام الروبوتات المُدعمة بتقنية الجيل الخامس لاستقبال وفرز الأشخاص في مرافق الاستقبال بالمستشفى أو الحجر الصحي مما يُوفر تباعدًا اجتماعيًا أفضل في المناطق عالية الخطورة. ويطرح هذا السياق باننا فعليا نتجه في المستقبل لتبني فكرة ممارسة فعاليات الحياة عن بعد، ولكن في نفس الوقت هناك العديد من الجوانب التي يُمكن تعزيزها بشكل كبير من خلال تقنية الجيل الخامس.

يُعد قطاع الرعاية الصحية إحدى القطاعات التي ستشهد تأثيرًا ملموسًا وكبيرًا بفضل تقنية الجيل الخامس. ويعزى ذلك إلى أن الحاجة لحتواء الأوبئة والحث على التباعد الاجتماعي، الأمر الذي سيؤدي لخلق تقنيات جديدة كتقديم الاستشارات الطبية عن بُعد والإجراءات المساعدة للواقع المعزز، الواقع الافتراضي، والروبوتات، فضلًا عن استخدام الروبوتات في رعاية المرضى المعزولين واستخدام الطائرات بدون طيار، إضافة إلى تقنيات الحاسب الآلي المرئية في غرف رعاية الحالات الحرجة والاحتواء.

 

نشكر الأستاذ أحمد إبراهيم وشركة إنتل على إتاحة الفرصة لنا في عالم التقنية للحديث عن شبكات الجيل الخامس، ونتمنى أن تكون المقابلة قد أثرت معلوماتكم وحققت الاستفادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى