تدخل التقنية في تطوير منتجات وأفكار عديدة نستخدمها في حياتنا اليومية دون أن ندرك فعليًا بأنها ربما يكون لها علاقة بتكنولوجيا أو تقنيات حديثة. ولا تحتاج الحلول التقنية دائمًا لأن تكون معقدة لتكون مفيدة، ولكن يكفي أن تقدم حلولًا لمشكلات بسيطة ربما توجهنا في حياتنا اليومية دون أن نشعر بوجودها من الأساس. تضم القائمة التالية بعضًا من تلك الأفكار والابتكارات البسيطة التي تجعل الحياة اليومية أكثر سهولة ولكن قلما يربط المرء بينها وبين التقنية التي استخدمت في صناعتها.
تقنية صناعة نعل الأحذية من الفوم عالي الامتصاص: OOFOS
شهدت السنوات الماضية طفرات تقنية هائلة في مجال صناعة نعال الأحذية الرياضية على وجه الخصوص، وما نتج عنها من تطوير العديد من شركات الملابس والأحذية الرياضية لمنتجات جديدة كليًا تختلف تمامًا عما كان عليه وضع هذا السوق في العقود الماضية.
طورت شركة OOFOS الأمريكية واحدة من تلك التقنيات، والتي أطلقت عليها اسم OOFOAM. وفي حين يبدو نعل الحذاء في المعتاد كقطعة من المطاط التي يصعب أن نتصور أي دور فعلي للتقنية في صناعتها، إلا أن قدر العلم والتكنولوجيا المستخدمة في صناعة تلك المواد المستحدثة يبدو بالفعل مذهلًا.
استخدمت الشركة خليط مستحدث من الفوم المعالج الذي تصل درجة امتصاصه للصدمات إلى 37٪ أكثر من المادة الأصلية. أجرت الشركة دراسات علمية عديدة بالتعاون مع بعض الجامعات الأمريكية التي أفادت أنه بالحد من شدة اصطدام القدم بالأرض من خلال تلك المواد المستحدثة، فإن مستخدمي الحذاء لا يشعرون فقط بمزيد من الراحة ولكنهم في حقيقة الأمر يستطيعون بالفعل توفير قدر يصل إلى 20٪ من الطاقة المبذولة في الحركة عند العدو ما يجعله من الممكن توجيه تلك الطاقة إلى الحركة لمسافات أبعد أو ممارسة أنشطة إضافية مختلفة.
تتوافر تلك التقنية وتقنيات أخرى شبيهة في أحذية عديدة متوفرة بالأسواق فعليًا، ولا شك في أنك ستشعر بالفارق من اللحظة الأولى لاستخدامها، ولا تختلف تكلفتها كثيرًا عن الأحذية التقليدية المعتادة.
نظارات شمسية بأذرع مغناطيسية: Kore Neo-Lock
تم تمويل هذا المنتج من خلال حملة ناجحة للتمويل الجماعي عبر الإنترنت. تعتمد فكرة نظارات Kore Neo-Lock الشمسية على التغلب على واحدة من المشكلات الشائعة التي تواجه مستخدمي النظارات الشمسية عند التنقل وهي فقد النظارات الشمسية أو سقوطها على الأرض.
تستخدم تلك النظارات قطعًا مغناطيسية قوية تم إخفائها بداخل أذرع النظارات، وهو ما يجعل المستخدم قادرًا على تثبيتها نظريًا في كل ما يرتديه من ملابس وكذلك في عدد كبير من الأسطح والحقائب وغيرها دون أن يفقدها أو أن تسقط. طورت الشركة كذلك حامل للسيارة يعتمد كذلك على المغناطيسية بحيث يتم تثبيته في السيارة وتلتصق به النظارات مباشرة.
ونظرًا لأن مفهوم حملات التمويل الجماعي عبر الانترنت يجعل المنتجين قادرين على تصميم منتجات تتجاوب مع احتياجات مستخدميهم دون الخوف من فشل مبيعات المنتج، الذي يكون قد تم بيعه بالفعل قبل طرحه أو إنتاجه، فان الشركة المصممة لتلك النظارات اتجهت إلى استخدام مواد جديدة كليًا في إنتاج هذا المنتج مثل “البلاستيك الحراري” القادر على تحمل درجات حرارة تتجاوز 200 درجة مئوية وعوامل أخرى مثل الماء المالح والصدمات.
النظارات الشمسية الأنحف في العالم: Roav
تنتمي هذة الشركة هي الأخرى للولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا إلى ولاية كاليفورنيا. ويكمن الابتكار التقني في تلك النظارات الشمسية، ليس في حقيقة أنها الأنحف في العالم بحسب الشركة المنتجة أو لكونها كذلك الأخف وزنًا بوزن لا يتجاوز 20 جرامًا فقط، ولكن يكمن الابتكار الفعلي هنا في القطعة المفصلية المستخدمة في جعل النظارات قابلية للطي لهذا الحجم الصغير.
طورت Roav تقنية جديدة للقطع المفصلية، تحمل اسم، Micro Hinge، تستخدم للمرة الأولى تعتمد على قطعة مفصلية مصنوعة من الحديد عالي التحمل المقاوم للصدأ تم نحتها بعناية بداخل أذرع النظارات نفسها باستخدام تقنيات قطع وتشكيل المعادن دون تركيب، دون براغي، ودون أية قطع متحركة أو تركيبية اضافية.
وفقًا للشركة فإن الاطار والتقنية المفصلية نظريًا غير قابلة للكسر، بالإضافة إلى ذلك فالنظارات مزودة بعدسات عالية الجودة مقاومة للشمس ومتوفرة بتصميمات متعددة تعتمد جميعها على اللمسات التقنية المفصلية نفسها.