تُعد شركة “هاومي – Huami” هي المُنتج الأكبر للتقنيات القابلة للإرتداء “Wearables” في العالم حاليا بأكثر من 50 مليون مُنتج تم بيعه. وبالرغم من كون الشركة الأمريكية تأسست عام 2014 في كاليفورنيا، إلا أن نجاحها في الحصول على إستثمارات عملاقة بقيمة تجاوزت 35 مليون دولار من عدة جهات مُمولة من بينها “شاومي – Xiaomi” الصينية العملاقة، والتي أصبحت “هاومي” الآن المُصنع الرسمي لسوارها الذكي – mi band – وعدة أجهزة أُخرى قابلة للإرتداء تُنتجها الشركة، جعل منها سريعا واحدة من أكبر الشركات حول العالم في هذا المجال.
في السطور التالية، نضع الساعة الذكية الأحدث التي تُنتجها الشركة، Huami Amazfit Stratos ، تحت الإختبار .. سأقوم بعرض هذة المراجعة في ثلاثة أقسام؛ الجيد، ما يحتاج إلى تطوير، والتقييم النهائي ..
الجيد:
1. البنية والتصميم:
هذة الساعة تُباع بسعر تجزئة مُقترح يبلُغ 200 دولار أمريكي، وهو ما يُوازي نصف سعر ساعة “أبل” وأكثر قليلا من نصف سعر ساعة “سامسونج”. بوضع المُنافسين في الحسبان، وبعيدا عن الخواص والمميزات التي سنتناولها لاحقا، فأنت تحصل على مُنتج يبدو أقيم كثيرا من سعره الفعلي الذي ستدفعه للحصول عليه. صُنع هيكل الساعة من ألياف الكربون باللون الأسود الفخم، والنتيجة هي بنية فاخرة وصلبة مُقاومة للماء حتى 5 أضعاف الضغط الجوي ومُقاومة للصدمات. أجادت “هاومي” بشدة في تصميم هيكل الساعة، الذي يبدو فخم ومُتقن، وكذلك في إختيار شاشة العرض عالية الجودة التي أضافت إلى المظهر الفاخر للساعة. سوار المعصم ليس على الدرجة ذاتها من الفخامة والجودة، فهو سوار رياضي من المطاط، ولكنه فقط “مُعتاد” إلى الحد الذي لا يُضيف الى فخامة الساعة ولكن لا يُنقص كذلك من جمالها.
2. نظام رياضي مُتكامل:
تُقدم الشركة تلك الساعة بالأساس في صورة أداة رياضية لمتابعة النشاط البدني والأداء الرياضي. ولا تُخيب Amazfit Stratos الأمل في هذا المجال مُطلقا، فتُقدم الساعة 12 وضع مُختلف لمتابعة أداءك الرياضي في رياضات مُختلفة، مع خواص ومزايا مُعدة خصيصا لكل رياضة على حدة. بمعنى؛ يتم إختيار وضع الرياضة المناسب قبل البدء بممارسة كل رياضة من واجهة إستخدام الساعة نفسها، وعند إختيار وضع التنس على سبيل المثال فإن الساعة تقوم بتسجيل عدد الضربات التي قُمت بتسديدها بالجهتين الأمامية والخلفية (backhand) لمضرب التنس، وكذلك بيانات حول قوة ضربة الكرة وسرعتها الخ، وتختلف تلك البيانات الخاصة بكل رياضة بحسب نوع الرياضة نفسها وليست مُجرد تكرار لنفس البيانات الثابتة مثل السعرات الحرارية التي يتم حرقها والمسافة التي تم قطعها وغيرها من البيانات الإفتراضية.
3. نظام الملاحة والتوجيه:
تدعم Amazfit Stratos نظامي الملاحة GPS و GLONASS، وتستخدم الساعة الذكية النظامين في الوضع المُخصص للمشي والتنقل في المُرتفعات بحيث تُظهر الشاشة خريطة صغيرة الحجم تُظهر للمُستخدم الوجهة التي يسير فيها وكذلك الطريق الذي قطعه بحيث يُمكنه إستخدام الساعة في الملاحة للعودة من حيث بدأ. تعمل تلك الخاصية بكفاءة ودقة كما نالت طريقة عرض الخريطة المُصغرة إعجابي.
4. شاشة العرض:
تُقدم شاشة العرض إضاءة جيدة، والتي يُمكن التحكم بها من 5 درجات مُختلفة وتسمح للمُستخدم برؤية الشاشة بوضوح حتى في إضاءة النهار المُبهرة. الألوان جيدة للغاية، والخلفيات السوداء داكنة. تعمل الشاشة أيضا طوال الوقت ولا تتحول الى وضع خاص لحفظ الطاقة ما يجعل الساعة تبدو مُلفتة طوال الوقت.
5. البطارية:
تحمل Amazfit Stratos بطارية قادرة على العمل دون مشكلات لمدة 5 أيام متواصلة من العمل المُعتاد. من خلال تلك التجربة وجدت أنه ربما مع الكثير من إستخدام خاصية الملاحة لن تحصل على هذا الزمن، إلا أنه بشكل عام وفي الظروف العادية فإن من التشغيل ممتاز لتلك الفئة من الساعات الذكية، وربما أفضل من الكثير من المنافسين.
ما يحتاج الى تطوير:
١. مزيد من الإستقلال:
ربما كأداة رياضية تستطيع هذة الساعة القيام بالكثير، أيضا تحمل Amazfit Stratos ذاكرة داخلية بسعة ٤ جيجا بايت يُمكن إستخدامها في تحميل ملفات صوتية والإستماع إليها بشكل مُستقل تماما من خلال تطبيق مُشغل صوتي على الساعة ولا يحتاج الى وجود هاتف ذكي للتزامن معه للقيام بتلك الوظيفة. إلا أنه بخلاف ذلك فإن الساعة بالأساس تعمل كمُساعد للهاتف المحمول لإظهار التنبيهات الخاصة بالرسائل والتطبيقات وإستقبال المُكالمات. كنت أود أن أرى المزيد من التطبيقات المُستقلة التي يُمكنك أن تستفيد بها من الساعة مُباشرة دون الحاجة الى هاتف، كذلك لم تنال إعجابي فكرة أنك تحتاج الى هاتف ذكي لإعداد الساعة للإستخدام للمرة الاولى.
٢. شاشة العرض:
نعم، تُصنف شاشة العرض من بين مميزات وعيوب هذة الساعة الذكية. بالرغم من الألوان الرائعة، والإضاءة الجيدة في ضوء النهار، إلا أن زاوية رؤية الشاشة ليست بالمُستوى المطلوب مع كثير من الإنعكاسات، ما يحتاج الى النظر مُباشرة الى الساعة لرؤية جيدة.
٣. واجهة الإستخدام:
أضع هنا هذة الساعة في مُقارنة مع الساعات الذكية الأعلى سعرا، مثل ساعة “أبل”، وربما تبدو المقارنة ظالمة بعض الشئ، إلا أن المُستخدم اليوم بات ينتظر مُستوى مُلفت من الإبهار عندما يتعلق الأمر بواجهة الإستخدام. لا تُصنف واجهة الإستخدام هنا بانها مُزعجة، ولكنها قد تستفيد كثيرا من بعض التحسينات والإضافات لتُصبح أكثر جاذبية.
التقييم النهائي:
تُقدم Amazfit Stratos باقة من الخواص الرياضية المثالية، مع نظام ملاحة مُدمج، وبطارية تدوم لخمسة أيام تحل ببساطة في قائمة الخيارات الأفضل في فئة الساعات الرياضية الذكية، وبسعر لا يتجاوز 200 دولار أمريكي فهذة بالفعل واحدة من تلك المُنتجات التي تُعطيك مُقابل مثالي لما تُنفقه عليها من مال. ليست هذة هي الإختيار المثالي في فئة الساعات الذكية لمن لا يهتم للخواص الرياضية، وهو المُستخدم الذي يبحث عن واجهة إستخدام جذابة، مئات الأشكال لطريقة عرض الوقت، وتطبيقات عديدة مُستقلة تجعله يستخدم ساعته كبديل عن هاتفه المحمول في كثير من الأوقات، لهؤلاء الخيارات الأُخرى من “أبل” و “سامسونج” ستُقدم لهم ما يبحثون عنه ولكن بفارق في السعر.