لم يعد يخفى على أحدٍ أن هواوي تنمو بشكلٍ سريعٍ عامًا بعد عام، ليس فقط في مبيعاتها وحصتها السوقيّة التي تتراوح من المركز الثاني إلى الثالث عالميًّا –وحتى محليًّا في السوق السعودي- بين نتائج ربعٍ وربعٍ آخر، بل حتى في جودة هواتفها وإضافاتها الحقيقيّة فيها، من جودة تصنيعٍ وتصميم، إلى قدراتٍ ذكيةٍ للهاتف تضيف فارقًا حقيقيًّا للمستخدم، وهو ما شاهدناه مع عائلة هواتف ميت 20.
لذلك، سُعدتُّ بعمل لقاءٍ مع السيد: جيان جياو، رئيس مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك في أسئلةٍ تنوعت ما بين الميت 20، وتطلعات هواوي للمستقبل في مجالاتٍ عدة كالذكاء الاصطناعي.
في بداية اللقاء أشار السيد جين إلى حجم الطلب المسبق الكبير لهاتف ميت 20 برو بالمقارنة مع سابقه الميت 10 برو، حيث فاقه بعشرة أضعاف، مفتخرًا هنا بالتصميم الأيقوني المبتكر للميت 20 وتحديدًا منطقة الكاميرات الخلفية، حيث سيعرف أي شخصٍ أنك تحمل في يدك هاتفًا من عائلة ميت 20.
- شاهدنا ساعة هواوي Watch GT الجديدة التي أطلقتموها تعمل بنظام Lite OS الخاص بهواوي، أعتقد أنها خطوةٌ جيدةٌ للساعات –بما أنه ما زال سوقًا جديدًا- لكن ماذا عن هواتف هواوي؟ هل الشركة تعمل على نظامها الخاص للهواتف؟ العام الماضي سألت السيد بروس لي مدير سلسلة هواتف الميت، وكانت إجابته بلا، ماذا عن إجابتكم اليوم؟
ليست لدينا أي خطةٍ بذلك حتى الآن، ولكن إذا كنت تسأل: هل لدى هواوي القدرة؟ نعم بالطبع نحن نملك ذلك، لكن الأمر ليس عن القدرة فقط، إنه عن الـ(Ecosystem – المنظومة المتكاملة) أيضًا إذا كانت جاهزة، الأمر يدور حول جلب القيمة للمستخدمين، إذا كان الأمر سيجلب القيمة، نعم لنفعلها، لكن إذا كان لا، فلماذا؟
في الوقت نفسه هذا لا يعني أننا لا نملك القوة أو القدرة، نحن نستطيع، ولكننا أيضًا نبحث عن الإضافة والفارق الذي سنقدمه للمستخدمين.
بالعودة لمحوري الأساسي عن جلب القيمة للمستخدمين، إذا تحدثنا عن ساعة Watch GT ونظامنا الخاص فيها، لو شاهدت جميع الساعات الذكية فستعرف بأن البطارية هي أحد مشكلاتها حاليًّا، لكن ساعة Watch GT تملك بطاريةً تفوقهم جميعًا، فتصمد حتى 14 يومًا من الاستخدام، لذلك هذه قيمةٌ كبيرة نجلبها للمستخدمين.
السيد جين أشار أيضًا إلى مسألة وجود القلم في سلسلة هواتف الميت، وتساءل مجددًا: هل هذا سيقدم قيمةً حقيقيّةً للمستخدم؟ نعم قد يمثل للبعض، لذلك قدمنا قلمًا لهذه الفئة المحدودة من المستخدمين –الميت 20X– لكن أن نقدم قلمًا لجميع المستخدمين؟ ليس لدينا هذا التوجه.
- هل سيتوفر هاتف ميت 20X في الشرق الأوسط؟
لا، نحن لا نفاجئ المستخدم ونضعه في حيرةٍ من أمره مع هواتف كثيرة ومتعددة قد لا تناسب احتياجاتهم، وبالمناسبة هو متوفرٌ في دولتين فقط حول العالم، الصين وماليزيا.
- ماذا عن الكاميرات الثلاثة في الميت 20؟ هل لديكم رؤية لزيادتها مستقبلًا؟ وماهي الإضافة الحقيقيّة منها؟
عند إطلاقنا أول هاتف في العالم بكاميرا خلفية مزدوجة، سخر الكثير من هواوي مشيرًا إلى أن الكاميرا الخلفية الواحدة جيدة، فلماذا زيادة عدد الكاميرات؟
هل تعرف؟ إحدى الشركات العالمية في ذلك الوقت كانت تريد وجود الكاميرا المزدوجة أيضًا في هاتفها، لكنها تأخرت، هل تعرف ما السبب الحقيقي؟ لأن المسألة ليست بتلك البساطة، إذا كنت تملك كاميرا واحدة، التركيز عليها وعلى معالجتها للصور سهل، لكن مع عدستين، فالأمر أبعد وأصعب من ذلك، وهو ما لم تستطع الشركات عمله وحله بذلك الوقت، وكنا سبّاقين بذلك.
لكن مع ذلك فالمسألة ليست زيادة الكاميرات فحسب، بل عن الفائدة الحقيقيّة المرجوّة من ذلك، وهو ما تراه اليوم في هاتف ميت 20، فهناك العدسة الواسعة التي تعرض لك جزءًا كبيرًا من المشهد أمامك، والتكبير البصري حتى 3 مرات، والوضع الليلي، والتصوير عن قرب، هذه إضافاتٌ حقيقيةٌ تفيد المستخدم في حياته اليوميّة وتجعله أكثر إبداعًا ومعنى، هذا هو عملنا.
- ماذا نستطيع أن نتوقع أكثر وأكثر من الذكاء الاصطناعي في هواتف هواوي؟ أعتقد أنه مثيرٌ للإعجاب الآن، لكن ماذا عن مستقبله في هواتفكم؟
في الوقت الراهن تطبيقنا للذكاء الاصطناعي في هواتف ميت 20 تطور كثيرًا، وهو يقدم قيمةً كبيرةً للهاتف بالمقارنة مع أي هاتفٍ في السوق، لكننا ما زلنا غير راضين عنه حتى الآن، لأننا نحتاج أن نجد أكثر، حتى يجد الناس قيمةً حقيقيّةً أكثر وأكثر لذلك في أعمالهم، وهذا ما يجعلنا نستمر في الاستثمار في هذا المجال.
- أين ترى مستقبل الهواتف الذكية؟ أين تركزون بالضبط في اتجاهكم؟
هواوي تسير باتساق في ثلاثة أبعاد.
أولًا: المعالجات، سرعتها، قدراتها وقدرات والذكاء الاصطناعي فيها.
ثانيًا: ترشيد استهلاك الطاقة، وبالتأكيد أنك لاحظت كيف أن بطاريات هواتفنا ممتازة، ما يجعلها متفوقةً على جميع الهواتف، الشحن السريع، متفوقةً بالمقارنة مع جميع تقنيات الشحن السريع حاليًّا، سنستمر في الاستثمار في هذا الاتجاه.
وثالثًا: الإنسان والآلة وجهًا لوجه، وواحدةٌ من أكبر تطبيقاتها الآن عمليًّا هي الكاميرا، فكاميرا الهاتف الآن هي عين حرفيًّا، بل إنها ذهبت لقدراتٍ أكثر من ذلك، فهي تقرأ الباركود، تصور في ظروف إضاءةٍ منخفضة، تتعرف على الأجسام، إنها نوعٌ من التفكير في الهواتف حاليًّا.
إلى جانب ذلك أضاف السيد جين عن استثمار هواوي في البحث والتطوير عامًا بعد عام، حيث ذكر إن أكثر من 10% من إجمالي المداخيل السنوية للشركة يتم استثمارها في البحث والتطوير، وهو ما يسمح لهم بالتطور وإضافة التقنيات المهمة أكثر عامًا بعد عام. وفي هذا المجال فقد استثمرت هواوي العام الماضي أكثر من 13 مليار دولار في مجال البحث والتطوير وهو ما يمثّل 14.9% من إجمالي المداخيل السنوية.