مقالات

للمدونين: كيف تجعل المؤثرين يشاركون محتواك مع جماهيرهم

للمدونين: كيف تجعل المؤثرين يشاركون محتواك مع جماهيرهم

التسويق عبر المؤثرين ليس مقتصرًا فقط على الشركات للأفراد؛ فيمكنك استخدام هذه الاستراتيجية الفعالة كمدون أو حتى كشركة لتسويق المحتوى الذي تنشره على مدونتك.

من أبرز المؤثرين في مجال التواصل الاجتماعي والتسويق عربيا، المؤثر خالد الأحمد، مدير قسم التواصل الاجتماعي بشركة زين الأردنية، تم تصنيفه من قبل توتير سنة 2012 كواحد من أكثر مائة مؤثر عربي، يقول موقع  هف بوست HuffPost الإخباري الشهير بأن خالد يعتبر واحد من الأدمغة المبدعة في مجال التسويق والتواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط.

ليس هذا فقط، مسيرة خالد حافلة بالإنجازات في المجال، لو كنت لا تعرف من هو خالد الأحمد فإليك بعض المعلومات السريعة عنه:

    • فائز بجائزة أفضل مدرب في مجال التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط لسنة 2015
    • لديه ما يزيد على الثمانين ألف متابع على من تويتر وفيس بوك
    • فائز بجائزة مؤثر العام في الأردن لسنة 2016

هذا بجانب عدد كبير من المحاضرات والندوات التدريبية التي يقدمها كل فترة في مجال التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من البديهات أن مؤثر كخالد الأحمد سيكون محط اهتمام كل الشركات الناشئة والمدونين أمثالي وأكاد أجزم بأنه يحصل على عشرات الرسائل التسويقية يوميا على بريده الإلكتروني من أشخاص مثلي ومثلك يهدفون لكسب انتباهه وجعله يشارك محتواهم، منتجهم أو يوصي بهم على منصات التواصل الاجتماعي.

كسب انتباه شخص مشغول جدًا كخالد الأحمد يستدعي منك أن تلم بكل صغيرة وكبيرة حوله كشخص حتى تستطيع أن تجعله يقرأ رسالتك البريدية أولاً ويرد عليها ثانيًا.

السؤال الآن: كيف استطعت كسب انتباه خالد الأحمد وجعله يشارك مقالتي الجديدة على حسابه على الفيسبوك في أقل من ساعتين من إرسال رسالتي البريدية إليه؟

البحث ثم البحث، بطبيعة الحال كنت أتابع خالد الأحمد من فترة ولكن لم أكن أعرف عنه الكثير، لذا متابعتي له وحدها لا تخول لي مراسلته، لأن هناك العشرات مثلي ممن يتابعون خالد. البحث المطلوب إجراءه هنا هو اكتشاف شخص خالد الإلكتروني ونوعية المحتوى الذي يفضل مشاركته على حساباته الاجتماعية، فالمؤثرون حريصون جدًا وينتقوا بشدة ما ينشروا حتى لا يضروا سمعتهم.

أهم خطوة الآن هي التأكد من أن مقالك الذي تنوي تسويقه يستحق فعلاً بأن يتم مشاركته على نطاق واسع من خلال المؤثرين.

أكتب أفضل مقال على الإطلاق

لا تتفاجأ إن عرفت بأن مقدار ما يتم نشره هو 2,000,000 تدوينة يوميًا على الإنترنت، لهذا ستجد أن إلزامًا عليك أن تكتب مقالة دسمة وثرية حتى تبرز من بين هذا الحشد الهائل من الكلمات.

لا يوجد تعريف حقيقي معين لجملة “مقالة دسمة” فلكل مدون نظرته الخاصة للمحتوى الدسم والمفيد، لو سألت بعض من أفضل المدونين الموجودين في الساحة العالمية ستحصل على إجابات متنوعة ومختلفة كالتالي:

  • نيل باتل: أكتب محتوى طويل ومدعم بالإحصائيات والمصادر الدقيقة وأطعمه بالصور التوضيحية ودراسات الحالة وإطارات العمل حتى يخرج القارئ بمعلومة يطبقها على العمل الخاص به.
  • بنجي هيام: أكتب محتوى يعمل على حل مشاكل شريحتك المستهدفة.
  • تيم سولو: أكتب محتوى استراتيجي يعمل على تعزيز قوة المدونة الخاصة بك، أي محتوى تكتبه إن لم يلعب دورًا لمساعدة شركتك على النمو فمن الأفضل عدم كتابته من البداية.

بالرغم من تنوع واختلاف تلك التعاريف إلا أنها كلها تصب في معنى واحد ألا وهو أن يعمل المحتوى الخاص بك على مساعدة القارئ على الانتقال من النقطة (أ) (المشكلة أو العقبة التي يعاني منها حاليًا) إلى النقطة (ب) (الحل الذي يبحث عنه).

بالنسبة لي، فقد قمت بدراسة استراتيجيات التسويق بالمحتوى الخاصة بشركة حسوب وبعد ذلك قمت بتحويل تلك الدراسة إلى مقالة دسمة من 3000 كلمة.

راسلت العديد من المسوقين والكتاب من ذوي الخبرة في المجال وأخذت رأيهم بالمقالة قبل أن أقوم حتى بنشرها وكلهم أكدوا لي بأنها مقالة من الطراز الأول (كان شعوري وقتها لا يوصف). هذا عزز ثقتي أكثر بأن أتواصل مع مؤثرين في المجال لنشر المقال على نطاق أوسع كخالد الأحمد. تغريدة واحدة من خالد الأحمد على حسابه بتويتر كافية بأن توصل المقال لجمهور متلهف لاستهلاك المعلومات الجديدة حول التسويق.

اعط المؤثر سبب مقنع لقراءة مقالتك

كما تناولنا الآن، العنصر الأكثر أهمية في معادلة التسويق عبر المؤثرين هو أن تعرض عمل قوي قمت به، يستحق فعلاً أن يتم مشاركته من قبل المؤثر الذي ستراسله. صراحة، لم أتوقع أن يقوم خالد بمشاركة مقالي مع جمهوره، فأنا بالنسبة له مبتدئ مقارنة بالمخضرمين في السوق. مجرد مدون آخر يريد منه أن يقرأ مقالته، لكن بدراستي لخالد تمكنت من جعله يغير نظرته لي، فأنت لست مدونًا آخر، بل أحد متابعيه الأوفياء الذي يحاول أن يفيده بمجهوده الخاص.

العامل الأساسي لنجاح هذه الاستراتيجية هو أن تعطي للطرف الآخر (المؤثر) سبب مقنع لقراءة مقالتك وللقيام بذلك عليك معرفة اهتمامات وميول هذا المؤثر، ومن ثم تستطع القيام بذلك من خلال طريقتين بسيطتين وسأستعرضهما بمزيد من التفاصيل فيما يلي:

الطريقة الأولى: جد صلة لربط مقالك بالمؤثر

قم بسبر أغوار حسابات المؤثر(ين) على مواقع التواصل الإجتماعي، ما هي رياضته المفضلة؟ أو فيلمه المحبوب؟ هل يمارس هواية معينة؟ هل هو مُعجب بعمل شخص ما أو شركة ما أنت أيضا تُحبها مثله؟

حاول أن تصل لرابط معين تستطيع أن تدرجه في الإيميل الذي سترسله، سأتحدث عن ذلك لاحقًا، لكن الأهم أن تُريه بأنك فعلاً أجريت بحثك قبل أن تقوم بمراسلته.

أثناء بحثي صادفت معلومة رائعة عن خالد وهي أنه يعشق المحتوى الدسم والثقيل بمحتواه، بل أنه حتى قام بإنشاء صفحة على موقع سكوبيت scoop.it ليشارك فيها تفضيلاته من المحتوى الذي يقرأ باللغتين العربية والانجليزية.

إذا لم تصل لرابط محدد تستطيع استخدامه من خلال بحثك في حساباته الاجتماعية، فالحلول دائما موجودة، أفضل حل أنصحك به هو الإعجاب بالمنشورات التي ينشرون والتعليق عليها وقراءة المحتوى الذي يكتبون وترك تعليقات مفيدة وقوية عليها حتى تحظى ببعض الانتباه – الهدف هنا هو محاولة جعل اسمك مألوفًا للمؤثر.

فمثلاً هذا التعليق من راين ستوارت جعله يحصل على رابط خلفي لموقعه من خلال كتابة تعليق قوي ومبني على تجربة وهذا ما أنصحك القيام به (راين لم يعد بحاجة إلى إرسال إيميل بعد هذا التعليق):

الطريقة الثانية: استمع للمقابلات التي أجروها في الماضي

ابحث عن مقابلات قاموا بها في الماضي أو حتى بودكاست شاركوا فيه، انتبه للطريقة التي يتحدثون بها، كيف ينظرون للأعمال وكيف يفكرون؟ ماهي طرقهم المفضلة للقيام بأمر معين؟

دون أي ملاحظات تتعلق بشخصية المؤثر وأسلوبه.

الآن، لقد قمت بواجبك المنزلي إن صح التعبير على الوجه الأمثل وأصبحت تعرف المؤثرين الذين تنوي مراسلتهم حق معرفة.

السبب الرئيسي وراء عدم الحصول على رد من المؤثرين هو تجاهل هاتين الخطوتين البسيطتين. إن كنت لا تصدقني تجاهلهما وحاول مراسلة أحد المؤثرين و سينتهي المطاف برسالتك في سلة القمامة.

حدد المؤثرين الذين تنوي مراسلتهم بدقة

من غير المنطقي أن يقوم مؤثر في مجال الطبخ بمشاركة مقالة عن التسويق بالمحتوى ونفس المبدأ ينطبق على أن ليس كل من شارك – مثلا- مقالا عن التسويق من قبل لا يعني أنه قد يشارك مقالة مستقبلية عن نفس الموضوع، لذا يجب أن تختار المؤثرين الذين يغطون مجالك ويكتبون عنه باستمرار.

لمعرفة المؤثرين المناسبين تستطيع استخدام بعض أدوات المحتوى لهذا الغرض، شخصيا، أفضل أداة باز سومو buzzsumo.com، توجه لموقع الأداة، لحسن الحظ فإن الأداة توفر لك خيار التجربة المجاني، قم بفتح حساب ثم سجل الدخول واتبع التعليمات الموضحة بالصورة التالية:

للمدونين كيف تجعل المؤثرين يشاركون محتواك مع جماهيرهم

في خلال ثواني ستكون أمام مجموعة من المؤثرين المناسبين، لذا أنصحك بإنشاء مستند على جوجل درايف يحتوي على المعلومات التالية:

  1. اسم المؤثر
  2. مجال المؤثر
  3. عدد متابعيه على تويتر وفيس بوك كل على حدا
  4. البريد الإلكتروني الخاص بالمؤثر
  5. ملاحظة: في هذه الصفحة قم بوضع الرابط أو الصلة التي وجدت أثناء بحثك لكي تستخدمها في رسالتك التي ستكتب، تذكر بأن كل مؤثر يختلف عن الثاني حتى لو تقاسما نفس المجال.

الخطوة الأولى: اعثر على بريده الإلكتروني

لن أطيل في شرح هذه الجزئية لإنه  تم تغطيتها -بالفعل- من قبل مئات المرات ولكن سأختصر عليك الوقت وأرشح لك أفضل المصادر التي وجدت أثناء قرائتي عن الموضوع وهي:

3 Ways To Find Any Email Address

How to Find Anyone’s Email Address for Free by Name

How to Find Someone’s Email Address By Siege Media

الخطوة الثانية: ابدأ بكتابة رسالتك البريدية

يجب أن تكتب رسالة مخصصة ومهيأة لكل مؤثر على حدا، وإلا فالمؤثر سوف يكتشف بأن رسالتك تم إرسالها لعشرات المؤثرين غيره وهذا إحساس بشع، حاول على الأقل أن تترك إنطبعًا جيدًا في رسالتك الأولى.

للأسف المصادر العربية حول الموضوع شحيحة بل حتى تكاد تكون منعدمة، لذا يبقى الخيار أمامنا هو استخدام المصادر الإنجليزية، فقم بالبحث عن نماذج من رسائل تم كتابتها (Influencer Pitch Templat) من قبل لكي تلهمك وتعطيك أفكار حتى تتمكن من كتابة رسالتك الخاصة.

عني، فقلد أُعجبت بالرسالة التي أرسلها مدير التسويق بشركة Ahrefs.com  إلى مدونة buffer :

وكما ترى فإن مقالته سيتم إدراجها في النشرة البريدية الخاصة بمدونة buffer  والتي يبلغ عدد المنخرطين فيها 45 ألف مشترك.  يالروعة الرسائل البريدية المخصصة والمهيأة بشدة!

هل تذكر ما قلته سابقا، بأن الإنبوكس الخاص بالمؤثر الذي ستراسله مليء بمئات الرسائل التي تتنوع عناوينها ولكنها تحمل نفس المعنى (أرجوك شارك مقالتي)، البحث الدقيق الذي أجريناه سابقا سيرفع من قيمة سهمنا بين فوج الإيميلات و هذا سيعطينا دفعة أمامية نحو كسب انتباه المؤثر.

قمتُ باستخدام الإيميل الخاص بتيم كمصدر إلهام وكتبت هذه الرسالة لخالد الأحمد:

ملاحظة: لقد قمت بكتابة رسالتي البريدية بسرعة بسبب بعض الظروف القاهرة آنذاك ولم أدققها لغوياً جيدًا، لا تقم بذلك، دقق رسالتك لغويا قبل إرسالها فلذلك أثر جميل.

دعنا نحلل سبب نجاح هذه الرسالة البريدية والذي أرجعه لثلاثة عوامل كما في الصورة:

  1.  هذه ليست مجاملة جافة وإنما لأريه بأنني أتابعه فعلاً وقد قرأت مقالته وشاهدت بعض الفيديوهات التي نشرها على قناته على اليوتيوب وكما أشرت لك سابقا، فحسابه على scoop.it  أكبر دليل على حبه للمحتوى الدسم.
  2. أنا أدرك بأنه مشغول جدًا لذا أعطيته نبذة مختصرة عن المقال ولماذا يجب عليه قراءته.
  3. لم أطلب منه مشاركة المقالة، فرأيه بالمقال يهمني أكثر.

بعد ساعتين من إرسال الرسالة البريدية إلى خالد حصلت على إشعار من الفيسبوك يفيد بأن خالد قام بمشاركة المقال:

اشكر المؤثر على مشاركة مقالتك وقدم له خدمة مجانية

المفروض أنك تبني علاقة طويلة الأمد ولا يجب أن يكون هدفك هو جعله يشارك مقالتك ثم تختفي، قم بشكره على مشاركة محتواك وقدم له خدمة مجانية، في حالتي، عرضت عليه أن أكتب له محتوى مجاني.

رد علي خالد قائلاً:

الخلاصة

  1.    شارك فقط أفضل عمل لك مع المؤثر المنشود
  2.    استخدم الرسائل البريدية الموجودة على الإنترنت كمصدر للإلهام لمساعدتك على كتابة رسالتك الخاصة التي تحتوي على بصمتك ولكن إياك ونسخها فأنت لست الوحيد الذي قرأها.
  3.       احرص كل الحرص على جعل رسالتك موجزة واختمها بCTA  بسيط وواضح

هل سبق أن تمكنت من جعل مؤثر ما يشارك مقالتك أو حتى منتجك؟ كيف فعلت ذلك؟ شاركني بالتعليقات تجربتك حتى نتعلم كلنا من بعضنا البعض ونثري هذه المادة  المميزة.

 


الكاتب: عباس صحراوي:  مؤسس وكالة نكتب لك، ومحلل استراتيجي للمحتوى. يساعد الشركات على جذب المبيعات باستخدام استراتيجية التسوق بالمحتوى من خلال استخدام التدوين خاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى