مقالات

لماذا تُمثل قائمة ترشيحات جوائز “إيمي” ٢٠١٨ للمسلسلات التليفزيونية لحظة فارقة لصناعة الإنترنت؟

لماذا تُمثل قائمة ترشيحات جوائز "إيمي" ٢٠١٨ للمسلسلات التليفزيونية لحظة فارقة لصناعة الإنترنت ؟

أُعلِنت في الثاني عشر من شهر يوليو الجاري القائمة السنوية الكاملة لترشيحات المسلسلات التليفزيونية الأمريكية المرشحة لنيل جوائز “إيمي – Emmy Awards” للعام الحالي ٢٠١٨. وتُعد جوائز “إيمي” هي الأشهر في مجال الإنتاج التليفزيوني إذ بدأ منحها للمرة الاولى في عام ١٩٤٩.

ترتبط التقنية إرتباطاً وثيقاً بالإنتاج السينمائي والتليفزيوني من حيث الوسائل والتقنيات المُستخدمة في الإنتاج، وغيرها من وسائل البث والعرض السينمائي والتسويق وغيرها، ولكن ليس هذا ما يعنينا هنا، حيث تحمل ترشيحات العام الحالي ظاهرة أُخرى تُمثل واحدة من اللحظات الفارقة لصناعة الإنترنت في العالم.

نجحت “نتفليكس – Netflix”، عملاقة البث الرقمي عبر الإنترنت، في قائمة هذا العالم في رسم صورة جديدة كلياً لواقع صناعة الإنتاج التليفزيوني بعد أن حققت للمرة الاولى في التاريخ ١١٢ ترشح لجوائز مختلفة من جوائز العام الحالي، مُتفوقة على شركة الإنتاج الأمريكية العملاقة HBO التي نالت ١٠٨ ترشح مُختلف.

بهذا الرقم التاريخي تُصبح تلك هي المرة الأولى في التاريخ التي تحصد فيها شركة إنتاج ينحصر بث مُحتواها على الوسائط الرقمية فقط على أكبر عدد من ترشيحات جوائز “إيمي” للإنتاج التليفزيوني في العام، وتُحطم في الوقت ذاته أُسطورة تاريخية تمثلت في إحتكار HBO لهذا اللقب لفترة إمتدت الى ١٧ عاما مُتصلة دون إنقطاع.

وفي الوقت الذي سيُسجل فيه هذا الإنجاز التاريخي بإسم “نتفليكس”، إلا أن الظاهرة تمتد لتشمل “أمازون” و “هولو – Hulu ” حيث تُنافس كل منهما أيضا على بعض جوائز هذا العام، ما يُؤكد بأن الأمر لا يُعد حدث فردي، وإنما بالفعل لحظة تحول تاريخية لبداية سيطرة شركات الإنترنت على الإنتاج السينمائي الضحم الذي إحتكرته شركات الإنتاج التقليدية لعقود طويلة.

يُذكر أن الظهور الأول لشركة من شركات الإنترنت في تلك القائمة المرموقة لترشيحات جوائز “إيمي” التليفزيونية كان في عام ٢٠١٣، أي مُنذ ٥ أعوام فقط، عندما حصدت “نتفليكس” ١٤ ترشحاً مُختلفاً بإنتاجها الشهير واسع الشعبية House of Cards. منذ ذلك الحين، تزايدت مُشاركات “نتفليكس” في تلك الجوائز السنوية عاما بعد عام حتى وصلت الى ٩١ ترشح للعام الماضي، ٢٠١٧، قبل أن تُحقق إنجازها التاريخي للعام الحالي.

من تلك اللحظة، لا أتصور أن تتراجع مُساهمات شركات الإنترنت والبث الرقمي في هذا القطاع، بل أنتظر أن تزداد سيطرتهم عليه، جنباً الى جنب مع تحول رقمي يبدو جليا للشركات التقليدية هي الأُخرى. ستشهد السنوات القادمة، في تقديري، مُساهمات أكثر تأثيرا من جانب شركات أُخرى، وبخاصة “أمازون” التي تبدو جادة للغاية في إستكشاف هذا المجال هي الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى