بالتزامن مع مشاركتها في معرض “كومبيوتكس – Computex” العالمي لهذا العام، والذي يُعقد حالياً في مدينة تايبيه التايوانية، كشفت “كوالكوم – Qualcomm” عن معالجها الجديد “سناب دراجون 850” والذي يُعد الأول من نوعه الذي تُنتجه الشركة مُستهدفة سوق الحاسبات المحمولة.
يُعد سوق شرائح السيليكون والمعالجات من الأسواق المُستقرة نسبياً، والتي لا يطرأ عليها الكثير من التغيير فيما يتعلق بالمتنافسين و سيطرتهم على الحصص السوقية المختلفة. كما يتحرك هذا السوق إلى الأمام بخطى ثابتة ومستقرة في معظم الأحيان ودون مفاجآت.
لم تكن “كوالكوم” يوما من المهتمين بسوق الحاسبات المحمولة، ربما نظراً لسيطرتها الهائلة على سوق شرائح السيليكون الخاصة بالهواتف الذكية، والتي إحتكرت الشركة نسبة 42% منها بنهاية العام الماضي 2017، أو ربما يرجع ذلك الى كون سوق معالجات الحاسبات المحمولة هو الآخر يخضع الى سيطرة تامة من “إنتل” و “إيه إم دي”، مع كون الأولى هي اللاعب الرئيسي في هذا المجال.
بحلول الربع الأخير من العام الماضي 2017، كانت “إنتل” تُسيطر على حصة سوقية تبلغ 76% من سوق معالجات الحاسبات، وهو أمر ليس بغريب عن العملاق الأمريكي الذي تصاعدت نسبة سيطرته على هذا السوق على مدار السنوات العشرة الأخيرة، مع تراجع مستمر لحصة AMD السوقية، التي لم تكن يوما الأكثر نجاحاً في هذا السوق، لكنها كذلك لم تنكسر يوماً أو تتنحى عن المنافسة.
جدير بالذكر أن المنافسة بين الغريمين التقليديين بلغت أوجها في العام 2006، حيث إقتربت الحصة السوقية للشركتين كثيراً من بعضهما البعض، وقاربت AMD في ذلك العام من الحصول على نسبة النصف في مبيعات معالجات الحاسبات حول العالم.
وبالرغم من أن تراجع AMD إستمر لفترة طويلة على مدار العقد الأخير بنسبة بسيطة ولكنها مستمرة، إلا أن الشركة تعافت مؤخرا من هذا التراجع المُستمر وإستطاعت التشبث بحصتها السوقية عند ما يقارب 25% من السوق مع إطلاقها لمعالجات “رايزن – Ryzen” الجديدة والتي لاقت رواجا لدى عملاء الشركة نظرا لإستهلاك الطاقة المحدود وكفاءتها.
يبقى السؤال الفعلي الآن هو، هل يبدو سوق معالجات الحاسبات جاهزاً لإستقبال منافس جديد في وقت باتت “إنتل” تُسيطر بصفة شبه كاملة على هذا السوق ؟
لا أميل إلى الإعتقاد بأن السوق سوف يُرحب بمنافس فعلي يُخشى على حصة “إنتل” السوقية من وجوده. ولكن بالنظر إلى معالج Snapdragon 850 الجديد الذي أطلقته “كوالكوم” ربما نستطيع أن نتفهم ما تُحاول الشركة أن تفعله هنا، فالفارق بين معالجات الهواتف الذكية – التي تطورت سريعاً حتى باتت بمثابة حاسبات صغيرة متعددة الإستخدامات – ومعالجات الحاسبات المحمولة لم يعد كبيراً.
قدمت “كوالكوم” معالج للحاسبات المحمولة بنكهة معالجات الهواتف الذكية، فهو يحمل شريحة إتصال تدعم الجيل الرابع، ويبني على جميع خواص معالجات “سناب دراجون” الحديثة ولكن مع بعض التعديلات التي تسمح بخفض حرارة المعالج وزيادة سرعته الى 2.9GHz.
لا أظن أن تتأثر حصة “إنتل” أو حتى AMD السوقية في المستقبل القريب بدخول “كوالكوم” إلى المنافسة، ولكن التغيير الذي أتوقع أن نراه على المدى البعيد سيتمثل في فئة الحاسبات المحمولة الصغيرة و الأجهزة المتحولة من فئات 2×1 وغيرها من الأجهزة التي تُعني أكثر بكفاءة الطاقة أكثر من إهتمامها بقدرات المعالجة الهائلة، وهو ما قد يخلق تأثيراً ما على المدى البعيد.