هل يأخذنا ذكاء قوقل الاصطناعي إلى عالم مختلف؟
بدأت عملاقة التقنية العالمية قوقل مؤتمرها السنوي I/O منتصف الأسبوع الماضي وفاجأت الجميع بإعطاء تقنية الذكاء الاصطناعي الحجم الأكبر من الحديث في مؤتمرها، حيث ركزت عليها كتقنية منفردة وعن إضافتها في جميع تطبيقاتها وخدماتها تقريباً.
وقامت شركة قوقل بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من الخدمات التي يتم استخدامها بشكل يومي، حيث قدمت شكل جديد للخرائط التي أصبحت تتعاطى مع المستخدم بتقديم اقتراحات مستمرة في كل مكان بناءً على تاريخ المستخدم السابق في البحث على محرك بحث الشركة أو الخرائط.
وقالت الشركة أنها تعمل عن تطوير تقنية VPS لتحل مكان GPS، أي أن المستخدم لن يكون قادراً على تحديد المواقع فقط عبر الهاتف الذكي، بل أنه سيكون قادراً على رؤية المكان بشكل كامل على الخرائط ورسم الطرق ليعرف المستخدم مكانه بالضبط بناءً على الشكل الحقيقي للمكان، وذلك باستخدام تقنية الواقع المعزز.
كما قامت الشركة بتحديث نظام الأخبار ليظهر بشكل أقرب ما يكون لاختيارات المستخدم نفسه، وهو الأمر النابع من بحث واهتمام المستخدم بشيء معين، لكن الأمر لم ينتهي على ذلك، لأن الشركة قالت أن نظام تعلم الآلة المستخدم في الأخبار سيقوم بترتيبها ضمن خط زمني حقيقي، أي أن الأخبار سيتم عرضها بشكل زمني مُرتب يشبه القصة، ولن يتم عرض خبر متأخر من موقع حول قصة محددة، مما يعني أن المستخدم لن يحتاج لتصفح أكثر من خبر مشابه بسبب اختلاف العناوين.
الأهم من ذلك، هو نظام مساعد قوقل الصوتي الجديد الذي أطلقته، والذي يجمع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة المختلفة ليظهر بشكل شبه مثالي، حيث أن النظام سيكون أقرب للطبيعة من السابق وبصوت حقيقي، وهو ما يُذكرني بفيلم Her 2013 عندما كان النجم واكين فينيكس يقضي وقته مع مساعده الصوتي، وفي نفس الوقت كان المساعد الصوتي يتعلم في كل يوم عنه وعن المستخدمين الأخرين ليصبح أكثر ذكاءً، الأمر الذي جعل المساعد الصوتي بمثابة الصديق السري الذي يعرف جميع أسرار واهتمامات المستخدم ولا ينساها، وهذا الشيء مشابه لما تحاول قوقل فعله مع مساعدها الحالي، حتى أنه سيكون مع الوقت بمثابة الصديق والمنبه لكل الأفعال اليومية وخاصة الروتينية منها.
ربما كان العنوان مبهماً في البداية، لكن مع تطوير قوقل لهذه التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مع مساعد صوتي مختلف، فإن المساعد الصوتي وحده سيكون قادراً على أخذنا بعيداً في عالم خاص يفهم جميع الاحتياجات رغم أنه صوت مُجرد من كل شيء إلا قدرته على التعلم المستمر.