هل تستمر شركات الهواتف بالاعتماد على آندرويد أم أن هناك بديل؟
نعرف جميعُنا أن شركات الهواتف الذكية المعروفة بعيداً عن آبل ومايكروسوفت تستخدم نظام تشغيل آندرويد الخاص بشركة قوقل، أي أن الشركات تتغذى بشكل رئيسي على خدمات عملاقة التقنية الأمريكية، وهو الأمر الذي له مزايا كثيرة بالتأكيد، لكنه يملك بعض العيوب التي توقف إنتاجية الشركات الأخرى.
وتقوم شركات الهواتف؛ مثل سامسونج، هواوي، شاومي، فيفو، إل جي، سوني، وغيرها من الشركات باستخدام ما يُسمى ROM خاص بهم لنظام تشغيل آندرويد، وهو ما يعني أن الشركات بإمكانها الولوج إلى نظام التشغيل الأساسي وتشكيله كما تريد على هواتفها، حيث تقوم الشركات في الغالب بتغيير واجهة المستخدم وبعض الأوامر بناءً على الإضافات في هواتفها، مثل هواتف جالاكسي مع زر المساعد الصوتي بيكسبي. إلا أن هذا الأمر بالرغم من أنه يوسع دائرة الاستخدام لتشمل مليارات المستخدمين للاستفادة من التقنية، فهو يساعد في بقاء نظام التشغيل المُميز معتمداً في تطويره على قوقل.
ورغم أن هذا الأمر على عكس الاحتكار الشامل مثلاً مع نظام آي أو اس الخاص بآبل أو ويندوز الخاص بمايكروسوفت، إلا أنه يُعتبر بطريقة غير مباشرة احتكار لشركة قوقل والتي بالرغم من توفيرها النظام للجميع، إلا أنها تبقى المُتحكم فيه وبمن يستطيع استخدامه، وهو ما يُشكل مشكلة أحياناً في حال تعرضت احدى الشركات للمشاكل مثل ZTE وحظر الشركات الأمريكية من التعامل معها، ونفس الأمر بالنسبة لهواوي التي بدأت الحكومة الأمريكية بالتحقيق معها على نفس قضية ZTE.
بديل آندرويد
وفي الحقيقة أن خبر هواوي كان السبب لكتابتي المقال، حيث أنه بمجرد بدء الحكومة الأمريكية بالتحقيق معها، ظهرت أخبار تتحدث عن تطوير الشركة لنظام تشغيل خاص بها، وهو الأمر الذي بدء منذ 2012 لكن بدون تأكيدات من الشركة، وهو العام الذي بدأت الحكومة الأمريكية بالتحقيق مع ZTE لانتهاك القوانين. أي أن هواوي كانت تضع في الحسبان التعرض لعقوبات هي الأخرى وتعمل على تجنب السقوط المُدوي في حال أوقفت شركة قوقل التعامل معها.
وبالرغم من أن هواوي ستفقد الكثير بترك نظام آندرويد، إلا أن تطوير نظام خاص يُمكن أن يقلل من حجم الخسارة، خاصة في حال استمرت الشركة بإنتاج هواتف بشكل رائع مثلما حدث مع بي 20 وبي 20 برو، الأمر الذي يُمكن أن يجعل المستخدم يترك نظام التشغيل السابق من أجل الاستمتاع بتقنيات وانتاجات هواوي.
ويُمكن القول أن هواوي لم تكن وحدها تعمل على تطوير شيء لنفسها ولو حتى استغنت عن آندرويد بإرادتها، حيث أن سامسونج قد بدأت العمل على نظام تشغيل خاص بها يُسمى تايزن “Tizen” من سنوات طويلة، وقد بدأت منذ حوالي 3 سنوات بإطلاق هواتف تعمل مع نظام التشغيل ولكن بشكل محدود وفي دول مثل الهند، حيث أنها ركزت في نظامها على رفع شعبيته بإطلاقه على هواتف بأسعار منخفضة، ثم أعلنت عن جوائز للمطورين الذي يقومون بتطوير تطبيقات خاصة بالنظام، وهو الأمر الذي يدل على رغبة الشركة بالتخلي عن آندرويد بشكلٍ أو بآخر، وذلك للاستفادة بأقصى درجة من إمكانيات منفردة مختلفة عن باقي الشركات، مثلما تفعل آبل أو مايكروسوفت.
خاتمة
رغبة الشركات دائماً ما تكون الاستقلال أو الانفراد في مجالٍ ما، وهو الأمر الذي يُجعل الشركات تسعى لتطوير أنظمة خاصة بها حتى ولو سمحت قوقل لها باستخدام آندرويد بشكل دائم، لذلك حتى ولو نجت هواوي من الحكومة الأمريكية وقراراتها، فإن الرغبة في تطوير نفسها بنظام تشغيل منفرد سيكون نابع من الرغبة في الوصول لأبعد مستوى في المنافسة. أي أننا يُمكن أن نشاهد شركات كبيرة تستغنى عن نظام قوقل أملاً في الوصول للمستخدمين عن طريق أنظمة تشغيلها.