ماذا يعني دخول “وايمو – Waymo” المنافسة في سوق خدمات النقل ؟ وكيف يبدو مُستقبل مُشاركة السيارات في العالم؟
في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، حصلت شركة “وايمو – Waymo”، المملوكة لمجموعة “ألفابت” المُشغلة لـ”جوجل”، على ترخيصها الرسمي كشركة لشبكات النقل في ولاية أريزونا الأمريكية. لمن لا يعرفها، تُعد “وايمو” هي الذراع المُختص بتطوير السيارات الذكية لدى “جوجل” و”ألفابت”. وكانت الشركة قد تأسست عام ٢٠٠٩ بهدف تطوير سيارات ذاتية القيادة بالكامل وحصلت على رُخصة مبدأية العام الماضي تسمح لها بتجربة سيارات ذاتية القيادة بالكامل بدون سائق في مدينة “فينكس” بولاية أريزونا.
منذ ذلك الحين، قطعت سيارات “وايمو” ما يزيد عن ٤ ملايين ميل من التجارب التي بدأتها بوجود مهندسين من الشركة بداخل السيارة لمُراقبة أدائها، ومن ثم خضعت تلك السيارات لتجارب مُستمرة من قبل مُستخدميين فعليين في نفس المدينة منحتهم الشركة فرصة تجربة تلك السيارات مجانا في التنقل يوميا الى أعمالهم وقضاء مصالحهم اليومية من خلال برنامج تجريبي مُغلق.
بحصولها على هذا الترخيص كشبكة نقل مُرخصة، تبدأ “وايمو” فعليا مرحلة جديدة تماما للإستفادة تجاريا من خدماتها، وتبدأ قريبا في طرح تطبيق للهواتف الذكية يسمح لقاطني الولاية بالإستفادة من التنقل بسيارات الشركة بمقابل مادي بطريق مماثلة تماما لخدمة “أوبر – Uber”، ولكن مع فارق جوهري وحيد، هو أن سيارات “وايمو” ذاتية القيادة بدون قائد وقادرة على العمل طوال ساعات اليوم دون توقف.
في حين تعمل “أوبر” نفسها منذ فترة على تطوير سيارات ذاتية القيادة هي الأُخرى، إلا أن نجاح “وايمو” بالفعل في إطلاق خدماتها أولا يضعها في موضع الريادة جزئيا في هذا السوق الذي لطالما كانت “أوبر” سباقة في إستغلاله. وكانت “وايمو” قد نجحت، في ضربة أُخرى موجعة لمنافسها، مطلع الشهر الحالي في الحصول على حكم قضائي يقضي بحصولها على حصة أسهم تبلغ ٠,٣٤٪ في شركة “أوبر”بقيمة تُقدر بما يزيد عن ٢٠٠ مليون دولار أمريكي بعد إدانة تلك الأخيرة بسرقة براءات إختراع خاصة بـ”وايمو” تتعلق بالسيارات ذاتية القيادة.
وتنوي “وايمو” دعم خدمتها التجارية لنقل الركاب بآلاف السيارات ذاتية القيادة من نوع Chrystler Pacifica فور إطلاقها، كما تنوي التوسع بالخدمة بإطلاقها في ٥ ولايات أمريكية أُخرى فور الحصول على التراخيص اللازمة لذلك.
وفي الوقت الذي قد لا تعنينا بشدة نتائج المنافسة بين الشركتين في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ما يعنينا بالفعل هنا، وما أجده أكثر أهمية، هو إنعكاسات دخول السيارات ذاتية القيادة في الخدمة لدى شبكات النقل الجديدة، أو ما كانت تُسمى بالماضي شبكات مُشاركة السيارات. إن دخول السيارات ذاتية القيادة الى هذا المجال لا يعني فقط خدمة أكثر إعتمادية على مدار ٢٤ ساعة دون توقف، ولكنه يعني كذلك بالأساس أنه رُبما في المُستقبل القريب، أو مُتوسط المدى – فإن مفهوم مُشاركة السيارات بحد ذاته سيندثر.
نشأت شبكات مُشاركة السيارات إستنادا على إحتياج البعض الى زيادة دخلهم من خلال مُشاركة سيارتهم مع آخرين في الأوقات التي تُناسبهم، ولكن بدخول السيارات ذاتية القيادة الى هذا المجال، فإننا نتجه بالأساس الى دخول الشركات الكُبرى، المُطورة لتلك السيارات، كبديل للمُستخدمين الذين إعتمدت الفكرة في الأصل على وجودهم.
لا أتصور أن يتحقق ذلك قريبا، كما سيتطلب الامر عدة سنوات أُخرى قبل أن ينتشر هذا الوضع الجديد في مناطق أُخرى أقل تقدما من العالم، إلا أن تلك الرؤية تبدو عاجلا أم آجلا الأقرب الى الحُدوث في المُستقبل.