يوتيوب وضرورة اعتماد التسلسل المهني الوظيفي في نظام الإعلانات
قرّرت منصّة يوتيوب قبل أيام قليلة إعادة النظر في آلية التعامل مع القنوات الشهيرة التي تُعتبر أيضًا شريكًا مُميّزًا في شبكتها الإعلانية تحصل بموجبها تلك القنوات على عائدات مالية كبيرة. ذلك القرار يأتي بعد أن قامت واحدة من القنوات الشهيرة بنشر فيديو مُسيء مُخالف لشروط الاستخدام، أدّى للكثير من الاحتجاجات، لتجد يوتيوب نفسها مُضطرة لإعادة التفكير في نظام الإعلانات من جديد مرّة أُخرى.
في 2017، تعرّضت المنصّة لنفس المشاكل بعد انتشار مقاطع فيديو تدعو للكراهية وتروّج للإرهاب، ظهرت عليها إعلانات لشركات شهيرة جدًا، الأمر الذي أغضب تلك الشركات ودفعها لمقاطعة إعلانات يوتيوب لأجل غير مُسمّى. وكرد فعل على تلك الأمور، أكّدت منصّة يوتيوب وقتها أن القنوات التي لا تملك عدد مُعيّن من المشاهدات لن تستفيد من شبكتها الإعلانية، وهذا للحد من المقاطع التي تُحاول الانتشار بسرعة كبيرة لتحقيق عائدات سريعة.
.@YouTube announces new eligibility requirements for video creators to join in its ads program so it can better control the platform for advertisers. https://t.co/4PHm6YKukr pic.twitter.com/a7WDvC2R6j
— Ad Age (@adage) January 18, 2018
مع مرور الوقت، سوف تتكرّر تلك المشاكل سواء بقصد، أو بغيره، فالشبكة تحوّلت لتنافس بين صُنّاع المحتوى الذين يرفعون سقف التحدّي يومًا بعد يوم أملًا في الانتشار عبر مقطع يدرّ الملايين عليهم ويذهب بقنواتهم إلى قائمة التميّز في شبكة يوتيوب الإعلانية، وهذه مُشكلة يجب أن تُعالجها المنصّة لأن يوتيوب لم تعد مكانًا لمشاركة مقاطع الفيديو، بل أصبحت وظيفة ومهنة بالنسبة للبعض يجنون منها قوت يومهم دون وجود أي مورد آخر، والقائمة تطول لا داعي للتطرّق لها.
بناءً على ما سبق، فإن يوتيوب بحاجة لتطبيق التسلسل الهرمي الوظيفي المُتّبع في الشركات الكُبرى، وبنفس الصرامة والفكر أيضًا، فمقطع واحد لا يكفي لأن يكون معيارًا كافيًا لاختيار شريك ذهبي وإضافته لقائمة التميّز لاستهداف المُعلنين.
يجب أن تُدرس قيمة القناة بنوع المحتوى المُقدّم فيها وبمدى توافقه مع سياسة الاستخدام، إضافة إلى تحديد فترة زمنية للدراسة، كتقييم أداء القنوات كل 3 أشهر، 6 أشهر، أو حتى كل 12 شهر، وهذا لمنح علاوات في الشبكة الإعلانية لمن يستحق وتجاهل البقيّة، أي إبقائهم ضمن الشريحة الافتراضية. وأي مُخالفة لشروط الاستخدام خلال تلك الفترة يجب أن لا تمر مرور الكرام ويجب أن لا تُفوّت، تمامًا مثل أي تأخير يرتكبه الموظّف، يتحوّل بعد مرّة أو اثنتين إلى خصم من الراتب.
الفترة الزمنية، والاستمرار، ومُعدّل تكرار الأخطاء، هي العوامل الأهم بالنسبة ليوتيوب التي يجب أخذها بعين الاعتبار دائمًا وأبدًا أيًا كان الأسلوب، ودراسة القنوات الموجودة ضمن قائمة المُتميّزين بشكل دوري أمر قد يجعل تلك القنوات في حالة مُراجعة ذاتية دائمًة لتجنّب خسارة هذه المكانة التي لا يجب أن تصل لها بالأساس دون تعب واستمرارية ضمن الضوابط لفترة زمنية طويلة تُثبت جدّية القائمين عليها، وإلا فإن تلك المشاكل ستظهر كل عام.