عوامل ساهمت في فشل نظّارات Spectacles من سناب شات
قال “جوني إيف” Jony Ive، مسؤول قسم التصميم في آبل، إن هواتف “آيفون إكس” ستقوم بعد عام بأشياء لم تكن قادرة على القيام بها وقت الإطلاق.
ما أراد “إيف” الإشارة إليه هو أهمّية أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية التي تُضيف لها وظائف باستمرار بعد الاستفادة من قدرات العتاد الموجود كالشاشة والمُعالج.
ولم اتطرّق لكلام “إيف” عن عبث، فـ “إيفن سبيغل” Evan Spiegel، الرئيس التنفيذي لشركة سناب، قال قبل فترة إنه يتوقّع نجاح نظّارات Spetcales تمامًا مثل نجاح أجهزة آيبود من آبل، فهي بيعت ببطئ في البداية، لتتحول فيما بعد لأجهزة تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ الشركة.
يُمكن تفهّم حماسة “سبيغل” على اعتباره صاحب الشركة. لكن ما هي سوى أسابيع قليلة حتى أعلنت الشركة عن خسارة 40 مليون دولار أمريكي بسبب تلك النظّارات، فمئات الآلاف من الوحدات لم تُباع وموجودة في المعامل والمستودعات دون زبون. وهنا يظهر التعارض بين الواقع وبين الأحلام، ولهذا أسباب كثيرة.
كشفت الشركة عن النظّارات للمرّة الأولى في شهر سبتمبر/أيلول 2016، وذلك بنشر صورة يرتدي “سبيغل” فيها النظّارة. وانتظرت بعدها شهرين تقريبًا قبل الإعلان عن توفيرها للمستخدمين. خلال تلك الفترة، نجحت الشركة في إثارة حماسة المُتابعين كونها منتج تقني جديد. كما أن بيعها عبر آلات بيع تتوفّر لفترة محدودة في مناطق جغرافية عشوائية أيضًا رفع الحماسة ودفع الجميع للاندفاع من أجل الشراء.
لكن الشركة وللأسف تأخّرت في إيصال النظّارات لمناطق مُختلفة حول العالم، فالسرعة في مثل هذه الأمور مطلوبة جدًا كون المُراجعات ستبدأ، وانتظار أكثر من خمسة شهور لتوفير النظّارة في أوروبا أو للطلب عبر المتاجر الإلكترونية أمر غير مفهوم في ظل وجود كمّيات كبيرة بالأساس لدى الشركة.
هذا الأمر أدّى لضياع الحماس الذي أصاب البعض، فالمراجعات السلبية كانت كثيرة جدًا، وبالتالي لم تعد هناك ضرورة أبدًا لاقتنائها. وإضافة للسابق، لم تُروّج الشركة للنظّارات بشكل صحيح، فهي لم تتعاقد مثلًا مع أشهر الناشرين على التطبيق لحثّهم على استخدام النظّارة لقاء مبالغ مالية. ولم تقم بتوفير قسم خاص داخل التطبيق فيه أشهر المحتوى المنشور باستخدامها.
أخيرًا، وبالعودة إلى إشارة “إيف”، فإن الشركة لم توفّر ميّزات جديدة أو تترك مجالًا لترقّب ما هو جديد بالنسبة للنظّارة، فوظيفتها ثابتة تقوم بتصوير الفيديو ونشره على حساب المستخدم فقط لا غير. وكان بالإمكان مثلًا توفير إمكانية التقاط صور للبحث عن مثيلاتها في مُحرّك بحث غوغل الذي يوفّر خاصيّة البحث عن طريق الصور بشكل افتراضي. أو مثلًا الاستفادة من بعض الشركات الناشئة في مجال الرؤية الحاسوبية لتحليل محتويات الصورة للبحث عن المُنتج الموجود فيها في المتاجر الإلكترونية، أو لعرض تقييم المُستخدمين لو كان المشهد لمطعم ما، أي تحويل النظّارة لمساعد رقمي بشكل أو بآخر.
مات الجيل الأول من نظّارات Spectacles وفشلت الشركة التي لا ينقصها هذا الأمر في ظل وجود فيسبوك. لكن إذا رغبت في العودة بجيل جديد فالأولى اعتماد فكرة نظام التشغيل والتحديثات الدورية لإضافة ميّزات، ويُفضّل كذلك الاعتماد على مساعد رقمي مثل “بيكسبي” على اعتبار دعمه للرؤية الحاسوبية. أما تصوير الفيديو دون ضمان نشره بسبب مشاكل كثيرة، فالمستخدم عندها سيُفضّل استخدام الجهاز عوضًا عن النظّارة.