لا يخفى على أحد اليوم أن الواقع الإفتراضي Virtual Reality هو الموضوع التقني الأكثر الأهمية في المُستقبل القريب، وفرس الرهان في سوق المُحتوى، والذي تُعول عليه لشركات التقنية الكُبرى لتحقيق مليارات الدولارات خلال السنوات القليلة القادمة.
وفي حين لم تتضح بعد معالم سوق الواقع الإفتراضي القادم، وأية مجالاته ستكون الأكثر جلبا للأرباح، إلا أن شركات مثل “أبل”، “جوجل” “فيسبوك”، وغيرهم من عمالقة التقنية، تُحاول جاهدة البحث والتطوير في مجالات وإستخدامات الواقع الإفتراضي سواء على صعيد إنتاج المُحتوى، من خلال كاميرات التصوير المُحيطية وغيرها من التقنيات، أو إستهلاكه من خلال نظارات وشاشات الواقع الإفتراضي.
كانت “مايكروسوفت” قد إتخذت مسارا مُستقلا في هذا المجال بالكشف عن مُسمى خاص بها لتلك التقنيات الجديدة في الثالث من شهر أكتوبر الجاري هو Windows Mixed Reality، وأعلنت في التاريخ ذاته عن شراكة مع “سامسونج” لتقديم نظارات للواقع الإفتراضي تدعم هذة التجربة الخاصة من “مايكروسوفت”. تزامنت تلك الخطوة أيضا مع إعلان الشركة عن الإستحواذ على شركة Altspace التي تمتلك تطبيق للتواصل الإجتماعي بين المُستخدمين يدعم الواقع الإفتراضي.
وتبني “مايكروسوفت” اليوم على تلك الخطوات لتقتحم سوق إنتاج مُحتوى الواقع الإفتراضي الإحترافي، لتُقدم للمرة الأولى للشركات و للعامة إمكانية إنتاج مُحتوى واقع إفتراضي إحترافي بإمكانيات تصوير هي الأكثر تطورا من خلال إطلاق ما يُسمى “ستوديوهات مايكروسوفت للواقع الممزوج – Microsoft Mixed Reality Studios”.
بإعلانها اليوم تفتتح “مايكروسوفت” إثنين من تلك الإستوديوهات يقع الأول في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، والآخر في العاصمة البريطانية لندن. وستُتيح تلك الإستوديوهات للفنانين، شركات إنتاج المُحتوى والألعاب، المُصوريين، وغيرهم من الموهوبين ومُنتجي المُحتوى إمكانية إستخدام ستوديو مُجهز بأحدث تقنيات إنتاج الواقع الإفتراضي يُمكنهم من تحويل الأشخاص والأشياء الى نماذج واقعية تفاعلية ثلاثية الأبعاد لعرضها في صورة أفلام ومقاطع مُصورة، أو إستخدامها في تطبيقات أو ألعاب إلكترونية.
وفي حين لم تُعلن الشركة حتى الآن عن أسعار إستخدام تلك الإستوديوهات، والتي لا يبدو أنها ستكون رخيصة، إلا أنها أعلنت كذلك عن أن تلك الإستوديوهات ستُنظم دورات تدريبية وورش عمل مُنتظمة للتدريب على تصوير وإنتاج مُحتوى الواقع الإفتراضي، كما يتضُم أكاديمية مُستمرة للمُهتمين بهذا الشأن. وتعتزم “مايكروسوفت” إفتتاح المزيد من تلك الإستوديوهات حول العالم من خلال شراكات مع شركات ومُنظمات مُختلفة.
تكتسب تلك المُبادرة الجديدة أهميتها من تجاوزها للعمل في مجال عرض المُحتوى والتركيز على إنتاجه من قبل الهواة والموهوبين، وهو ما قد يُمثل مُستقبلا أحد المجالات المُتسعة في سوق مُحتوى الواقع الإفتراضي.
الفيديو بالأسفل يُقم فكرة مُبسطة عن الإستوديوهات الجديدة:
https://youtu.be/9m2B74YnfLI