تقنيّة التعرّف على الوجه.. من فيلم “أفاتار” إلى هواتف iPhone X
قامت شركة آبل بجملة من الاستحواذات المُختلفة منذ عام 2012 تضمّنت شركات مُتخصّصة في مجال التعرّف على محتويات الصور، والكاميرات القادرة على استشعار البُعد والحركة، إضافة إلى تقنيات الواقع المُعزّز. وفي ذلك الوقت، لم تكن تلك الخطوات مفهومة أبدًا، لكن مؤتمر الشركة الأخير والكشف عن هواتف “آيفون إكس” أعطى فكرة أوضح عن الأسباب وراء تلك الاستحواذات.
ما سبق يعني أن آبل كانت تُفكّر في تقنيات التعرّف على الوجه بشكلها الحالي منذ خسمة أعوام تقريبًا، وكانت ترى أنها يجب أن تكون جزء أساسي من الأجهزة الذكية في المُستقبل. لكن تلك التقنيات بالأصل بدأ تطويرها منذ 2009 تقريبًا وبسبب فيلم “أفاتار” Avatar الشهير.
عندما بدأ التحضير لفيلم “أفاتار” في 2005-2006 تقريبًا، لم تكن تقنيات التعرّف على الوجه مُتطوّرة وقادرة على رصد تعابير الوجه، ولهذا السبب كان يتم طلاء وجه المُمثّلين بشكل مُنقّط لتُصبح الكاميرات التي تعمل بالأشعّة قادرة على رصد الفرق بين النقاط ولون البشرة، وبالتالي تحويل تلك البيانات إلى خارطة رقمية لتمثيل الوجه داخل الحاسب. كما أن المُمثّل كان بحاجة لارتداء بدلات خاصّة لرصد حركته ومُحاكاتها داخل الحاسب أيضًا.
عملت تلك الطريقة بكل كفاءة دون مشاكل ونتج عنها الفيلم الشهير. لكنها مُكلفة جدًا وتتطلّب الكثير من الوقت والدقّة لرسم النقاط بطريقة صحيحة، وهذا يعني أن المُمثّل بحاجة لوضع طلاء على وجهه طوال الوقت. وانطلاقًا من ذلك قرّر Hao Li وMark Pauly، المُختصّين في مجال تطوير تقنيات التعرّف على الوجه والرؤية الحاسوبية، تبسيط العملية وتطوير مُستشعرات وتقنيات قادرة على المُساهمة بهذا الأمر.
الحواسب والمُستشعرات في ذلك الوقت كانت قادرة -إلى حد ما- على رصد الحركة وتغييرات الوجه. لكنها معلومات لا معنى لها ولا يُمكن للحاسب تشكيلها أو الاستفادة منها بشكلها الصحيح. وإضافة لما سبق، فإن الوجه من العناصر الصعبة بالنسبة للآلة، فالوجوه تختلف من بلد للآخر، ومن عرق للآخر، وتتغيّر بحسب العمر وبحسب ظروف الإضاءة أيضًا، دون نسيان توضّع الرأس ودرجة ميلانه، وتلك بيانات صعب على الحاسب التعامل معها إن لم يكن مُدرّبًا على ذلك بشكل مُكثّف.
ومن هنا بدأ فريق العمل بتقسيم جسم الإنسان لمُخطّطات هندسية أملًا في مُساعدة الحاسب على تحديد كل عنصر بدقّة حسب مكانه، لينجح فيما بعد في مُحاكاة حركة جسم الإنسان بشكل آني عن طريق الآلة. ومع مرور الوقت ارتفعت دقّة تلك الخوارزميات والمُستشعرات، لتقوم آبل بالاستحواذ على مجموعة من الشركات، لتنتقل الأسماء المذكورة في الأعلى للعمل داخل شركة آبل وتخرج نتيجة لجهودها تقنيات التعرّف على الوجه في هواتف آيفون إكس.
كثرة الحديث عن تقنيات التعرّف على الوجه في آيفون.. مُبالغة أم ضرورة مُستقبلية؟