كثرة الحديث عن تقنيات التعرّف على الوجه في آيفون.. مُبالغة أم ضرورة مُستقبلية؟
كان الجدل -قبل أن تكشف شركة آبل عن الجيل الجديد من هواتف آيفون، iPhone X- قائمًا حول مصير مُستشعر البصمة الذي يُعتبر أحد أهم العناصر في هواتف العصر الحديث. البعض توقّع أن يتم وضعه على الوجه الخلفي والبعض الآخر توقّع دمجه مع الشاشة استنادًا على براءات اختراع في كلتا الحالتين. كما توقّعت شريحة أُخرى أن تقوم آبل بدمجه مع زر التشغيل الموجود على جانب الجهاز.
وبعد الكشف عن الجهاز بدأت موجة جديدة من النقاشات حول تخلّص آبل من مُستشعر البصمة لقاء الاعتماد فقط على تقنيات التعرّف على الوجه، الأمر الذي اعتبره البعض ابتكارًا من آبل، والبعض اعتبره فشل لأنها لم تنجح في وضعه تحت الشاشة.
أسابيع قليلة بعد ذلك وبدأت التقارير بالظهور، تقارير أشارت إلى أن مُعظم الشركات المُصنّعة للهواتف الذكية بدأت تتخلى عن فكرة، أو ضرورة، استخدام مُستشعر بصمة تحت الشاشة وهذا مُقابل استخدام تقنيات التعرّف على الوجه الجديدة التي قدّمتها شركة آبل.
بلمحة سريعة على تقنية آبل الجديدة، التي تستخدم مُستشعرات تُعرف باسم TrueDepth، فإن المُستشعرات تقوم بتوجيه شعاع بالأشعة تحت الحمراء لإنارة الوجه ثم تقوم بإرسال مصفوفة نقطية إلى وجهه لتقوم كاميرا خاصّة بقراءة نقاط المصفوفة وطريقة توضّعها بعد الارتطام بالوجه لإنشاء ملامح الوجه بشكل رقمي. وهو أمر غير موجود بنفس الآلية -حتى الآن- في هاتف ذكي آخر.
وهنا يأتي السؤال حول أهمّية هذه الميّزة أو جدواها، والسبب وراء معاملتها على أنها الشيء القادم الذي يجب أن يكون موجودًا في الأجهزة الذكية القادمة. فهل هو مُحاباة لآبل التي تنجح بلعب لعبتها التسويقية في كل عام؟ أم هو نابع بالفعل من ضرورة تقنية قادمة عاجلًا أم آجلًا؟
لتلك الأسئلة إجابات كثيرة. لكن ومن الناحية المنطقية والتقنية فإن المُستقبل والأجهزة الذكية ستحمل تقنيات الواقع المُعزّز Augmented Reality بشكل أساسي، وهذا شيء تؤكده آبل وقوقل وفيسبوك من خلال الحزمات البرمجية SDK التي طوّرتها ووفّرتها منذ زمن ليس بالبعيد.
تلك التقنيات تعني تعزيز واقع المستخدم تمامًا مثل العدسات الموجودة في انستغرام أو سناب شات، التي تُضيف قناع على وجه المستخدم، على سبيل المثال لا الحصر. آبل استعرضت نفس الفكرة من خلال الوجوه التعبيرية التفاعلية “آنيموجي” Animoji التي يقوم النظام بإنتاجها بعد التعرّف على تفاصيل وجه المستخدم وتعابيره، وهذا جزء بسيط من الذي يُمكن القيام به مُستقبلًا عبر تطبيقات مُختلفة. وإلى جانب تأمين الجهاز الذكي، وحسابات الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك، يُمكن أن يتم إنشاء صورة شخصية للمستخدم في الألعاب باستخدام تلك التقنيات، أو يُمكن مثلًا رصد حركة رأسه لكتابة الردود على الرسائل أثناء القيادة.
ما سبق غيض من فيض، لكن الأكيد هو ضرورة وجود تقنيات في الأجهزة الذكية تدعم الواقع المُعزّز الذي سيغدو الصيحة التقنية القادمة بكل تأكيد، فمُستشعر البصمة تحت الشاشة سيدعم فقط تأمين هوية المستخدم. أما تقنيات التعرّف على الوجه فهي ستدعم أمور لا حصر لها خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بمجال التطبيقات، الأمر الذي دفع مايكروسوفت على سبيل المثال للتخلّي عن تطوير ميّزات جديدة لنظام ويندوز موبايل!