خطط الثراء الرقمية (7): 8 طرق مجربة للحصول على دخل مالي يزيد مع الأيام
حين بدأنا سلسلة (خطط الثراء الرقمية) أحببنا تقديم معرفة حقيقية لمصادر كسب المال عبر الإنترنت، المصادر التي يمكن الاعتماد عليها ويمكن تحويلها إلى مشاريع قائمة بذاتها، ليس مجرد طرق ومواقع قد تكون مؤقته أو قد تجلب لصاحبها بعض الدولارات التي سرعات ما تتبخر أو يتبخر الموقع الذي يعمل عليه، ففي بحر الإنترنت الواسع، ستجد الكثير من المحتوى والعناوين البراقة التي تعدك بكسب الآلاف بسهولة ويسر، وفي حين أن الحقيقة هي أن كسب المال من الإنترنت يتطلب صبر وتعلم ووقت حتى يؤتي أكلة ويصبح مصدر موثوق يمكن الاعتماد عليه.
يمكن تقسم طرق كسب المال عبر الإنترنت إلى مسارين اثنين، المسار الأول هو ما يسمى بالعمل الحر أو (Freelancer) والذي هو عبارة عن عمل عادي لكنه يتم عن بُعد، لا يتطلب حضور الشخص نفسه إلى مكان العمل، مثل أعمال التصميم والبرمجة والكتابة والمراجعة وكل ما يمكن تأديته من المنزل، أما المسار الآخر فهو ما نركز عليه في هذه السلسلة، هو نوع من الدخل المالي يسمى باللغة الانجليزية (Passive Income) فكلمة Passive تعني (سلبي)، والمقصود أنه دخل يعمل بدون تدخل منك بعد أن يصبح قائماً وواقفاً على قدميه، إنه الشيء الذي يدر عليك بالمال حتى وإن انشغلت عنه، قد تسافر أو تأخذ أجازه وهو مستمر في تشغيل نفسه بنفسه وجلب المال إلى حسابك.
في هذه المقالة سنستعرض معكم أهم 8 أعمال ومشاريع رقمية يمكن البدء بها لبناء هذا النوع من الدخل، وهي مشاريع ليس هدفها الكسب المالي فقط، لكنها أيضاً مشاريع تضيف قيمة إلى المجتمع الرقمي، ومن خلالها أنت تساهم في تطوير الحياة، عبر المعرفة التي تنشرها أو الخدمات التي تقدمها.
1. موقع وإعلانات أدسنس
الإعلانات الرقمية هي أحد وسائل الكسب المشهورة، أما برنامج (قوقل أدسنس) فلقد أصبح أشهر من نار على علم، والفكرة ببساطة أنك تقوم بإطلاق موقع رقمي في أي مجال أنت قادر على الكتابة فيه (أو توظيف أشخاص للكتابة فيه) ويفضل أن يكون المجال له شعبية ومما يبحث عنه الناس، أيضاً يفضل أن يقدم الموقع مواد للتحميل مثل البرامج والكتب المجانية، لأن العائد من الاعلانات سيكون أفضل في تلك النوعية من المواقع.
تستمر الأشهر الأولى في الكتابة في الموقع يوم بعد يوم، وإضافة المحتوى المفيد، مع القيام بتسويق الموقع بدون المبالغة في الأمر، مع الاهتمام بجودة المحتوى وفائدته (بالطبع ليس محتوى منسوخ من مصادر أخرى) ومع الأيام سيأتي الزوار ويزداد عددهم شهر بعد شهر، وحين تصل إلى حد الـ 500 زائر في اليوم، قم بالاشتراك في برنامج قوقل أدسنس التابع لقوقل، سيتم فحصل موقعك والتأكد من جودة المحتوى وإن كان حسب المواصفات المطلوبة فسيتم قبوله، وحينها ما عليك إلا وضع أكواد الاعلانات في أماكن موزعة في صفحات موقعك، ثم مراقبة النتائج.
2. قناة يوتيوب وشراكة مربحة
نفس الفكرة السابقة، لكن هذه المرة ستكون الاعلانات بجانب وبداخل الفيديوهات التي تنشرها في اليوتيوب، هذا النموذج أصبح رائجاً في السنوات الأخيرة وهنالك الكثير من القنوات العربية التي تكسب مبالغ مالية جيدة كل شهر عبر هذا النموذج، صحيح أن المكاسب قد لا تكون كبيرة ومغرية، لكن المغري هو أنك تنشر الفيديو مرة وتكسب منه ألف مرة، مكسب بسيط لكنه مستمر بدون تدخل منك، فالفيديو يستمر في الانتشار (بحسب جودته وطلب الناس له) في حين أنك منشغل عنه في إعداد فيديوهات أخرى كي تنضم إلى الركب وتزيد في الكسب.
الميزة هنا أنك لن تتحمل هم بناء الموقع والاشتراك في الاستضافة الخاصة به، لن تنشغل بدوشة التصميم والترتيب والدعم الفني، كل اهتمامك سيكون منصب على إنتاج فيديوهات جيدة في المجال الذي أنت ماهر فيه، ليس بالضرورة أن تكون فيديوهات ذات مواصفات معينة مما يتطلب مهارات اخراج عالية، يمكن أن تصور نفسك وانت تعطي المعلومة أن تنشر العلم النافع:
3. تطبيقات للهواتف الذكية
نموذج آخر من نماذج الكسب التي تعتمد على الاعلانات الرقمية، لكن هذه المرة سوف تعرض الاعلانات بداخل التطبيق أو التطبيقات، والميزة هنا أن شاشة التطبيق صغيرة، والاعلانات ستكون ظاهرة وواضحة، لذلك فنسبة النقر على الاعلانات هي أعلى منها في المواقع، بالطبع هذا المجال يتطلب منك بعض مهارات تصميم وتطوير تطبيقات الهاتف، لكن لا مشكلة في ذلك، فهنالك الكثير من القنوات العربية في اليوتيوب التي تقدم دورات احترافية لتعلم البرمجة وما جاورها من علوم الحاسب الآلي، كما أن هنالك الكثير من الدورات الاحترافية في منصة Udemy لتعلم البرمجة بأسعار زهيدة.
هنالك تطبيقات عربية مشهورة تدر على أصحابها آلاف الدولارات، يمكنك قراءة تجربة الأخ (حسين البطاح) لتتأكد من ذلك، كما يمكن أيضاً قراءة مقالتنا السابقة حول مسار تطوير تطبيقات الهاتف الذكي بهدف تحقيق دخل مالي يستمر في النمو شهراً بعد شهر، حيث أن الميزة في هذا المسار هي أن التطبيقات المفيدة ستنتشر اكثر وأكثر وتستوطن آلاف الهواتف الذكية، سيحل التطبيق ضيف دائم في تلك الهواتف، وكل مرة يفتح المستخدم ذلك التطبيق فسيكون هنالك احتمال أن تكسب بعض المال إن قرر النقر على الاعلان المعروض بداخله.
4. كتاب يبيع نفسه بنفسه
الكتابة والتأليف موهبة لدى بعض الأشخاص، لكن يمكن أيضاً أن يمارسها جميع الناس، فأنت قادر على إخراج تجربتك في مجال من المجالات عبر كتاب مقروء، أو أن تنشر بعض العلم الذي وهبك الله إياه في كتاب، وميزة التأليف والنشر أن الكتاب تكتبه مرة وتبيعه ألف مرة أو حتى مليون مرة إن حالفك الحظ، ففي السابق كانت دور النشر تتكفل بمتابعة الكتاب وإعادة طباعته ونشره وتوزيعه في المكتبات المختلفة، لكنها كانت تأخذ نصيب الأسد من الأرباح، أما اليوم فلدينا منصات النشر الرقمية (مثل أمازون).
في أمازون، تنتشر الكتب الجيدة من تلقاء نفسها، بل أنك تجد أشخاص يسوقون للكتب الجيدة بدون أن تطلب منهم ذلك، وهذا بفضل نظام العمولات (Affiliate) بداخل أمازون الذي يسمح للأفراد بتسويق المنتجات والكتب وأخذ عمولة على كل عملية شراء تتم بواسطتهم، فقد تنشر كتابك هناك وتنساه فيستمر في الانتشار ويصل إليه كل مهتم (عبر البحث والتوصيات).
ليست مضطراً أن تعتمد على أمازون في ذلك أو على أي منصة نشر رقمية أخرى، هنالك نماذج عربية لديها مدونات ومواقع يزورها الآلاف كل يوم، ومن خلال تلك المواقع يسوقون كتبهم ويبيعونها مباشرة عبر مدوناتهم، مثل الأخ رؤوف شبايك الذي لديه عدة كتب منشورة يبيعها عبر موقعه، أو الأخ حسن محمد الذي يبيع كتبه أيضاً عبر موقعه.
5. مدونة وتسويق بالعمولة
مجال آخر لكسب المال عبر موقعك أو مدونتك، هو عبر التسويق بالعمولة، فعلى سبيل المثال: يمكنك تجربة إحدى المنتجات الجيدة التي تتيح برنامج التسويق بالعمولة (Affiliate) ثم وضع الرابط المخصص بدلاً من الرابط المباشر، أنت هنا لا تقوم بالغش ولا الخداع، فأنت تشرح المنتج وتحكي للقراء تجربتك فيه بكل أمانه، ثم تضع الرابط الذي يعود عليك بالفائدة بدل الرابط المباشر، وكلاهما سيوصل المستخدم إلى نفس الصفحة وسيحصل العميل على المنتج بنفس القيمة.
الذي لا يعلمه كثير من الناس أن الخدمات التي يمكن تسويقها بهذه الطريقة كثيرة جداً (سواءً منتجات وخدمات رقمية أو منتجات مادية)، لا يتطلب الأمر سوى بحث موسع واستكشاف للفرص المتاحة، هنالك منصات متخصصة تقوم بدور الوساطة بينك وبين الشركات المقدمة للمنتجات والخدمات (مثل ClickBank و CJ عالمياً و شركة ArabyAds عربياً)، وبعض الشركات توفر نظاماً خاصاً بها للتسجيل فيه، كما يمكن التسجيل في برنامج العمولات في موقع أمازون، لتسويق طيف واسع من المنتجات المعروضة بداخل الموقع.
ليس شرطاً أن تكون مدونة، يمكن أن تكون قناة في اليوتيوب، وسواءً كانت مدونة أو قناة، يتطلب الأمر الحصول على معدل زيارات عالي لأشخاص مهتمين كي تكون الأرباح جيدة، ولأجل هذا الهدف سيتعين عليك بناء الموقع بشكل متين وكتابة محتوى ذو جودة عالية وتقديم فائدة حقيقية تدفع القارئ لنشر صفحات المدونة من تلقاء نفسه عبر أزرار المشاركة الخاصة بالشبكات الاجتماعية، وبالطبع سيتطلب الأمر صبر كبير وانتظار عدة أشهر حتى تبدأ النتائج بالظهور، بعد ذلك يمكن أخذ أجازة عن المدونة بعد أن تكتمل العجلة، فالعم قوقل يتولى إيصال الزوار الذين يقرأون ثم ينقرون ويشترون المنتجات، ومنصات التسويق بالعمولة ستتكفل بإيصال أرباحك إلى حسابك البنكي شهراً بعد شهر.
6. دورات تعليمية عبر “يودمي”
اخترت موقع ومنصة يودمي (Udemy) بالتحديد كونها اليوم تتربع على قمة منصات التعليم الإلكتروني، ففيها مجتمع ضخم من أصحاب المهارات الذين يعرضون ما لديهم من خبرة وعلم عبر دورات مدفوعة، ومن طلاب يتعلمون ويدرسون عبر تلك الدورات، لا تقتصر الدورات على الجوانب التقنية فقط، بل أن هنالك طيف واسع من المجالات التي يمكن دراستها، ولا يقتصر الأمر على اللغة الإنجليزية فقط، بل أن المنصة تفتح الأبواب للدورات من مختلف اللغات، وهنالك عدد لا بأس به من الدورات العربية في المنصة (مثل دورات التطوير والبرمجة العربية).
يمكن إنشاء دورة بداخل المنصة ثم بذل بعض الجهد لتسويقها وتعريف الناس بها، ومن ثم تركها ليجدها كل من يبحث عنها، سوف يصل إليها الأشخاص المهتمون بها، ولأنها دورة مسجلة فلن تضطر للحضور والتدريس المباشر، فكل المواد معدة سلفاً، وسيكون عليك التفاعل مع التعليقات وتقدم خدمة الاستشارات (إن كانت متاحة ضمن الدورة)، سيكون من الجيد تسويقها خارج المنصة لكن حتى إن لم تفعل ذلك، المنصة بها الكثير من المهتمين بما تقدمه وسيصلون إلى دوراتك عاجلاً أم آجلاً.
يمكن للشخص أن ينشئ دورته الخاصة ثم يتيح التسجيل مباشرة عبر موقعه، أو يمكن استخدام منصات أخرى مخصصة لذلك (مثل منصة Teachable)، أو يمكن قراءة مقالتنا السابقة التي تعرض عدة منصات لتقديم الدورات من خلالها، الأدوات كثيرة، الفكرة هي في أن الدورة يتم إنشائها مرة، ثم تبيع نفسها 100 مرة أو ألف مرة، تستمر في إفادة المهتمين وتستمر عجلة المال بالدوران وأنت تراقب من بعيد.
7. تصميم قوالب وبيعها عبر “ثيم فورست”
منصة “ThemeForest” تقدم خدمة الوساطة بين مصممي القوالب (مثل قوالب وورد برس) وبين الأشخاص العاديين ممن يريدون إنشاء مواقع رقمية أو إطلاق مدونات شخصية، فإحدى الوسائل السريعة لبناء موقع رقمي هي في استخدام نظام إدارة محتوى (CMS) مجاني (مثل وورد برس أو دروبال) ثم شراء قالب مناسب وملائم لهذا النظام، وأحد الأماكن المهمة لشراء القوالب هي “ثيم فورست”.
يبذل المصمم الجهد الكبير في تصميم وإخراج القالب حتى يصل إلى الشكل اللائق الذي يرضاه، ثم يطلقه عبر المنصة ليبيع نفسه بنفسه، وبقدر جودة وتميز القالب سيحقق الانتشار ويحصل على المبيعات، تلك المبيعات التي ستتكرر مرات ومرات (قد يتطلب الأمر في البداية تسويق القالب خارج المنصة)، ومن ثم يصبح القالب مصدر دخل مستمر يزداد يوماً بعد يوم، أما المصمم أو المطور فما عليه إلا الدعم الفني لما بعد البيع وتحديث القالب بإضافة ميزات جديدة كي يستمر في الطليعة.
[notification type=”notification_mark” ]يمكن قراءة مقالتنا السابقة التي خصصناها عن مسار الوورد برس وما دار في فلكه.[/notification]8. صورة واحدة ومبيعات متعددة
صحيح أن هذا المجال قد أصبح متشبعاً نوعاً ما، لكن لازالت الفرصة سانحة لتقديم صور مميزة ولقطات فيديو جيدة، فمن لديه موهبة وشغف بالتصوير (سواءً الثابت أو المتحرك) ولديه كاميرا ذات مواصفات عالية، فهو قادر على كسب المال من خلال بيع صوره في منصات مثل (photodune) و (istockphoto) و (shutterstock)، كما يمكن بيع لقطات الفيديو أيضاً (Footage) عبر تلك المنصات ومنصات أخرى.
لن يكون هنالك دعم فني أو تحسين أو تطوير، الصورة أو الفيديو الذي يتم قبوله في المنصة، سيظل هناك معروضاً لمن أراد شراءه، وكل عملية شراء سيكون لك نصيب منها، كلما عليك هو أن تبدع في التصوير وأن تستمر في الرفع، ثم تراقب عجلة الربح وهي تدور وتدور.
ختاماً …
كانت تلك 8 طرق مجربة ومضمونة لبناء دخل مالي عبر الانترنت، هي مجربة أيضاً في الويب العربي وليس الأجنبي فقط، وكما قلت سابقاً، أنها طرق لن تبدأ بجلب المال إليك من اليوم الثاني أو الأسبوع الثالث، العملية تحتاج إلى صبر وتخطيط واستمرارية، فإن وفرت تلك الشروط فلن يتخلف النجاح عن ملاقاتك ولو بعد حين.