مقالات

ما هو معيار “Qi Wireless” للشحن اللاسلكي ؟

إذا ما كنت أحد مُتابعي التقنية والمُهتمين بها، فإنك حتما ولا شك سمعت من قبل، وربما إستخدمت، واحدة من منصات الشحن اللاسلكية أو ما يُسمى Wireless Charging. لا يُعد مفهوم الشحن اللاسلكي حديثا بمعايير التقنية هذة الأيام، ولكن إعلان “أبل” بالأمس عن الجيل الثامن و العاشر من هواتف “آي فون”، والتي ستدعم الشحن اللاسلكي بإستخدام معيار Qi Wireless، يُعد في تقديري خطوة فاصلة شديدة الأهمية لمفهوم الشحن اللاسلكي لعدة أسباب نُفصلها في السطور التالية. ولكن دعونا أولا نسأل السؤال …

ما هو الشحن اللاسلكي Wireless Charging ؟

يعتمد مفهوم الشحن اللاسلكي ببساطة على تكوين مجال كهرومغناطيسي بواسطة ملف حث في قاعدة الشحن اللاسلكية، ويتم إلتقاط هذا المجال الكهرومغناطيسي بواسطة ملف مُماثل يحتوي عليه الهاتف أو الجهاز الإلكتروني المطلوب شحنه يستطيع إلتقاط هذا المجال و تحويله الى طاقة كهربائية لشحن بطاريته الداخلية.

تم تقديم مفهوم الشحن اللاسلكي للمرة الأولى خلال العقد الماضي وتحديدا بين أعوام ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨ ولكن عانت تقنيات الشحن اللاسلكية من عدة عقبات من بينها بطء سرعة الشحن بإستخدام تلك التقنيات، وكذلك تعدد المعايير المقترحة و عدم وجود معيار موحد يسمح بإستخدام منصة الشحن ذاتها مع عدة أجهزة تدعم الشحن اللاسلكي.

ما هو معيار Qi Wireless ؟

رُبما تكون المعلومة الأهم هنا هو أن نتعرف على الطريقة الصحيح لنُطق الكلمة Qi، والتي تُنطق “تشي”، حيث إشتُقت من كلمة صينية تعني سريان الطاقة. تم تقديم هذا المعيار للمرة الاولى عام ٢٠٠٨ بواسطة تحالف عالمي مُكون من ٨ شركات يحمل الإسم Wireless Power Consortium ويتخذ من ولاية نيو جيرسي الأمريكية مقرا له. ولكن الهواتف الذكية الأولى التي تدعم المعيار لم تظهر بالأسواق قبل العام ٢٠١١، وسرعان ما تبع ذلك زيادة في عدد الشركات أعضاء التحالف وعدد المُنتجات المُتوافقة مع المعيار – الذي رُبما يعد الأوسع إنتشارا من بين معايير الشحن اللاسلكية.

لماذا يُعد إعتماد “أبل” لمعيار Qi حدثا فاصلا ؟

إنضمت شركة “أبل” الى التحالف خلال العام الجاري، ٢٠١٧، لتُصبح عُضوا باللجنة الإدارية المسؤولة عن المعيار، والتي تضُم ٢٤ شركة أُخرى بالإضافة الى “أبل” من بينها “كوالكوم”، “فيليبس”، “نوكيا”، “إل جي”، “إتش تي سي” و”توشيبا”.

يضُم هذا التحالف ٢٤٤ شركة بخلاف الشركات أعضاء اللجنة الإدارية، وبذلك يُعد هذا المعيار هو الأكبر والأهم من بين معايير الشحن اللاسلكية المُختلفة، والتي تمل كذلك معايير  Cota، AirFuel Alliance، و غيرها.

وتكمن أهمية إطلاق هواتف “آي فون” الجديدة بدعم لمعيار Qi للشحن اللاسلكي في كون “أبل” هي آخر كبار مُصنعي الهواتف الذكية إنضماما لتقنيات الشحن اللاسلكي، ونظرا لإستحواذ الشركة على نصيب كبير في سوق الهواتف الذكية العالمي، فإن إنضمامها لمعيار آخر كان يُنتظر أن يحدث إختلالا كبيرا في هذا السوق ويوجهه نحو مزيد من التفتت في غياب معيار موحد للشحن اللاسلكي.

وتكتسب تلك الخطوة أهمية كُبرى إضافية نظرا للدعم الهائل الذي تحظى به هواتف “آي فون” من جانب مُصنعي الإكسسوارات والمُلحقات، نظرا لإقبال مُستخدمي “آي فون” على شراء المُلحقات، وهو ما يعني قفزة كبيرة للغاية في إنتاج منصات الشحن اللاسلكي بمعيار Qi وتوافرها من مُختلف صانعي المُلحقات، وبمختلف الفئات السعرية.

ويُنتظر أن تُسهم تلك الخطوة في توحيد سوق الشحن اللاسلكي بصفة شبه نهائية على أن يعتلي المعيار Qi المنصة كمعيار شبه وحيد للشواحن اللاسلكية في فئة الهواتف والأجهزة الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى