تأثير نظام تحديد الموقع الجغرافي GPS على الأجهزة الذكية
من تابع معرض IFA هذا العام، الذي جرى في العاصمة الألمانية برلين في الفترة ما بين 1 سبتمبر/أيلول حتى الرابع منه، شاهد بالتأكيد الساعات الذكية والسوارات الرياضية الجديدة التي كانت في مُقدّمتها أجهزة سامسونج وجارمين Garmin.
سامسونج كشفت عن ساعة رياضية حملت اسم “جير سبورت” Gear Sport، وهي ساعة تحمل بطارية 300 ملي آمبير قادرة على العمل حتى أربعة أيام دون شحن. أما شركة جارمين فهي كشفت عن ثلاث ساعات من بينها “فيفو أكتيف 3” vívoactive 3 المزودة ببطارية قادرة على العمل لفترة سبعة أيام كاملة دون شحن.
الأرقام أعلاه صحيحة، أربعة أيام لساعة سامسونج الجديدة وسبعة بالنسبة لساعة جارمين. لكن تلك الأرقام مُمكنة عند عدم الاستعانة بنظام تحديد الموقع الجغرافي GPS، وهو نظام يتم تفعيله عبر شريحة خاصّة موجودة داخل تلك الساعات.
لو قرّر المستخدم تفعيل تلك الخاصيّة فإن فترة الاستخدام في ساعة سامسونج ستنخفض من 96 ساعة إلى 14 ساعة فقط. أما الساعة الأُخرى ففترة استخدامها ستنخفض من 168 ساعة إلى 13 ساعة فقط!
فرق كبير جدًا في أداء البطارية عند إلغاء تفعيل نظام تحديد الموقع الجغرافي وعند تفعيله، ولهذا السبب دائمًا ما يجب تجنّب استخدامه حتى في الهواتف الذكية. صحيح أن البطارية أكبر بعشرة أضعاف تقريبًا، لكن شريحة تحديد الموقع الجغرافي قادرة على إنهاك البطارية بسرعة كبيرة.
عند تثبيت التطبيقات في الهواتف الذكية ستظهر الصلاحيات التي يحتاجها كل تطبيق. وفي حالة رصد طلبه لتفعيل الموقع الجغرافي يُمكن الموافقة عليه عند التثبيت ومن ثم إلغاؤه من داخل الإعدادات Settings. في “آي أو إس” توفّر بعض التطبيقات خيارًا لتفعيل الموقع الجغرافي عند استخدامها فقط، لكنه ليس مضمونًا بشكل دائمًا لأن عمل التطبيق في الخلفية قد يؤدي أيضًا لنفس الأمر.
الفرق الشاسع في أداء الساعات الذكية يُبيّن أهمّية تعطيل هذا الخيار في الهواتف الذكية ويُسلّط الضوء على سبب هام من أسباب انتهاء فترة استخدام الجهاز دون شحن أولًا، وسبب تراجع أداء البطارية عن العمل فيما بعد ثانيًا، لأن إعادة شحنها من جديد يزيد من مُعدّل الاستهلاك، الدورات Cycles، التي تؤدي زيادتها إلى نقص في كفاءة البطارية.