مقالات

ماذا تقدم فيميو (Vimeo) من خصائص لا توجد في اليوتيوب؟

قد لا يفرق البعض بين (قوقل) وبين الانترنت بشكل عام، والبعض يعتبره الوسيلة الوحيدة للبحث والوصول إلى الصفحات والمواقع الرقمية، وبالمثل، قد لا يعرف البعض أي وجهة أخرى عدى اليوتيوب لمشاهدة الفيديوهات، رغم أن هنالك محركات بحث اخرى ومنصات متعددة لنشر المحتوى المرئي، والتي يمكن للشخص أن يستخدمها لرفع فيديوهاته وتحويلها من ملفات محبوسة داخل قرصه الصلب إلى محتوىً مرئي يصل إليه أي شخص في العالم.

من تلك المنصات الأخرى المخصصة لنشر الفيديو ، موقع ومنصة فيميو (Vimeo) تلك المنصة المعروفة لدى محترفي الإخراج المرئي ومخرجي الأفلام القصيرة، فهي توفر لهم خصائص قد لا تجدها في غيرها، وهم يجدون راحتهم فيها بعيداً عن ضوضاء اليوتيوب وعن زحمة فيديوهاته ودوشة التعليقات فيه، لكن يا ترى ماهي أهم الميزات التي تميزه عن اليوتيوب، ومتى تكون هذه المنصة هي الخيار الأفضل للتوجه إليها بدلاً عن منصة اليوتيوب؟

اشتراكات مدفوعة

أعرف أنك تتساءل عن هذه النقطة الغريبة، أيكون أمر الدفع مقابل الخدمة أمراً إيجابياً أو ميزة جيدة؟ سأجيبك وأقول نعم هي كذلك لبعض الأشخاص، فالخدمة الغير مجانية تعني أن هنالك مميزات إضافية ودعم متقدم، وكذلك تجنب الاعلانات التي قد تكون مزعجة لبعض الأشخاص، فقد يكون سعر الاشتراك بضع دولارات لكن الفوائد التي يجنيها صانع المحتوى المرئي كبيرة، كما سنرى في السطور التالية.

في اليوتيوب هنالك خدمة (Youtube Red) التي تعطي المستخدم تجربة استخدام بدون اعلانات، وتسمح له بالإطلاع على محتوى حصري غير متوفر في الواجهة العادية للموقع، هذا من ناحية المشاهد، لكن ماذا عن صانع المحتوى، هل لديه واجهة خاصة بخصائص اكثر احترافية حتى وإن كانت غير مجانية، لا، لكن في منصة فيميو هنالك خيارات متعددة.

هنالك عدة خيارات لاستخدام منصة فيميو، منها الحساب العادي المجاني الذي يسمح للمستخدم برفع نصف جيجابايت من الفيديو كل أسبوع، ويوفر له الخصائص الأساسية، لكن في المقابل هنالك عدة خطط واشتراكات مدفوعة توفر الكثير من الخصائص التي قد تكون مهمة لصناع المحتوى المرئي المحترفين أو للشركات التي تريد استخدام المنصة لعرض فيديوهاتها في مواقعها أو خدمتاً لعملائها، وفي الأسطر التالية نستعرض أهم تلك الخصائئص.

من يمكنه المشاهدة؟

توفر منصة فيميو اعدادات خصوصية متقدمة (Advanced Privacy) أهمها أنك -كصانع محتوى- يمكن أن تتحكم في مكان عرض الفيديو، حيث يمكن أن ترفع الفيديو إلى حسابك ثم تقوم بتضمينه في إحدى صفحات موقعك، ثم تمنع لأي شخص أن يشاهده خارج إطار تلك الصفحة، حتى في موقع فيميو نفسه، لن يعرض الفيديو إلا في موقعك فقط أو المواقع التي تحددها.

هذه الخاصية تفتح الفرصة أمام إنشاء الدورات التدريبية والفيديوهات المدفوعة التي لا تريد لأي شخص أن يطلع عليها إلا المشتركين فقط، فالمشترك في الدورة (أو الكورس) سوف يتمكن من الدخول إلى صفحات الدورة في موقعك، ومن هناك سوف يشاهد محتوى الدورة عبر تلك الفيديوهات، لكن لن يتمكن أي شخص آخر من مشاهدتها حتى وإن امتلك رابطها الخاص.

خاصية أخرى متقدمة متعلقة بالخصوصية، ألا وهي حماية الفيديو بكلمة مرور، فلن يتمكن أي شخص من مشاهدة الفيديو إلى بمعرفة الرابط ومعرفة كلمة المرور الخاصة بالفيديو، بل وحتى يمكن اختيار أشخاص بعينهم داخل مجتمع المنصة بحيث يسمح لهم فقط بالمشاهدة، وهذا كله يفتح الباب على مصراعية لإنتاج محتوى مرئي مخصص يقدم لأشخاص أو مجموعات محددة.

بيع الفيديوهات وتأجيرها

تقدم منصة فيميو آلية لتأجير وبيع المحتوى المرئي تدعى (Vimeo On Demand)، في الغالب يستخدم هذه الخاصية صناع الأفلام الوثائقية المستقلين، أولئك الأفراد الذين ليس لديهم شركات تتكفل بمهام التوزيع والنشر، يجيدون صناعة الأفلام الوثائقية (أو غير الوثائقية) ثم يريدون كسب بعض المال عبر بيعها أو إتاحة مشاهدتها عبر الانترنت.

عند زيارتك لهذا القسم في الموقع، ستجد تشكيلة واسعة من المحتوى المرئي، ليس فقط الأفلام الوثائقية والتسجيلية، بل العروض الكوميدية من نوع (Stand Up for Comedy) ودروس صناعة الأفلام الاحترافية وحتى بعض الأفلام التي حازت على الجوائز العالمية، كل فيديو من أولئك يوفر العرض المقتطف (trailer) وسعر المشاهدة والشراء الذي يسمح لك بالتحميل. (بعض الأفلام توفر ترجمات نصية لعدة لغات منها العربية).

من جهة صناع الأفلام من الهواة والمحترفين، يفتح  لهم الموقع المجال لبيع وتأجير أعمالهم، يأخذ الموقع 10% من المكاسب والباقي لأصحاب الفيديوهات، وتعتبر هذه النسبة مرضية تماماً لصناع الأفلام الذين لا يخسرون أي شيء فيما يخص استضافة الفيديوهات وإدارة البيع والشراء، كل ما عليهم هو فقط الإبداع في صناعة المحتوى المرئي ثم ترك الباقي على (فيميو).

تخصيص مشغل الفيديوهات

في اليوتيوب، يمكن تضمين الفيديو في موقعك مع تغيير بعض الاعدادات الخاصة بمشغل الفيديو (ذلك الذي يسمح للزائر بالتحكم بالتشغيل والإيقاف وبقية الأوامر)، أما في منصة فيميو فالخيارات المتاحة أكثر وأوسع، فأنت قادر على إزالة كل الأجزاء (حتى إسم وشعار فيميو) من على الفيديو وإبقاء الفيديو فقط ليحصل المشاهد على أفضل تجربة عرض ومشاهدة.

يمكن تغيير لون أيقونات التغشيل والإيقاف لتناسب ألوان موقعك، كما يمكن التحكم بشاشة النهاية (التي تظهر بعد انتهاء الفيديو) لتعرض أيقونات المشاركة أو صورة مخصصة أو حتى إيقونة الشراء أو زيارة الموقع، كل تلك الخيارت متاحة عبر خاصية (End screens)، والجميل في الأمر أنه يمكنك حفظ الاعدادات المناسبة لشكل وتصميم مشغل الفيديو، ليصبح هو الشكل الافتراضي على كل الفيديوهات المضمنة، السابقة واللاحقة.

خدمة عملاء فعالة

نحن لا نلوم القائمين على منصة اليوتيوب لعدم توفير خدمة عملاء تستجيب لمشاكل الأعضاء وتجيب على استفساراتهم في وقت قياسي، فالخدمة مجانية وهنالك مئات الملايين من المشتركين والمستخدمين، ومن الصعب جداً توفير خدمة عملاء سريعة الاستجابة لكل هذا العدد من الأعضاء، أما في منصة (فيميو) فالأمر مختلف.

توفر منصة (فيميو) خدمة عملاء سريعة الاستجابة للأعضاء المشتركين في الباقات المدفوعة، حيث تعدهم المنصة بالاستجابة لأسئلتهم وحل مشاكلهم في غضون ساعات (أثناء وقت الدوام).

تخصيص رابط الفيديو

كل فيديو في اليوتيوب له رابط خاص، هذا الرابط يبدأ باسم الموقع وينتهي بمجموعة مختلطقة من الأرقام والأحرف يتم انشاءها بشكل تلقائي أثناء رفع الفيديو، وفي بعض الأحيان ينتج عن ذلك المزج التلقائي أشياء غريبة، وقد يكون أحد الميزات البسيطة في منصة فيميو أنه يتعامل مع الأرقام فقط عند انشاء روابط الفيديو، لكن الميزة الأخرى الأهم أنه يمكن انشاء رابط فريد خاص بالفيديو الخاص بك.

يمكن تخصيص رابط للفيديو، والأمر متاح أيضاً لرابط القناة أو المجموعة أو أي صفحة خاصة بك داخل المنصة، رابط الفيديو الخاصة بك سيتكون من رابط الموقع الأصلي متبوعاً بإسم القناة الخاصة بك، متبوعاً بالعبارة التي تختارها لذلك الفيديو، ثم يمكنك مشاركتها في أي مكان بذلك الرابط الخاص، لكن عندما ينقر الزائر على الرابط فسيذهب إلى رابط الفيديو الأصلي المكون من أرقام في آخره.

وأخيراً … كانت تلك بعض أهم الخصائص والمميزات التي تقدمها لنا منصة (فيميو) قد تكون ذات أهمية لبعض الأشخاص وغير مهمة للبعض الآخر، والمستخدم أمامه الفرصة لاختيار ماهو مناسب له وما يحقق أهدافه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى