أبرز الخصائص والميزات التي تقدمها لنا طائرات الدرون أو “الطائرات المسيّرة”
تحتل الطائرات المسيرة (طائرات بدون طيار) أو كما انتشر اسمها في العالم الغربي “Drones” اهتماماً واسعاً وخاصة من قبل هواة التصوير والإخراج المرئي، فقد سمحت لهم هذه الطائرات الصغيرة بالتقاط مقاطع مرئية متحركة لم يكونوا يحلموا بها في السابق، حيث لم يكن التصوير الجوي أمراً ممكونا إلا عبر استئجار المروحيات الخاصة أو عبر الرافعات المخصصة “Crane” المكلفة في السعر، أما اليوم فقد اختلف الأمر.
تقدم لنا اليوم طائرات الـ(درون) الكثير من الخصائص والمميزات بهدف تسهيل التصوير الجوي والسماح للمصورين والمخرجين بأن يلتقطوا مقاطع مرئية رائعة، هنالك الكثير من المنتجات والأنواع مما يناسب جميع الإحتياجات، ابتداءً بطائرة مثل “Spark” التي يمكن حملها في الجيب والمفيدة لأي شخص عادي يريد تخليد اللحظة المعاشة، وانتهاءً بطائرة مثل “Spreading Wings S1000” التي يمكنها حمل كاميرات الـ”DSLR” الثقيلة لأجل التقاط مشاهد عالية الجودة وصناعة الأفلام، ومروراً بالطائرة المحبوبة لدى الجماهير، والتي لاقت حظاً كبيراً من الاهتمام في الأشهر الماضية، إنها طائرة Mavic Pro، من شركة (DJI)
دعونا اليوم -عبر هذه المقالة- نعرض لكم أهم وأبرز المواصفات والخصائص التي تقدمها لنا الطائرات المسيرة “الدرون” عبر آخر ما توصلت إليه الشركات المصنعة من منتجات تتنافس في السوق لتنال رضى الهواة والمحترفين على حدٍ سواء، فبسم الله نبدأ.
1. جهاز تحكم خاص
عندما ظهرت النخسة الأولى من طائرة (Parrot’s AR.Drone) في 2010، لم تكن تقدم للمستهلك جهاز تكم خاص، بل كان التحكم يتم عبر تطبيق خاص للهواتف الذكية، كانت فكرة ذكية حينها ومفيدة لتوفير المال وتقديم الطائرة بسعر رخيص نسبياً (كانت تباع حينها بأقل من 300 دولار)، لكن بعد ذلك وعبر إصدارات أخرى من الطائرات المسيرة أصبح مطلب “جهاز التحكم المنفصل” أحد المطالب الهامة لمحبي هذه الطائرات. الفيديو التالي يبين طريقة التحكم في طائرة (AR.Drone) الإصدار الثاني والذي يتم عبر الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي.
معظم الطائرات الآن توفر جهاز تحكم خاص بالطائرة، البعض منها يقدم جهاز كامل وشامل لشاشة عرض تنقل تصوير الكاميرا بشكل مباشر، والبعض الآن يقدم جهاز التحكم بدون شاشة عرض، ويتطلب ربطه بالهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي كي يتمكن المتحكم في الطائرة من مشاهدة الصورة وتسجيل الفيديو، الفيديو التالي لطائرة (Phantom 4 Pro).
2. الطيران لمسافة أبعد
من البديهي أن الطائرة تتصل بجهاز التحكم أو بالهاتف الذكي لاسلكياً، ومن خلال ذلك يمكن للشخص التحكم بالطائرة عبر إرسال الإشارات والأوامر وكذلك استقبال الصورة المتحركة ونقلها بشكل مباشر من الطائرة إلى شاشة العرض المتصلة بجهاز التحكم، كي يتمكن من معرفة موقع الطائرة ورؤية ما أمامه من عوائق (لأنها تطير بعيداً عن مجال رؤيته) وكذلك من أجل البدء في تسجيل الفيديو في اللحظة المناسبة.
المشكلة أن الإتصال بالطائرة عبر إشارة الواي فاي يسمح لها بالتحليق لمسافة تصل إلى 2 كيلومتر قبل فقد الإشارة، وهو رقم جيد باستخدام شبكة الواي فاي، لكن الأفضل منه هو استخدام موجات الراديو اللاسلكية للإتصال بالطائرة ونقل البث الحي عبر الكاميرا، فعبر تلك الموجات يمكن للطائرة أن تصل إلى مسافات أطول دون فقد الإشارة، فعلى سبيل المثال، طائرة (Mavic Pro) يمكنها أن تصل إلى مسافة 12 كيلو متر في أحسن الأحوال، وقد تم تجربة الطائرة عملياً ووصلت إلى 9 كلم دون فقد الإشارة ومع استمرار بث الفيديو، وهذا الفيديو بمثابة تجربة عملية لذلك:
3. تعقب الحركة
إحدى الخصائص المفيدة التي ظهرت في الطائرات المسيرة الحديثة هي إمكانية تعقب الحركة “Active Track” أو “Follow me”، حيث يمكن للمستخدم وضع الطائرة في هذا الوضع التلقائي وتحديد الكائن الذي سوف تتعقبه الطائرة بكاميرتها طول الوقت، قد يكون شخص يمشي أو سائقاً لدراجته أو حتى سيارته السريعة، فعلى سبيل المثال، تقدم طائرة “Mavic Pro” هذه الخاصية بثلاثة أنماط مختلفة، الفيديو التالي يعطي تجربة عملية لاستخدام هذه الخاصية:
https://www.youtube.com/watch?v=lcViP7YG0G4&t=12s
4. الطيران أسرع
قد تفيد هذه الخاصية صناع الأفلام بشكل عام، أو هواة قيادة السيارات والدراجات الهوائية، من يريدون سرعة أعلى عند تصوير المشاهد المتحركة، فكما ذكرنا سابقاً أن خاصية “تعقب الحركة” تسمح للطائرة بمتابعة الكائن المتحرك وتصويره من عدة جهات وبعدة انماط، لكن ماذا لو كان ذلك الكائن مسرعاً أكثر من اللازم، إلى أي درجة يمكن للطائرة أن تسرع وهي تتعقبه؟
قدمت شركة “DJI” طائرة “inspire 2” لصناع الأفلام بشكل خاص، فهي توفر تصوير عالي الجودة ومواصفات أخرى احترافية، منها السرعة، كي تتمكن من اللحاق بالكائنات المتحركة السريعة وتصويرها، فالسرعة القصوى للطائرة تصل إلى 90 كيلومتر في الساعة، لكن رغم ذلك فليست أسرع طائرة درون في الأسواق.
السرعة تعني الخفة، وهي تعني أن يتم الاستغناء عن الكثير من الملحقات مما يقلل من احترافية الطائرة، لذلك فقد ظهرت العديد من الاختراعات لطائرات درون صغيرة مخصصة للسباق، ففي الفيديو التالي نشاهد عرضاً لطائرة درون صغيرة سريعة جداً تصل سرعتها إلى 230 كيلومتر في الساعة (قد تكون أسرع طائرة مسيرة في العالم):
أما أسرع طائرة قادرة على التصوير بدقة 4K فهي “Teal” بحسب موقع “The Verge“، فهي قادرة على الطيران بسرعة 136 كلم وتصوير مشاهد فيديو عالية الدقة.
طائرة أخرى يمكنها الوصول لسرعة 80 كيكلومتر في الساعة عبر الاعتماد على الأجنحة في التحليق، إنها طائرة “Parrot DISCO FPV” التي تقلع عبر رميها في الهواء كما ترمى الطائرة الهوائية، وهي في ذات الوقت طائرة ذكية احترافية يمكنك التحكم بها والحصول على تجربة طيران مميزة عبر جهاز التحكم وخوذة الواقع الإفتراضي.
5. العودة إلى المنزل
إحدى الخصائص المهمة لطائرات الدرون الحديثة؛ أنها قادرة على العودة إلى نقطة الإنطلاق من تلقاء نفسها، أو العودة إليك حيث تقف، طبعاً يتم الأمر بمساعدة أقمار الـ GPS لتحديد المواقع بشكل دقيق، هذه الخاصية يمكن استخدامها بشكل يدوي عبر جهاز التحكم، أو يمكن استخدامها بشكل تلقائي، بحيث تعود الطائرة إليك إن انقطعت الإشارة ولم يعد بإمكانك التحكم بها، أو عند قرب انتهاء البطارية، حيث تقوم الطائرة الذكية بتقدير المسافة والطاقة اللازمة للوصول إليك ثم تقرر العودة وعدم الاستمرار لأنها لن تتمكن من العودة.
معظم الطائرات الحديثة اليوم توفر هذه الخاصية، فهي خاصية حساسة ومهمة لعدم فقد الطائرة، وخاصة أن الطائرات اليوم تطير لمسافات بعيدة، وكذلك تتأثر الإشارة بالأجواء المحيطة ووجود البنايات والمجالات الكهرومغناطسية، في الفيديو التالي شرح عملي لاستخدام هذه الخاصية في طائرة “مافيك برو”
6. تجنب العوائق
ميزتي “تعقب الكائنات المتحركة” و “العودة إلى المنزل” تتطلبان خاصية أخرى مهمة، وهي إمكانية تجنب العوائق والعقبات أثناء الطيران، فأنت عندما تتحكم بها بالتأكيد لن تسمح لها بالإرتطام بالجدار أو الهبوط فوق شجرة، لكن عند استخدام إحدى الأنماط التلقائي، فيجب عليها أن تعتني بنفسها وتتجنب العوائق المحيطة بها من تلقاء نفسها.
تستخدم الطائرات الحديثة مستشعرات بصرية للتعرف على العوائق أثناء الطيران وبالتالي تجنبها، لكن رغم ذلك تحصل العديد من الإخفاقات، هنالك الكثير من الفيديوهات في اليوتوب التي تصور مشاهد لتحطم الطائرات أثناء الطيران، مما يعني أن هذه الخاصية ليست متقنة 100% وتختلف من طائرة إلى أخرى.
لا توفر طائرة Mavic Pro هذه الخاصية من جميع الاتجاهات (360 درجة)، فكما يقال أنها تتجنب العوائق من الأمام ومن الأسفل فقط، لكن المشهور عن طائرة “Phantom 4 Pro” أنها تتجنب العوائق بشكل أفضل من جميع الجوانب، في الفيديو التالي تجربة عملية لهذه الخاصية في هذه الطائرة:
7. التصوير بدقة أعلى
قدمت لنا شركة “DJI” واحدة من أصغر الطائرات الذكية قبل عدة أشهر، إنها طائرة “Spark” التي يمكن حملها في الجيب أو أخذها معك في ذهابك وإيابك، لكن المشكلة أنها لا تصور بدقة 4K، فهي تصور بقدة Full HD التي تبلغ (1920×1080)، طبعا قد تكون هذه الدقة كافية جداً، لكن البعض قد يحتاج لصناعة أفلامه بدقة أعلى وجودة أفضل، لذلك فمعظم طائرات الدرون الحديثة توفر التصوير بدقة 4K، والبعض يدعم دقة أعلى من ذلك.
طائرة “inspire 2” الاحترافية التي يبلغ سعرها 3 ألف دولار، تقدم كاميرا احترافية قادرة على التصوير بدقة 5.2K، كما أنها توفر عدة أنماط لمعالجة الصور ويمكن تغيير عدساتها واستخدام عدسات أخرى أكثر احترافية، ببساطة تعتبر من أفضل الخيارات لمن يودون التركيز على جودة الصورة وصناعة أعمال احترافية. الفيديو التالي مصور بواسطة هذه الطائرة وبدقة 4K:
8. التحكم عبر الإيماءات
لعلها خاصية مطلوبة عند الهواة ومحبي السفر والرحلات، فالإيماءات والإشارات باليد ليست مما يطلبه صناع الأفلام، لكنها طريقة سهلة لإنجاز بعض اللقطات السريعة والتقاط بعض صور السيلفي أثناء خروج مع الأصدقاء، أو نزهة مع الأقرباء، فمثلاً طائرة “Spark” من شركة “DJI” يمكنها التحرك بناءً على تحريك راحة اليد، ويمكنك أمرها بتصوير صورة ثابتة عبر حركة معينة باليدين.
قدمت شركة “PowerVision” طائرة تشبه البيضة أسمتها “PowerEgg“، وهي إحدى الأشكال المبتكرة لطائرات الدرون الحديثة، ومما قدمته مع هذه الطائرة عصى تحكم يمكن بواسطتها القيام بالمهام الأساسية والتحكم بالطائرة عبر تحريك العصى في الهواء يمينا ويساراً، الفيديو التالي يعرض هذه الميزة بشكل عملي.
https://www.youtube.com/watch?v=LR6QGXF8CFc
ختاماً …
كانت تلك أهم الخصائص التي تقدمها لنا طائرات الدرون اليوم، فهنالك عدة شركات متنافسة لتقديم الأفضل وكل سنة نرى منتجات جديدة وخصائص فريدة تظهر في هذه الطائرات، ومعظمها يصب في مصلحة تقديم محتوى مرئي أفضل وأكثر جمالاً وإبداعاً، فليست تلك الخصائص سوى أدوات تساعدك على المزيد من الإبداع، ذلك الإبداع الذي يؤدي إلى تطوير الحياة أكثر وتحسينها بشكل أفضل.