بدل أن تشتري لطفلك ألعاب، اشتري له طابعة ثلاثية الأبعاد
لا تشتري لأطفالك ألعاب جاهزة، بل اشتري لهم طابعة ثلاثية الأبعاد ودعهم يصنعون ألعابهم بأنفسهم، بهذه الطريقة أنت تنمي فيهم الإبدات وروح الإبتكار، فعبر الطابعة ثلاثية الأبعاد يمكن للطفل الواعي أن يصنع بعض المجسمات والأشكال التي يصممها ويبتكرها بنفسه عبر الحاسوب، بل يمكن له أن يتكفل بصنع ألعاب إخوانه الصغار، من مجسمات فيها حروف وأرقام أو أشكال أخرى مختلفة.
لا تقلق، هنالك طابعات آمنة مخصصة للأطفال، وهنالك أدوات وبرامج تساعدهم في تصميم الأشكال ثلاثية الأبعاد عبر الحاسوب أو الجهاز اللوحي ثم إرسالها للطابعة، أو حتى يمكنهم الاستعانة بالتصاميم الجاهزة، هنالك حل لكل مشكلة، والأمر يستحق القليل من البحث والتضحية ببعض المال في شراء طابعة مثل تلك، فالفائدة من ورائها عظيمة في تنمية ذكاء الطفل وتشجيعه على الإبتكار والإبداع.
ألعاب تُصلِح وألعاب تُفسِد
لاشك أن اللعب في حياة الطفل أمر مهم، ليس فقط الطفل الصغير لكن حتى من هو فوق سن العاشرة أو الثانية عشر، في الحقيقة يحتاج حتى الكبار للعب، أما الأطفال فاللعب يساعدهم في بناء شخصياتهم وتنمية عقولهم، لذلك يجب على الآباء والأمهات الإهتمام بقضية اختيار الألعاب المناسبة للأطفال، سواءً تلك المادية أو الرقمية، وكذلك الحرص على المواد المرئية التي يشاهدونها في التلفاز أو عبر الانترنت، فليس كل مسلسل رسوم متحركة مناسب للأطفال.
بشكل عام، الألعاب التي تسمح للطفل بتركيب وصنع الأشياء هي ألعاب جيدة تستحق استثمار الآباء فيها، فمثلاً لعبة Minecraft المشهورة تعتبر من الألعاب الرقمية المفيدة جداً، ففيها يقوم الطفل ببناء عالمه الخاص وإبتكار أنواع مختلفة من العمران، أما فيما يخص الألعاب المادية، فلعل أشهر الأمثلة هي لعبة LEGO أو (لعبة المكعبات)، وكذلك لعبة (Hot wheels) التي يطلب فيها من الطفل بناء مسارات مبتكرة للسيارات الصغيرة.
الأمثلة كثيرة لتلك النوعية من الألعاب التي تستند إلى الإبتكار، تلك التي تقدم للطفل الأدوات اللازمة للبناء وعليه الإبداع في صنع أشياء جديدة قد لا تكون في الحسبان، أما الطابعات ثلاثية الأبعاد، فقد ذهبت خطوة أبعد من ذلك، فهي لا توفر للشخص الأدوات لصناعة الأشياء، بل تدعوه أن يصنع الأدوات بنفسه، فهي مجرد آلة للتصنيع، وعبرها يمكن للطفل أن يصنع المجسمات التي تخطر على باله.
طابعات مناسبة للأطفال
هنالك عدة شركات قدمت طابعات ثلاثية الأبعاد مخصصة للأطفال، نذكر منها:
Yeehaw 3D
طابعة ثلاثية الأبعاد مناسبة للأطفال، سهلة الاستعمال ومحمية بغطاء بلاستيكي شفاف، يبدأ سعرها من 250 دولار، تأتي مع تطبيق من خلاله يتم التحكم في الطابعة وإرسال التصاميم، ويمكن تصميم المجسمات عبر التطبيق بطريقة بسيطة أو اختيار تصاميم جاهزة من داخل التطبيق.
MiniToy 3D
مشروع تم تمويله عبر كيك ستارتر في مايو 2016، يقدم طابعة ثلاثية الأبعاد للأطفال من خلالها يمكنهم صناعة مجسمات وألعاب صغيرة مختلفة، الطابعة الآن في طور الإنتاج الأولي والتسليم لمن مول المشروع عبر منصة كيك ستارتر، وبالطبع سيتم بيعها للجمهور قريباً إن حققت النجاح.
كانت تلك بعض النماذج من طابعات ثلاثية الأبعاد طُورت خصيصاً للأطفال، فهي توفر بعض الحماية وتقدم ميزة سهولة الاستخدام، لكن حتى الأطفال الأكبر سناً يمكنهم التعامل مع الطابعات ثلاثية الأبعاد العادية، وأيضاً تعلم مهارة تصميم المجسمات ثلاثية الأبعاد عبر البرامج الحاسوبية المشهورة.
تصميم المجسمات
الطابعة ثلاثية الأبعاد تستقبل التصميم القادم إليها ثم تقوم بطباعته كما هو، الإبداع يكمن في تصميم تلك الأشكال المجسمة عبر الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي، هنالك تصاميم جاهزة وبعض الطابعات يأتي بمتجر للتصاميم المعروضة التي يمكن تحميلها وإرسالها إلى الطابعة، لكن الأفضل أن يحاول الطفل تصميم المجسم بنفسه، فكيف يمكنه ذلك.
بعض الطابعات يأتي بتطبيق خاص وسهل لتصميم المجسمات، كما أن هنالك أداة وتطبيق ويب (أونلاين) تعتبر من أسهل البرامج لتصميم النماذج ثلاثية الأبعاد (أو المجسمات)، هذا البرنامج هو “Tinkercad“، يمكن للطفل تعلم التصميم عبره والاستعانة بالدروس المرئية الكثيرة الموجودة في اليوتيوب.
الطباعة ثلاثية الأبعاد ستحفز الطفل لتعلم برامج أخرى أكثر تعقيداً في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد، فمشكلة التعليم التي ينفر بسببها الأطفال -وحتى الكبار- هي انفصال الجانب العملي عن الجانب النظري، أما في هذه الحالة فالعلم النظري سينتج عنه أشياء يلمسها بيده، كما أن تلك المهارة ستفيده في المستقبل وستسهل عليه الدخول إلى حقول أخرى أكثر تعقيداً وطلباً في السوق، كتصميم الرسوم المتحركة على سبيل المثال.
من البرامج والأدوات الأخرى المتخصصة في تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد:
وكذلك البرامج الاحترافية المشهورة مثل (3ds Max) و (Photoshop CC) وغيرها من البرامج، (يمكن الإطلاع على دليل موقع all3dp للتعرف على قائمة البرامج المخصصة للرسم ثلاثي الأبعاد).
ختاماً …
هي مجرد مقالة تحفيزية للتفكير خارج الصندوق فيما يخص تنشئة الأطفال، فهنالك الكثير من الفرص لإثراء حياتهم وبناء عقولهم بشكل أفضل، فالاهتمام بالجيل الصاعد هو أولى خطوات النهضة الشاملة، هذا ما يقوله خبراء التربية ويشهد به الواقع، ومن أهم الخطوات الواجب علينا القيام بها والتفكير فيها، هي في كيفية تنمية ذكائهم وإعداد عقولهم للحياة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.