تعرّف على الشخصية التي ساهمت في ولادة أليكسا من أمازون
بدأت الأصوات في الآونة الأخيرة تتعالى مُطالبين الشركات بمزيد من التنوع Diversity في فرق العمل، والمقصود بالتنوّع هو وجود العنصر الأنثوي بالتوازي مع العنصر الذكوري وعدم الاعتماد على الأخير فقط.
الأمر تعدّى المُطالبات والتحقيقات الحكومية، بل ساهم بشكل أو بآخر في تغيير شكل شركة أوبر التي أُجبر رئيسها التنفيذي على التنحّي عن منصبه بسبب عدم احترام المرأة.
ما سبق قد لا يعني الكثير بالنسبة للبعض. لكنه أمر نسبة نجاحه عالية جدًا، ولعلّ شركة أمازون خير مثال على ذلك، فالشركة نجحت في إنشاء فئة جديدة من الأجهزة في 2014 تُعرف بالمساعدات المنزلية، وكل هذا على يد أُنثى وفريق عمل مُعظمه من الإناث كذلك.
أليكسا هي المساعد الرقمي من أمازون الذي رأى النور عام 2015 في أجهزة إيكو، والذي نجح في الحصول على نتائج جيّدة في اختبارات Myers-Briggs التي تعنى بمستوى الإدراك والعواطف الخاصّة بالأجهزة الإلكترونية.
الحلم تحوّل لحقيقة على يد توني ريد Toni Reid التي انضمّت للمشروع منذ بداياته على الرغم من عدم إلمامها التقني. أو إن صحّ التعبير، لم تأتي لأمازون لكونها تقنية بل لكونها مسؤولة عن الموارد البشرية فقط لا غير.
وبدأ تطوير المساعد الرقمي في مختبرات أمازون السرّية، Lab126، في نفس العام الذي أعلنت فيه الشركة عن فشل هاتفها الذكي فاير فون Fire Phone. هذا الأمر دفعها لتسجيل براءات اختراع أليكسا تحت اسم شركة أُخرى، أولًا لحماية نفسها من الشائعات والأخبار، وثانيًا لتجنّب فشل آخر قد يقتلها بقوّة.
جاءت أليكسا بفكرة واضحة جدًا وهي أن الإنسان يُجيد التعامل بالصوت ويتواصل باستخدامه مع مُحيطه، ولهذا السبب لا يوجد ما يمنع من وجود جهاز يعتمد على نفس المبدأ أيضًا. ومن هنا بدأ تطوير النظام القادر على سماع أوامر المستخدم الصوتية حتى في حالات الضجيج المُرتفع.
اختبارات أليكسا وأجهزة إيكو بدأت في منزل ريد نفسها التي ذكرت أن النسخة الأولى كانت سيئة جدًا وكانت تعمل بشكل آلي عند حدوث أقل أي ضجيج حتى لو لم يكن كلامًا. ولهذا السبب تم الاتّفاق على استخدام كلمة “أليكسا” لتفعيل المساعد الرقمي وعدم تشغيله بشكل عشوائي.
وبفضل قدراتها الإدارية، تمكّنت ريد من الإشراف على تطوير أليكسا داخل أمازون، فهي كانت العصب الواصل بين المُبرمجين من جهة، وبين المُهندسين من جهة أُخرى. كما كانت تُنسّق مع الفرق التي تعنى بالأمور القانونية وتلك التي تعنى باللغة لضمان الحصول على أفضل الإجابات دائمًا دون اعتراض من أحد.
وقالت ريد إنها وعند الانضمام للإشراف على تطوير أليكسا كانت لا تفقه شيء من الأمور التقنية التي كان يتحدّث المُهندسون عنها، فتقنيات وخوارزميات فهم اللغة المذكورة داخل المستندات كانت تبدو وكأنها لغة غريبة عنها تمامًا. لكنها أصرّت على العمل لتكون على المستوى المطلوب لتقديم مُنتج يدفع شركة أمازون ويمحي صورة الفشل التي رافقت هواتفها الذكيّة.
الهدف الرئيسي للفريق هو نشر أليكسا في كل مكان، وهو أمر نجحوا بالفعل بتحقيقه فمساعد أمازون الرقمي موجود الآن في أجهزة متنوعة تبدأ من إيكو، وتصل إلى السيارات، وصنابير المياه، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة كذلك.
أما بخصوص تسجيل الأوامر الصوتية والحوارات التي تُجرى بالقرب من أليكسا، فدافعت ريد قائلة إن هذا الأمر ساهم في فضح أحد الأشخاص الذين قاموا بقتل أصدقائهم؛ فالمحكمة جلبت جهاز الجاني وطلبت من أليكسا إعادة الحوارات التي أجراها المُستخدم ليتبيّن فيما بعد أنه القاتل بالفعل.
أخيرًا، يرى فريق عمل أليكسا أن المنافسة مع غوغل أمر رائع جدًا. وأن إطلاق أجهزة غوغل هوم ساهمت بنشر فكرة المساعدات المنزلية أكثر وأكثر، وهو أمر يزيد من قاعدة مُستخدمي أليكسا كذلك.