خمسة امتحانات يحتاج الرئيس التنفيذي القادم لشركة أوبر اجتيازها
لا تمر شركة أوبر Uber للنقل التشاركي بأفضل أيامها في الآونة الأخيرة، فهي من مُشكلة للثانية بعضها إداري يُمكن احتواءه بشكل داخلي، وبعضها خارجي يتعلّق بسرقة مستندات من وايمو التي تعمل تحت مظلّة ألفابت.
ولتزداد الأمور تعقيدًا، أُجبر الرئيس التنفيذي للشركة على الاستقالة مؤخرًا بسبب بعض الاتهامات على رأسها الإيحاءات الجنسية داخل الشركة والتفرقة بين الجنسين في العمل.
مشاكل الرئيس التنفيذي السابق، Travis Kalanick، لا تبدو موجودة على أرض الواقع، خصوصًا أن آلاف الموظّفين وقّعوا اعتراض على قرار استقالته مُطالبين بعودته من جديد، وهنا تتعارض رؤية الموظّفين مع رؤية مجلس الإدارة وهذا أمر قد يُحدث شرخ كبير.
بعيدًا عن الاحتمالات، فإن المهمة الرئيسية الآن في أوبر هي العثور على بديل لـ Kalanick، وهو شخص أيًا كان اسمه بحاجة لتخطّي خمس عقبات للوصول رسميًا إلى الرئاسة التنفيذية للشركة بنجاح.
تتمثّل المُشكلة الأولى بإقناع العاملين في الشركة أن حقبة الرئيس التنفيذي السابق انتهت تمامًا، وهذا أمر صعب بسبب العريضة الموقّعة والتي تُظهر تضامن الكثيرين. وبالتالي فإن أي شخص سيأتي سيكون مكروهًا بشكل افتراضي وكأنه زوجة الأب الثانية التي جاءت إلى المنزل.
الحل الأمثل للرئيس القادم هو الاعتراف بكل شيء قام به Kalanick، وتجنّب تغييره بشكل مُباشر وعلني لكي لا يشعر الموظّفون بعدم الارتياح، فالخطاب الرئيسي يجب أن يؤكّد على دور سلفه وعلى أهمّية الثقافة التي نشرها في الشركة، مع التنويه إلى أن تلك الحقبة انتهت الآن والسعي يجب أن يكون نحو تطوير كل شيء ودفعه للأمام.
المُشكلة الثانية تتعلّق بالأولى، فمُدير العمليات في الشركة غادر قبل Kalanick، وهذا يعني أن أوبر بدون رئيس تنفيذي وبدون رئيس للعمليات. من الأفضل لمجلس الإدارة أن يتعاقد مع رئيس تنفيذي وطاقمه، وكأنه مُدرّب رياضي لأن جلب رئيس تنفيذي ومن ثم البحث عن مُدير للعمليات أو العكس قد لا يجري بما تشتهي السُفن، وأية خلافات بينهما ستظهر فورًا بسبب الضغوط الكبيرة التي ستقع على عاتقهما لإخراج الشركة من المأزق.
وما أن تستقر الأمور على الصعيد الداخلي، حتى تأتي المشاكل القانونية الخارجية وعلى رأسها القضية المرفوعة من وايمو، وهي قضية كبيرة لو خسرتها أوبر ستخسر كل شيء تقريبًا. باختصار، أحد العاملين في وايمو سرق مستندات تتعلّق بالقيادة الذاتية قبل أن يستقيل وينتقل للعمل في أوبر، وهو أمر أثبتته وايمو لكن على الموظّف نفسه، وليس على شركة أوبر.
أهمّية هذا الأمر ترتبط بالمشكلة الرابعة وهي تحقيق الأرباح لأن أوبر وحتى الآن لم تنجح بجني الأرباح، بل وتصرف تقريبًا 50٪ من جيبها لنقل الرُكّاب وهذا أملًا منها في السيطرة على السوق خصوصًا أنها تمتلك السيولة النقدية التي تسمح لها بالاستثمار في ذاتها. لو فازت وايمو بالقضية فهذا يعني أن أوبر تحتاج للبدء من جديد في تطوير نظامها للقيادة الذاتية، وهذا يعني أنها ستستمر لفترة أطول في صرف الأموال من جيبها على خدمات النقل الحالية، دون نسيان صرف الأموال على مُختبرات تطوير القيادة الذاتية.
لتحقيق الأرباح بالوضع الراهن تحتاج لزيادة تكلفة النقل، وهو أمر لو قامت به ستخسر فورًا للمنافسين على غرار ليفت Lyft أو كريم Careem.
أخيرًا، تتجادل أوبر باستمرار مع وقودها المُتثمّل في السائقين، فهي حتى الآن لم تصل للمعادلة التي تُرضيهم قبل أن تُرضيها. لذا، يحتاج الرئيس التنفيذي القادم لدعم السائقين وشراء رضاهم للرفع من نسبة استخدام التطبيق ومُحاولة تحسين الصورة ومحو اللحظات العصيبة التي عصفت بالشركة في الآونة الأخيرة.