مقالات

هل يُنقذ البث المُباشر للفيديو شبكة تويتر؟

كثّفت شبكة تويتر في الآونة الأخيرة جهودها في مجال البث المُباشر للفيديو، فهي أعلنت أولًا عن إضافة زر داخل تطبيق تويتر على الهواتف الذكية لبدء البث دون الحاجة إلى تثبيت تطبيق بيريسكوب Periscope، الشبكة الفرعية لتويتر المُتخصّصة في مجال الفيديو.

وبعد هذا التغيير، أعلنت عن شراكات مع مجموعة كبيرة من الجهات على غرار وكالة بلومبيرغ العالمية، بالإضافة إلى بعض شبكات الإعلام على غرار Vox. كما ذهبت للمجال الرياضي ووقعّت عقودًا لبث بعض المباريات بصورة حصرية أيضًا، وبشكل مُباشر.

الخطوات السابقة تعكس رغبة الشركة بشكل أو بآخر في التركيز على نوع جديد من المُحتوى، فالفيديو بالفعل يُحقّق أرقامًا كبيرة في فيسبوك، وانستغرام، دون نسيان يوتيوب المنصّة التي تكبر بسرعة كبيرة بفضل هذا النوع من المُحتوى. لكن التساؤل الذي طرحته إحدى وكالات شبكة Vox تمحوّر حول تنفيذ تلك الرؤية؛ الفيديو بالفعل هو المحتوى المُفضّل الآن، لكن هل تسير تويتر في الطريق الصحيح؟

تويتر

ترى شبكة تويتر أن المُستخدمين بشكل عام يُفضّلون مشاهدة الفيديو على حساب قراءة النصوص أو الاستماع إلى التسجيلات الصوتية. ومن هذا المُنطلق تم الاتّجاه إلى الفيديو والتعاقد مع مجموعة كبيرة من الجهات انطلاقًا من فكرة أن المستخدم عندما يرغب في مشاهدة آخر الأخبار سيقوم بفتح تطبيق تويتر لأنه يعلم أن بلومبيرغ تبثّ على مدار السّاعة هناك.

ما سبق يعني أن نسبة استخدام التطبيق والبقاء فيه قد تكون أطول، لكن هل قدّم بالفعل تويتر ما يرغب المستخدم بالحصول عليه؟ أو هل يبني قاعدة يُمكن الاستناد عليها في المُستقبل؟

هناك مُشكلة في فكر تويتر بدت واضحة عندما قامت ببث مباراة في كرة القدم الأمريكية NFL، حيث قام 250 ألف شخص بمتابعتها مباشرةً على الشبكة، لكن هذا الرقم يُمثّل 1٪ أو 2٪ من إجمالي المُتابعين الذين شاهدوا المباراة نفسها على التلفاز العادي. هذا يعني أن ما يحتاجه مُستخدمو الإنترنت ليس البث المُباشر فقط، بل يحتاجون لمشاهدة الفيديو حسب الطلب على غرار يوتيوب أو “نت فليكس” Netflix، فنحن الآن في عصر لا يُفضّل الكثيرون فيه مشاهدة كل شيء بشكل حي ومُباشر، في ظل وجود الفيديو حسب الطلب.

شبكات أُخرى -على غرار “نت فليكس” وهولو، أو حتى أمازون ويوتيوب وآبل- قامت بضخ ملايين الدولارات في مجال الفيديو أيضًا، لكنها فضّلت أن يكون المحتوى حصري وخاص بها لجذب المستخدم دائمًا لتطبيقاتها لأنه يعلم أن ما يُريده موجود في أي وقت على تلك الخدمات، وليس لفترة محدودة فقط.

الحكاية باختصار، لو أرادت تويتر التركيز على الفيديو فهذا حقها المشروع بكل تأكيد، لكنها يجب أن تُراقب ما تقوم به غيرها من الشبكات خصوصًا في مجال إنتاج المحتوى الخاص، لتعتمد بذلك على البث المُباشر رفقة الفيديو حسب الطلب، وإلا لن تُحقّق الاستثمارات التي تقوم بها تويتر العائدات المطلوبة لتسقط الشبكة في دوّامة جديدة.

الحوار بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى