مقالات

مُساعد فيسبوك الرقمي “إم” لن يتحوّل لمُساعد على غرار سيري أو أمازون إيكو

طرقت شبكة فيسبوك الاجتماعية باب الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة من الزمن قبل ظهور مُصطلحات على غرار المُساعدات الرقمية، فهي استخدمت خوارزميات ذكية لتحسين الاقتراحات واختيار المُشاركات الأفضل بالنسبة للمُستخدم على سبيل المثال لا الحصر.

لكنها في 2015 قرّرت أخذ تلك الخوارزميات والجهود لمستوى آخر عندما أعلنت عن مُساعد رقمي جديد حمل اسم “إم” M، مُعلنةً بذلك الدخول في منافسة مع غوغل، وأمازون، وآبل، وحتى مايكروسوفت.

الفكرة من “إم” منذ البداية كانت قراءة حوارات المستخدم وعرض اقتراحات ذكيّة عليه؛ فعند الحديث عن رغبته في الخروج من المنزل سيقوم “إم” باقتراح طلب سيّارة الأُجرة. أو عند الحديث عن الطعام، سيقوم المُساعد باقتراح مجموعة من المطاعم القريبة التي يُفضّلها المستخدم.

الأمثلة السابقة ما هي إلا استخدامات نصيّة، أي أن كُل شيء يجب أن يتم عبر كتابة التعليمات أو الحديث مع الأصدقاء لتعمل الخوارزميات، دون وجود الأوامر الصوتية في مُعجم “إم”، والتي كانت متوقّعة أن تكون الخطوة التالية في خارطة فيسبوك، لكن تصريحات المسؤولين فيها كشفت أنها لا ترغب في الفترة الحالية التوجّه في ذلك الطريق، بل ترغب في السير وفقًا لتكتيك مُغاير تمامًا.

فيسبوك

يأتي قرار عدم تحويل “إم” لمُساعد رقمي صوتي انطلاقًا من آلية عمل هذا النوع من المُساعدات، فتلك المُساعدات تحتاج أولًا للتفريق ما بين نطق المستخدم لجملة عادية أو لسؤال. وتحتاج ثانيًا لتحويل تلك الجملة -الطلب- إلى أوامر تفهمها خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وأخيرًا تحتاج للإجابة على الطلب بطريقة صحيحة 100٪.

المسؤولون في فيسبوك أكّدوا أن إتمام تلك الخطوات بشكل سليم يسمح ببناء مُساعد رقمي قادر على إفادة المُستخدم. لكن الفشل أو التقصير في واحدة فقط قد يؤدي إلى فشله وعدم إثابته لجدارة الاستخدام.

وبحسب تجارب فيسبوك، فإن المُساعدات الحالية تُجري تلك الخطوات الثلاث بنسبة نجاح لا تتجاوز 73٪، وهي نسبة قليلة جدًا. فحتى مع إتمام الخطوات السابقة بنسبة نجاح تصل إلى 90٪، لا يُمكن الوثوق بها لأن الاحتمالات تتضاعف بسرعة كبيرة جدًا في العالم الرقمي وتحديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي.

فيسبوك ترغب التأمين أولًا على الخطوتين الثانية والثالثة، أي تحويل ما يكتبه المستخدم لبيانات تفهمها الخوارزميات، ثم تقديم الاقتراحات والأدوات الذكيّة. وبعد إتقان ذلك الأمر سوف تُفكّر في الانتقال للأوامر الصوتية لأنها لا ترغب في تقديم تجربة استخدام غير مُكتملة أو ليست جاهزة بعد.

عادةً ما تلجأ فيسبوك لإطلاق المنتجات بسرعة لاختبار ردود فعل المستخدمين، لكنها في “إم” غيّرت هذه العادة وتعمل بهدوء تام لتجنّب الأخطاء القاتلة التي قد تجعله خارج المنافسة، خصوصًا أن نسبة كبيرة من الهواتف الذكية تأتي الآن بعد تزويدها بمساعد رقمي سواءً بـ سيري Siri من آبل، أو “غوغل أسيستنت” من غوغل، وأخيرًا أليكسا من أمازون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى