أفلام الفيديو المُحيطية ٣٦٠: نظرة في مُستقبل التصوير السينمائي
ما لم تكن في معزل عما يدور من حولك في هذا العالم، فإنك حتما خلال الشهور الماضية ستكون قد تعرضت أو سمعت بمقاطع الفيديو المُحيطية أو ما يُرمز إليها بمقاطع الفيديو ٣٦٠ درجة، Virtual Reality 360 Videos.الواقع هو أن العالم لم يتفق بعد على تسمية مُوحدة ثابتة لهذة التقنية الجديدة والتي تأتي كجزء من تجارب وتقنيات عديدة مُرتبطة بمفهوم الواقع الإفتراضي/المُعزز VR/AR.
ترمز هذة التقنية بإختصار الى مقاطع فيديو أو أفلام سينمائية يتم تصويرها بواسطة كاميرات رقمية عديدة مُحيطية تلتقط الصورة من حولها في جميع الزوايا، وهو ما يُتيح عرض المادة الفيلمية على المُستخدمين من خلال بيئة تفاعلية تخيلية يُمكن للمُشاهد من خلالها الإطلاع على كافة تفاصيل المشهد من حوله في جميع الزوايا ومن جميع الجهات، ويكأنه يعيش بداخل المشهد الذي يُشاهده.
أطلت علينا تلك التقنية عربيا للمرة الأولى من خلال بعض إعلانات الفيديو القصيرة لشركات كُبرى، ولكن الأمر عالميا لم يعُد مُقتصرا على مقاطع فيديو تجريبية قصيرة، بعد أن خصصت منصات عرض الفيديو الأكبر عبر الإنترنت مواقع خاصة لإستيعاب، عرض، والترويج لمقاطع الفيديو المُلتقطة بتلك التقنية، والتي يميل البعض الى الإعتقاد بأنها تُمثل مُستقبل صناعة الفيديو الرقمية في السنوات القليلة المُقبلة. خصص موقع YouTube منصة خاصة لتلك المقاطع، كما أطلقت خدمة Vimeo خدمة خاصة بها تحت إسم Vimeo 360، وتوجه “فيس بوك” هو الآخر الى دعم التقنية الجديدة بمنصة خاصة بها.
ولم يتوقف الأمر على دعم تلك الأفلام والترويج لها، ولكن الصيحة الأكبر حاليا في عالم التصوير الرقمي تتجه الى تقديم كاميرات رقمية مُحيطية مُجهزة تجعل من تجربة تصوير مقاطع الفيديو المُحيطية أكثر سهولة، حيث يتطلب الأمر حاليا مُعدات مُكلفة للغاية، وتعقيدات تقنية تحد من إستخدامه على نطاق واسع.
ولكن ذلك على وشك أن يتغير بعد أن شهدت الأيام القليلة الماضية طرح حلول رقمية مُتكاملة تستهدف جعل عملية تصوير تلك الأفلام ومقاطع الفيديو أكثر سهولة، وبخاصة على صانعي الفيديو من الهُواة والمُستقلين، الذين يُنتظر أن تنهض تلك التقنية على أيديهم قبل أن تتبناها الشركات الكُبرى على نطاق واسع.
وكان “فيس بوك” سباقا في هذا المجال بطرح كاميرات رقمية خاصة من إنتاجه تحمل إسم Surround 360، والتي شهد مؤثتمر المطورين الخاص بالموقع منذ أيام طرح تحديثات جديدة لها. وتُتيح الكاميرا، والتي تأتي مُزودة ب١٦ كاميرا رقمية مُستقلة مُرتبة بطريقة دائرية، بالإضافة الى كاميرا رقمية بعدسة دائرية عريضة Fisheye في المنتصف لأعلى، ويُمكن إستخدام الكاميرا في تصوير ونشر مقاطع الفيديو والصور المُحيطية. ولكن “فيس بوك” لا تعتزم طرح الكاميرا للبيع المُباشر للمُستخدمين، ومُنتجي الفيديو، وإنما تستهدف بيع تصاميم الكاميرا والكود البرمجي الخاص بها لعدد من المُنتجين لإنتاجها بشكل مُستقل.
أما “جوجل” فقد قدمت بالأمس نظاما مُعد للإستخدام على الفور يحمل الإسم YiHalo، وبشراكة مع شركة Go Pro الشهيرة المُختصة بمجال التصوير الرقمي للرياضات والحركة، ويتوافر النظام الجديد للبيع المُباشر للجمهور والمُنتجين ممن يرغبون في إنتاج مقاطع فيديو مُحيطية بطريقة سهلة. وتتكون كاميرا YiHalo، والتي تُكلف ١٧ ألف دولار أمريكي وتزن أقل من ٤ كيلوجرامات، من ١٧ كاميرا رقمية عالية الجودة بالتوزيع نفسه، وهي قادرة على التقاط الفيديو بدقة 8K بمعدل ٣٠ لقطة في الثانية أو بجودة 6K بمعدل ٦٠ لقطة في الثانية.
لاتزال تقنيات تصوير مقاطع الفيديو المُحيطية ٣٦٠ مُكلفة، وغير مُتوافرة بدرجة تجعله من السهل على مُنتجي الأفلام المُستقلين إستخدام تلك التقنية وتطويرها، ولكن المُؤكد أن المُستقبل سيحمل معه تراجع أسعار تلك التقنيات وزيادة توافرها وبالتالي التوسع في إستخدامها، وبخاصة في ظل إعلان “جوجل” عن مبادرة لتوفير ١٠٠ نسخة من كاميرا YiHalo للمُنتجين المُستقلين لإستخدامهم بصفة مجانية بعد أن يتقدموا بطلبات تحتوي على مشروعات ما يُريدون إنتاجه من مقاطع فيديو بهدف تشجيعهم على ذلك.