مارك زوكربيرغ يؤكّد شكوك واتّهامات سرقته لفكرة فيسبوك
واجه مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg بعد أيام قليلة فقط من إطلاق شبكة فيسبوك في عام 2004 أول دعوى قضائية ضدّه، وهي دعوى اتّهمته بسرقة فكرة فيسبوك الرئيسية من أصدقاءه في جامعة هارفارد حيث كان يدرس.
أساس الدعوى قائم على أن أصدقاء مارك وثقوا به وطلبوا منه برمجة موقع HarvardConnection.com، وما كان منه سوى أن ادّعى البدء ببرمجته ليقوم فيما بعد بتطوير موقع فيسبوك بالخفاء وإطلاقه مع تقديم حجج واهية في كل مرّة يُسأل فيها عن سير البرمجة.
وبعد جولات قضائية مُختلفة، وبعد الكشف عن مُراسلات جرت عبر البريد الإلكتروني، اتّضح أن مارك مُذنب بشكل أو بآخر ليحصل كل من كاميرون وتايلور وينكليفوس Winklevoss وDivya Narendra -أصدقاء مارك الذين طلبوا منه برمجة الموقع- على تعويضات وصلت إلى 1.2 مليون سهم، أي ما يُعادل 300 مليون دولار أمريكي في 2008.
لم يكترث مارك كثيرًا وتابع طريقه نحو الأمام، واستحوذ على تطبيقات رائدة مثل واتساب Whatsapp وانستجرام كذلك، وبدأ يُلامس بمُخيّلته جميع المجالات المُمكنة من الواقع الافتراضي، إلى البث المُباشر للفيديو، مُرورًا بإيصال الإنترنت إلى المناطق النائية، وغيرها الكثير من المشاريع الحالمة التي جعلته واحدًا من أشهر الشخصيات على مُستوى العالم.
لكن وخلال عام 2016 بدت خطوات مارك غريبة نوعًا ما، أو لم تكن غريبة بشكل كامل بل جريئة وعلى العلن، وبدا ذلك واضحًا بعدما أطلق خدمة الحكايات Stories في انستجرام، فهو سرق الميّزة واسمها دون خجل وعلى العلن، ليقوم بعدها بنقل نفس الميّزة إلى جميع التطبيقات التي تعمل تحت جناح فيسبوك مُعلنًا حربًا مفتوحة مع سناب شات والقائمين عليه.
وبعد نسخ سناب شات، أقدم زوكربيرغ على إضافة ميّزات جديدة مثل زر للتبرّع داخل الصفحات، وهي ميّزة كانت موجودة في تطبيقات ثانية، أو على الأقل كانت تعمل بنفس الآلية في تطبيقات ثانية. أخيرًا، أقدم على تقديم خدمة مُشاركة الموقع الجغرافي داخل مسنجر لفترة من الزمن، وهي خاصيّة أطلقتها كذلك جوجل قبل فترة قليلة، ليبدو أن ما يقوم به في الفترة الحالية مُقتصرًا على نسخ أفضل الميّزات من هُنا وهُناك.
وهُنا يبقى التساؤل، هل كان مارك فعلًا صاحب الرؤية الأساسية لشبكة فيسبوك؟ وهل استشرق بالفعل مُستقبل الإنترنت وضرورة وجود شبكة اجتماعية تربط الجميع وتُقدّم لهم بعض الميّزات. أم كان مُجرّد سارق للفكرة الأساسية وسارت الأمور معه بشكل جيّد ليصل فيما بعد إلى هذه المكانة في العالم التقني؟
أيًا كانت الإجابة وأيًا كانت الأفكار التي ساهم زوكربيرغ في إضافتها إلى شبكة فيسبوك، تبقى هناك نقطة أساسية هامّة تتمثّل في قدرته على معرفة ما يحتاجه المُستخدم، وتقديمه له، فهو تقريبًا لم يفشل في الميّزات التي قدّمها في فيسبوك أو في بقية التطبيقات، وهو ما يجعله صاحب رؤية على الأقل. أما قضية فيسبوك وبقية الميّزات ومصداقية خروجه بها، فهو أمر لن نعرف تفاصيله على الأغلب وستُدفن هذه الأسرار معه بشكل شبه مؤكّد.