Verily .. ساعة ذكية طبية بدون تطبيقات ولا إشعارات
في الوقت الذي تبدو آفاق التقنيات القابلة للإرتداء واسعة وغير محدودة، وبقائمة إستخدامات مُستقبلية طويلة، إلا أن الطابع العام و قائمة الخواص التي تُقدمها الساعات الذكية التي يتم طرحها يوميا بالأسواق مُؤخرا تبدو مُوحدة.
وتأتي كافة الساعات الذكية التي نراها هذة الأيام كمُساعدات رقمية مُرفقة بالهواتف المحمولة تعمل على عرض الإشعارات والتنبيهات الخاصة بالهاتف بدلا من قيام المُستخدم بتصفح هاتفه للإطلاع على تلك التنبيهات، بالإضافة الى بعض التطبيقات الخاصة بالساعات نفسها، والتي تتنوع وتتطور كُلما تطورت الساعة الذكية ذاتها، وتُقدم بعض تلك التطبيقات وظائف مُتابعة النشاط الرياضي للمُستخدم، ومُعدل حرق السعرات الحرارية، بالإضافة الى تطبيقات خاصة بالوقت، أحيانا إستخدامها كوسيلة دفع إلكترونية أو لعرض البطاقات والبيانات.
خلافا للمُعتاد، كشفت شركة Verily التابعة لشركة “ألفابت – Alphabet” التي أسسها الشريكين “لاري بيج” و”سيرجي برين” لتُصبح هي الشركة الأم المالكة لـ”جوجل” وشركات أُخرى عديدة يستثمر فيها الشريكين في مجالات مُتعددة، عن ساعة ذكية جديدة، ولكنها ليست كبقية الساعات الذكية التي إعتدناها. لا تُقدم الساعة الخاصة بVerily خواص يُمكن للمُستخدم الإستفادة منها بطريقة مُباشرة، فهي لا تعرض للمُستخدم إشعارات أو تنبيهات، كما أنها لا تدعم التطبيقات، ولكنها تكتفي بإظهار الوقت والتاريخ فقط من خلال شاشة عرض تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني.
بالمُقابل تحتوي الساعة على مجموعة كبيرة من المُستشعرات الطبية التي تم إعدادها خصيصا لكي تتمكن الساعة من مُتابعة العلامات الحيوية للمُستخدم مثل النبض، درجة الحرارة، حركات الجسد، الشحنات الكهربائية للجلد، وكذلك رسم النشاط الكهربائي للقلب. وسيتم إستخدام الساعة الجديدة خصيصا كجزء من دراسات طبية واسعة النطاق بحيث يتم تزويد المُستخدمين المشاركين بالدراسة بتلك الساعات الذكية والتي سيستخدمونها فقط كساعة معصم تقليدية في حين ستحصل الجامعات البحثية والقائمين على الدراسة على البيانات التي يحتاجون اليها.
وقد حصلت الساعة الجديدة بالفعل على مهامها الأولى حيث تم إعتمادها كجزء من دراسة ستُجرى في هولندا على المرضى بداء باركنسون “الرعاش” على مدار عدة سنوات، كما تُخطط الشركة نفسها، Verily، لإستخدام ١٠ آلاف وحدة من تلك الساعة، جنب الى جنب مع عدة مُستشعرات حيوية أُخرى قابلة للإرتداء في مشروع عملاق يستهدف تسجيل البيانات الحيوية للأشخاص الطبيعين على مدار عدة سنوات بهدف وضع المُتوسط الطبيعي للبيانات الحيوية للأشخاص الغير مرضى، وهو ما تطلع الشركة الى إستخدامه مُستقبلا رُبما في التنبأ وتشخيص أعراض الأمراض المُختلفة من خلال المُستشعرات الرقمية.