ويندوز 10 ونظام الاشتراكات المأخوذ بالأساس من إكس بي
عندما قدّمت مايكروسوفت ويندوز 10 للعالم، ذكرت معلومة صغيرة لم تكن واضحة بالشكل الكافي، وهي ما زالت غامضة حتى اليوم، فهي أعلنت أن هذا النظام سيكون الأخير بالنسبة لشركة مايكروسوفت من ناحية الإصدارات.
ما عنته الشركة وقتها أننا قد لا نرى ويندوز 11 أو 12 مُستقبلًا، بل ستتوقف عقارب ساعة ويندوز عند الرقم 10، لتكون جميع الميّزات الجديدة أو التحديثات الأمنية عبارة عن حزم تُثبّت عبر مركز التحديثات فقط.
وإضافة إلى ما سبق، ذكرت الشركة أن التحديث إلى ويندوز 10 سوف يكون مجاني للسنة الأولى، ليتحوّل فيما بعد إلى مدفوع. كما قامت بتقسيم شرائح المُستخدمين إلى ثلاثة: شريحة المُستخدمين النشطين، وشريحة المُستخدمين الحاليين، إضافة إلى شريحة المُستخدمين طويلي الأمد. ولإزالة الغموض، فإن الشريحة الأولى ستحصل على التحديثات الأمنية والميّزات الجديدة فور صدورها. بينما ستحصل الثانية على التحديثات الأمنية أولًا بأول، مع الحصول على الميّزات بعد فترة من الزمن.
أما الشريحة الأخيرة فهي ستحصل على التحديثات الأمنية دون الحصول على الميّزات الجديدة. وطبعًا تحديد الشرائح لن يكون عشوائيًا، بل سيكون وفقًا لاشتراكات شهرية يقوم المُستخدمون بدفعها، تمامًا مثل خدمات على غرار نت فليكس Netflix أو سبوتيفاي.
هذا المفهوم لم يكن حديث العهد أبدًا، أي تحويل نظام التشغيل إلى خدمة يدفع المُستخدم اشتراكًا شهريًا لقاء الحصول عليها، بل كانت في بال الشركة منذ عام 2000، وتحديدًا منذ إطلاق نظام إكس بي Windows XP.
بعدما أطلقت الشركة ويندوز 95، ثم 98، وإم إي ME، قرّرت كسر القالب وتغيير تجربة الاستخدام بالكامل من خلال تقديم إكس بي، والتي هي اختصارًا لكلمة Experience التي تعني بدورها التجربة. شركة مايكروسوفت كانت ترغب بالتركيز على التجربة بعيدًا عن رقم الإصدار، على أن يكون إكس بي هو الأخير بالنسبة للشركة، ولهذا السبب قرّرت إطلاق نظام الاشتراكات الشهرية في ويندوز إكس بي وفي أوفيس إكس بي كذلك.
وبدأت الشركة في تطبيق الفكرة في أوفيس إكس بي أولًا، فبعد سنين طويلة من دفع ثمن النسخة لمرّة واحدة، قرّرت الشركة تحويل الأمر إلى اشتراكات شهرية، لكن هذا النموذج لم يلقى رواجًا أبدًا، ولهذا السبب أخّرت إطلاق الاشتراكات الشهرية في ويندوز إكس بي، قبل أن تُلغي الفكرة بالكامل.
أخيرًا، فشل ويندوز فيزتا تقف خلفه الكثير من العوامل التي تحدّثنا عنها في مقالة سابقة، لكن واحدًا من العوامل الغير مُباشرةً كان عدم رغبة مايكروسوفت في إطلاق نظام بعد إكس بي، وهو أمر تخلّت عنه بعد فشل فكرة نظام الاشتراك في ذلك الوقت، ليبقى التساؤل حاليًا حول جدوى إطلاق نظام الاشتراكات في ويندوز 10، وهل سنرى ويندوز 11 فيما بعد إذا ما فشلت في تطبيق النموذج هذه المرّة أيضًا؟